رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
شوفت ده بنفسى معاك قبل كده بس
طفرت الصدمة فوق وجه وفاء وزاغت نظراتها بفزع اوقف الكلمات بين شفتى سميحة وهى ترى أنها ستهدم حلما جميلا تحياه ابنتها لذا لا ضرر من المحاولة فقد يكون شخصا جيدا
_ خلاص قولى له يجى اخر الأسبوع
تهلل وجه وفاء لتتأكد سميحة أن الأمر هذه المرة لن يكون هينا عليها كما حدث مع محسن فالاخير أدخلها فى صراع داخلها ساعدها على إنهاء الأمر أما هذا الرجل فيبدو لها مؤيدا من عقل وقلب وكل كيان ابنتها .
هل يمكنها أن ترى ابنتها تتألم مرة أخرى بهذا القدر الذى سيتساوى مع هذه السعادة المتراقصة بعينيها!
هل تستطيع أن تنجو وفاء من وهم هذا الحب الذى يدفعها إليه حرمانها الطويل من أبيها
داعب عثمان ملامحها لتنقبض مرة أخرى وهى تزيد من ضم الوسادة معترضة على التيقظ ليضحك بخفوت ويعيد المحاولة حتى زفرت بضيق وهى تفتح عينيها وتنظر نحوه
_ هو انت حد مسلطك عليا تقل نومى
ضحك عثمان وهو يقرص وجنتها
_ ايوه قلبى قومى بلاش كسل علشان نخرج هو احنا هنعمل شهر عسل كام مرة
_ دكتور إيه يا شيخة انت بتصدقى الكلام ده هتقومى ولا ارشك ميه زى امبارح
_ خلاص قومت اهو
جلست بحدة وملامح عابسة بشكل مضحك ليدفعها ناهرا لها
_ على ما اطلب الفطار تكونى اخدتى شاور ومش فى البيت إحنا ها! مش هنقضى الاسبوع فى الحمام
_ هو انت كل يوم هتسمعنى الكلمتين دول
..........
وصل أمام المنزل يحمل الورود والحلوى ولازال عاجزا عن التحكم في جنون قلبه وكأنها أخبرته للتو بقبول أمها لقاءه يعلم أن موقفه مع أمها أضعف لكنه سيحاول بكل ما أوتي من قوة ليحقق حلم قلبه الأوحد.
طرق الباب لتفتح له سيدة يبدو من ملامحها أنها ترفضه مبدئيا لكنها رحبت به باقتضاب وتقدمته للداخل ليحافظ على بشاشة ملامحه التى يحتاجها مودة.
_ استاذ عمار انا سمعتك للآخر ومقدرة مشاعرك تجاه وفاء بس بنتى اتربت من غير أب وبتدور فيك على صورة منه يعنى رؤيتها ممكن تتغير وترجع ټندم والنتيجة هتكون دمار بيت وأسرة
سمح لها بالتعبير عن مخاوفها ثم رفع كفه وهو يقاطعها بهدوء
_ انا مش صغير وفاهم كويس جدا أن وفاء بتدور على صورة الأب بس ده مايمنعش أبدا الجواز عموما الزواج الناجح اللى بتشوف فيه البنت صورة ابوها فى جوزها ويمكن انا محظوظ لأن وفاء ماعندهاش صورة كاملة وهيبقى سهل عليا احط صورتى فى الخانة دى . هى بتدور على صورة الأب وانا مسئوليتى انى اخليها تشوفنى الأب والاخ والزوج لو ماقدرتش يبقى أنا اللى فشلت مش هى بس احب اطمنك لا انا بحب الفشل ولا وفاء يبقى اكيد إحنا الاتنين هنحاول ومادام فى محاولة مشتركة بتكون النتيجة لصالح الطرفين أكيد.
صمتت سميحة لا تنكر أن عقليته تدعوها لاحترامه وصراحته كذلك لكنها لا زالت تتخوف من فارق العمر بينهما لكن هذا الفارق هو مؤكدا أول ما جذب أنظار وفاء لهذا الرجل يمكنها أن تمنح وفاء كل الفرص للتراجع وستدعمها دائما ايما فعلت .
طلبت منه لقاء بعد عدة أيام حتى تتحرى جيدا وتفكر بهدوء ولم يكن أمامه غير القبول .
حين عادت وفاء للمنزل كانت سميحة بغرفتها لتتجه إليها فورا متسائلة عن نتيجة المقابلة وعن رأيها في شخص عمار
_ هو راجل محترم يا وفاء بس لازم نسأل عنه يا بنتى واطمن
عادت وفاء لغرفتها وقد تأكدت أن كيانها يتمنى عمار فمجرد أن عرضت أمها احتمالية رفضه اختنق قلبها بشكل لم تشعر به مطلقا فقد الأحبة اصعب مما ظنت أنها شعرت .
......
غادرت سميحة
متابعة القراءة