رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
عنها شيئا وفر لها دعما أخويا هى لم تحظ برعاية ذكورية مطلقا تلك الرعاية التى يحيط فيها الرجل المرأة أيا كانت مكانتها بحياته بالحماية والأمان ولا تنكر أن عزيز قدم لها هذا لكن هذا لا يكفي أيضا.
_ عزيز انت اسم على مسمى انت عزيز أوى وغيرت حياتنا كلنا بوجودك وروحك الحلوة بس الجواز محتاج مشاعر تانية ماافتكرش هتكون بنا فى يوم من الأيام.
_ انا عملت التشيز كيك ده مخصوص من امبارح علشانك يا عزيز
نظر لها وابتسم وهو ينهض ليحمل عنها
_ والله يا طنط سميحة عزيز محظوظ بيكم اوى
جلس ليلتقط الطبق بأريحية ويبدأ تناوله معبرا عن جودته لتتعجب وفاء فهو لا يبدو لها مصډوما لرفضها له ولا يظهر تأثرا بهذا الرفض فهل هو بهذه القوة أم أن عرضه لم يكن يشمل قلبه
_ عن اذنكم دقايق وراجعة.
اتجهت لغرفتها لتبدل ملابسها وحين عادت كان عزيز وأمها يتحدثان أيضا بمودة لتشعر بمزيد من الراحة لأنها لم تأخذ طلبه على محمل شخصى فيبدو أنه كان جزء من تودده ومحاولته ردم الماضي وهى للمرة الثانية ترى الشغف الكاذب .
.........
الأول رأى فيها تحديا جديدا لذا جاهد لتطويع كبرياءها وخداع عقلها بوهم نجاحها وكيانها ورغم ذلك فشل بكل الطرق
والثانى رأى فيها دينا قديما يحاول تسديده بلا مشاعر مجرد زواج لتقريب المسافات التى قربت بالفعل وفشل أيضا فى لمس قلبها
لكنه كما قال لها يفوقها عمرا فهل تقبل به أمها
لم تنتظر أن يستدعيها لمكتبه كما يفعل كل يوم بأعذار واهية فقط ليضم نظراتها بنظراته .
سمحت لها المساعدة فورا بالدخول لتتقدم محاولة إظهار نفس قوتها لكن ما إن خطت للداخل وكان يستعد لاستقبالها مبتسما علا القلق وجهه وتساءل
_ لا انا كويسة
عاد للجلوس فور جلوسها أمامه وهى لا تدرى كيف تخبره أنها تقبل به وهو لا يدري ما الذى يحدث معها
_ مامتك وأخواتك بخير
_ الحمدلله بخير
_ وبنت عمك اللى كانت تعبانة!
_ لا الحمدلله بقت احسن كتير وبنتها كمان سمتها وفاء
_ بس اكيد مش هتطلع حلوة زيك
لم تكن لعمار تجارب سابقة لكنه يتعامل مع وفاء كما يملى عليه قلبه بكل الصفاء والطبيعية التى يحوى لذا التقط قلبه ابتسامتها الخجلة التى تقبلت تغزله فيها ليشعر أنها جاءت اليوم تبشره بما يتمنى لكن يقف الحياء بينها وبين ما انتوت لذا بادر بترقب
_ وفاء انا منتظر قرارك مهما طال الوقت
رأى التوتر الذى عبرت عنه عينيها بالقاء نظراتها بعيدا عن مرمى عينيه وهى تقول
_ انا جيت علشان كده
_ بجد !
حاول ألا ينتفض تابعا انتفاضة قلبه منتظرا أن تتابع حتى قالت
_ انا ممكن اكلم ماما اليومين دول
_ ده يبقى أسعد يوم فى عمرى
عاد الخجل يزين محياها وهى تنهض مبتعدة
_ طيب عن اذنك
_ وفاء
اللهفة التى يفر بها اسمها من بين شفتيه لتضمه أسماعها قبل أن يركض مرة أخرى عائدا إليه مع نظراتها الخجلى يدفعها للرضوخ لما سيطلبه منها
_ علشان خاطرى روحى ارتاحى النهاردة.
رغم أنها أرادت العمل لكن رجاءه وجد صدى محالفا له داخلها لتبتسم وتغادر بينما عاد لمقعده شاعرا أنه ملك الدنيا لمجرد منحها له الفرصة التى يثق أنها مجرد بداية لطريق طويل لا ينتوى الرجوع عنه إلا ظافرا بها.
.....
عادت سميحة للمنزل وليس من المعتاد تواجد وفاء بهذا التوقيت ووجدتها وقد أعدت الغداء أيضا
_ انت كويسة يا وفاء
_ الحمدلله يا ماما تعالى نتغدا علشان عاوزة اتكلم معاكى فى موضوع مهم .
صمتت سميحة فهى لا تخفى عليها أحوال ابنتها التى تتضارب وكانت تنتظر هذا الحوار الذى تطلبه وفاء .
جلست سميحة بعد تناول الطعام تبدى المزيد من الصبر حتى بدأت وفاء تقص عليها بشأن عمار فى البداية شعرت سميحة بالراحة لأن ثمة من يهتم بوفاء لشخصها بهذا الشغف الذى تتحدث عنه فهى تستحق بالطبع أن تحيا سعيدة مع رجل يقدر كل جزء منها لكن حين أخبرتها عن عمره تجهم وجهها وشعرت أن وفاء تبحث عن الأب فى صورة الزوج وخزة قوية أصابت قلبها وهى ترى ابنتها لازالت تعانى سوء اختيارها هى .
_ ودلوقتي يا ماما هو عاوز يقابلك صدقينى ماحصلش اكتر من اللى حكيت لك عليه
_ أنا واثقة فيك يا وفاء لأنك عاقلة وعارفة حدودك وبتعرفى توقفى قلبك مكانه لما تلاقى نفسك غلط وانا
متابعة القراءة