رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون

موقع أيام نيوز

تلك الصامتة فى أثرها ولأول مرة تشعر بالألم لأجل سميحة وفتياتها .
......
تقدمت سهى تحمل صينية الطعام وهى تبالغ في جمع حاجبيها وضعتها فوق الفراش ليتأفف عثمان 
_ هو انا هفضل أكل فى السرير كده كتير 
_ لحد ما تخف
_ سهى انت بقيتى متعسفة اوى 
_ عثمان هو كل يوم المناقشة دى وفى الاخر هتاكل
_ مش عاوز ازعلك
جلست فوق الفراش وقد تبدد التجهم واشرقت ابتسامتها 
_ يبقى تخف بسرعة 
_ انا عاوز اخف اكتر منك
تبدلت نظراته وملامحه ليتابع 
_ علشان نبطل حجج ونشوف اخرتها
سيطر عليها الارتباك فورا لتتهرب عينيها وتتلون ملامحها ببعض الحمرة الرائعة فتتجه نحو الطعام وتبدل محور الحديث
_ طيب دوق الأكل وقولى رأيك انا فضلت مع الشيف خطوة بخطوة باقة النت راحت على الأكلة
ضحك عثمان وتغاضى عن ملاحظته وتناول ما تقدمه له ليلوكه ببطء مستحسنا المذاق 
_ ده كفاية تعبك يخليه احلى اكل دوقته فى حياتى
زاد تورد وجهها للطفه الشديد الذى يحيطها به دائما بينما بدأت تتناول الطعام أيضا لترى أنه لا بأس به لكن ليس بالروعة التى يصف تابع تناول طعامه ليقول
_ ما اتكلمتيش فى الموبايل النهاردة على غير العادة
شعرت أن تساؤله يطمر غيرته لكنها لم تتبع سعادتها لهذه الغيرة وأجابت 
_ مش عارفة وفاء مااتصلتش هبقى اتصل بيها بعد الغدا
_ هى وفاء صاحبتك من زمان أوى
لم تصمت أو تفكر بل أجابت فورا 
_ قعدنا زملا خمس سنين ومابقناش أصحاب غير لما اتخرجنا
ضحكت ليبتسم أيضا فهى لم تستغل جهله بما مضى وتحاول الكذب أو تضليله بدأ بالفعل يشعر بتأنيب الضمير لتلك الأكذوبة التى يعيش فيها ويسحبها معه في ظلماتها وهل تحمل الأكاذيب سوى الظلمات
_ عثمان انت روحت فين
اعادته من شروده ليبتسم لها ويعاود تناول الطعام لكنه لم يعد يستسيغه
_ سهى انا مش عاوز انام بعد الغدا نفسى نقعد سوا ممكن تعمل لى قهوة
رفعت حاجبيها بدهشة 
_ قهوة مرة واحدة شكلك مش عارف قدراتى
ضحكا معا وتابعا تناول الطعام لتعد له فنجان من القهوة كما أعدتها وفاء أمامها حين زارتها وضعت الفنجان أمامه لتقول 
_ انا غير مسئولة عن اي خسائر في الأرواح
ضحك عثمان وتناول الفنجان ليرشف منه رشفة واحدة
_ مش وحشة للدرجة دى ما تيجى نقعد برة شوية انا زهقت من السرير
_ اشرب القهوة على ما اكلم وفاء وبعدين نخرج
تابع مراقبتها بشغف أصبح يؤلمه أثناء حديثها مع صديقتها والذى اقتصر على بعض الجمل ليفهم أن ثمة حاډث مؤسف تمر به وفاء أنهت الإتصال لتتحدث فورا دون الحاجة لسؤاله 
_ وفاء عمها توفى انا لازم اروح اعزيها دى جت ...
صمتت فجأة لتتدارك ما كادت أن تفضى به ثم تابعت ببطء 
_ جت لى يعنى وانت في المستشفى وجت هنا
_ واجب بردو بس هتروحى لوحدك
_ العنوان ما يتوهش ومش هتأخر
اومأ بصمت وقد اشتعلت بصدره الغيرة فورا وهو يتذكر يوم ۏفاة عمه وزيارة ذلك الشاب وبجاحته وتطاوله الذى چرح كرامته وترك ندبة لن تشفى فى قلبه .
ظل يراقبها بلا تعابير وجه ظاهرة وهى تبدل ملابسها ثم تقترب لتطبع  فوق وجنته ادهشته بشدة وتغادر فورا
زفر بضيق فقد غادرت بالفعل ولن يستطيع النوم لعڼ عقله الذى أشار عليه بشرب القهوة لقضاء بعض الوقت برفقتها.
فى اليوم الذى اتفق فيه قلبه وعقله غادرت هى عادت الغيرة تنهش صدره
_ يا ترى سهى هتقابله هناك
نطق لسانه السؤال وكأنه يبحث عن طيفيها ليجيب بالنفى لكن تردد سؤاله ليثير الفوضى بصدره والصخب بعقله مع عجزه الذى يشقيه.
السابع والعشرين
منذ غادرت سهى المنزل ترك نفسه لأفكاره لتتقاذفه بينها كيفما شاءت لتزيده تشتتا وضياعا لم تستغرق زيارتها أكثر من ساعتين ومع حساب المسافة إلى العنوان الذى أخبرته به فزيارتها نفسها لم تزد عن نصف ساعة وليس هذا ما شغل فكره بل من قابلت هناك
لقد جاء ذلك الشاب مرافقا وفاء لتأدية واجب العزاء فهل هو مقرب منها لدرجة مرافقتها 
بالطبع سيكون هناك كما كان فى ۏفاة عمه
زاد تأكيد عقله على هذه النقطة من تملك الإحباط من نفسه وزعزعة السکينة التى حصل عليها مؤخرا .
سمع صوت الباب ثم خطواتها التى تتقدم نحوه لينتبه محاولا استعادة هدوءه الظاهرى مع دخولها الغرفة مبتسمة 
_ اتأخرت عليك 
هز رأسه نفيا مع دهشته لتلك الابتسامة التى لا تتناسب برأيه مع المكان الذي جاءت منه ليحاول الحفاظ على صمته بينما بدأت تبدل ملابسها بأريحية مزعجة بالنسبة له ثم اتجهت نحو الفراش لتجلس بالقرب منه
_ مالك ساكت ليه 
حاول أن يبدى ابتسامة لا تنبع من صدره وهو يعقد ذراعيه متسائلا
_ أبدا قولى لى بقا شوفتى زمايلك هناك 
_ ابدا مفيش غير أهل وفاء هى قالت لى أن صاحب الشركة اللى بتشتغل فيها وواحد زميلها هناك معاها من وقت ما عرفت 
_ ماكانوش زمايلكم يعنى 
_ لا طبعا
عفويتها فى الإجابة على تساؤلاته اشعرته ببعض الراحة لولا رغبته في معرفة من هو صاحب تلك الشركة 
_ كويس أن وفاء
تم نسخ الرابط