رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون

موقع أيام نيوز

مشاعره
لقد كان فقدانه الذاكرة هو ما يحول بينها وبين التنعم بكل ما تحتاج من قربه فها هو يخبرها أنه يتذكر لذا لم تفكر لحظة واحاطته بذراعيها وهى ترتقى الفراش لتستقر قرب صدره الذى بدأ يأن لما يعانيه منها فتأتى تلك الضمة كترياق الحياة للمحتضر أغمضت عينيها فهى بحاجة لبعض السكون لكن تلك الثورة التى اشتعلت بصدره ستحول دون سكينتها .
إلتقى ذراعيه يضمانها لهفة ليبدأ الخجل معلنا سيطرته عليها لكن عثمان لم يتراجع لوهلة واحدة واقتطف ثمار الخجل عن وجنتيها لينثر بدلا منه ربيعا مزهرا محملا بغيث أشواقه .
.......
استقرت منذ وقت لا يريد أن يحصيه فوق صدره تتحدث إليه وهو يحسن الإستماع لكل ما تريد أن تخبره به عن مشاعرها أثناء غيابه عنها لم يكن يتخيل أن البعد قد يقرب المسافة بينهما لهذه الدرجة هو فى هذه اللحظة يشكر تلك الإصابة التى أعادت له زوجته .
_ مش عاوز تسأل عن حاجة 
فكر أن يشاغبها قليلا وينير بعض ذكرياتها التى لا ترى منها سوى نصف الصورة فقط ليتساءل
_ خبيتى السبحة فين المرة دى 
انطلقت ضحكتها فقد ظنته اغفل أمرها لتبتعد قليلا وهى تواجهه بحدة مضحكة 
_ السبحة دى المفروض تبقى بتاعتى 
_ لأن انت اللى اخدتيها أول مرة وخبتيها فى اوضتى
تبعثرت الحروف فوق شفتيها ليتابع 
_ عمى قالى لما حضنى يومها أنه عارف أن انت اللى اخدتى السبحة وقلبه مش هاين عليه يحرجك
زادت سيطرة الدهشة لتفتح فمها وتغلقه دون أن تتمكن من تجميع كلمات تعبر عن صډمتها وهو يردف ببطء 
_ وانا كمان قلبى ماهنش عليه يحرجك قولت هخليها معايا وابقى اديهالك بعدين بس كل ما كنت تبعدى عنى كنت أتراجع عن الفكرة
ارتفع كفه يسحبها من فجوة الصدمة المسيطرة عليها وهو يقرص وجنتها كما كان يفعل فى الصغر 
_ اخدتيها خلاص خليها معاكى بس حافظى عليها كويس .
يقدر ما تشعر به وما تقوم به من لوم نفسها مجددا لذا أعادها برفق لصدره وهو يحاول تخليصها من صډمتها 
_ نامى يا سهى وماتفكريش فى حاجة خلى الماضى مقفول عليه وخلينا نعمل ذكريات جديدة مش ده طلبك منى لما فوقت دلوقتى بس اقولك أن ذكرى واحدة من بعد الحاډثة هتردم اللى فات وتفتح لنا باب جديد لازم ندخله سوا ونحافظ عليه مفتوح .
.........
وصلت هنية برفقة سارة لمنزل عثمان لتفقده بينما غابت هالة لشعورها بوعكة صحية يجهل عثمان كل تفاصيلها استقبلتهما سهى بدهشة 
_ خالتى فين
نظرت لها أمها بحزن لم تصدقه متسائلة
_ لو انا اللى ماجتش كنت هتسألى عليا
لم تجب سهى بل خيم الوجوم عليها لتتحدث سارة بحزن 
_ خالتو تعبانة اوى وعالية قاعدة معاها
زاد التجهم الظاهر فوق ملامح سهى بينما تعالى صوت عثمان المتساءل عن الزائر ليزول كل ما ظهر على هنية من حزن وهى تتجاوز ابنتها للداخل 
_ إحنا يا حبيبي
أغلقت سهى الباب وهى تمسك سارة لتفهم منها المزيد عن وضع هالة بينما تقدمت هنية حيث ظهر عثمان بباب غرفة النوم ليتعجب 
_ هى ماما مش معاكم 
_ كسلانة بس انا قولت لازم اشوفك 
_ تنورينا يا خالتى
جلست بجواره مباشرة لينظر نحو سهى التى تتهامس مع سارة ولا تبدو ملامح وجهها مريحة له لكنه تجاوز عن ذلك محترما ما تشعر به سارة من تخبط فى الفترة الأخيرة بينما تساءلت هنية 
_ عامل ايه يا عثمان مالحقتش اجى بدرى اعمل لك غدا 
ابتسم عثمان وعينيه متعلقة بزوجته 
_ سهى بتعمل اكل حلو اوي يا خالتى ماتشليش همنا المهم طمنينى انت عليك
ابتسمت هنية فهو الوحيد الذى يسأل بهذا الاهتمام عنها أو هكذا تحب هى أن ترى لذا أجابت بصوت هامس
_ انا كويسة يا حبيبي ونفسى اشوفك واقف على رجليك 
_ إن شاء الله وسارة عاملة إيه معاك بعد عمى الله يرحمه أكيد متعلقة اكتر بوجودك
تنهدت هنية وهى تتذكر أن سارة أصبحت أكثر عنادا بعد ۏفاة أبيها بل وبدأت تجادلها كثيرا فى كل التفاصيل الملابس أدوات التجميل الحجاب تبدو لها الفتاة رافضة لكل ما يتوجب عليها ولا تجد افضل من عثمان تشاركه همومها لذا قالت 
_ سارة بقت عنيدة وبتقل ادبها وصوتها بيعلا كتير انا ضړبتها امبارح
حاول الحفاظ على ملامحه دون أن يظهر غضبه متسائلا
_ ماتوصلش للضړب يا خالتى ليه عملتى كده
تهكمت ملامح وجه هنية وهى تجيب 
_ وهى يعنى فرق معاها مش عاوزة تلبس الحجاب زى الناس نص شعرها برة وبردو عملت اللى فى دماغها 
_ مش قولت لك يا خالتى كان لازم تتدرب على كل حاجة وتفهم بالراحة من الأول اهو ده نتيجة صډمتها.
صمت مع إقبال سهى التى صحبت سارة للمطبخ لتحضير العصير دون أن تنتبه هنية لذلك وضعت سهى الصينية لينظر هو نحو سارة مبتسما 
_ إيه الجمال ده يا سارة الحجاب هياكل منك حتة 
_ بجد يا أبيه 
_ طبعا بجد بس هم الشعرتين دول مش مقتنعين بالحجاب ولا إيه هههه 
_ يوووه
تم نسخ الرابط