رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
الأصول انى مااعطلش شغله اكتر من كده.
_ طيب والحداد الشرعى مش تلت أيام
_ الحداد ! هو اللى ماټ عمى ولا عمك انت يا استاذ أشرف
لاحظ محمد اختلاف نبرة صوتها للحدة ليتدخل فورا لينهره
_ أشرف مش ملاحظ انك بتتدخل فى اللى مالكش فيه
بدل أشرف نظراته بينهما وعاد يتابع عمله محافظا على صمته بينما دخلت المساعدة تخبرها باستدعاء عمار لها لتغادر المكتب بنفس الحدة
_ البقاء لله يا وفاء ماعرفتش اشوفك امبارح قبل ما امشى
_ ونعم بالله يا استاذ عمار انا بشكر حضرتك مرة تانية على وقفتك معايا امبارح
ابتسم عمار ودار حول مكتبه ليجلس أمامه مشيرا لها لتجلس
_ إحنا شركتنا صغيرة زى ما انت شايفة وانا يعتبر الكل هنا جزء من عيلتى بما انى اصلا ماليش عيلة
_ مالكش عيلة ازاى
_ انا كنت إبن وحيد لأمى الله يرحمها بس والدى الله يرحمه كان متجوز اتنين ليا اخوات من الأب بس طبعا محدش فيهم بيسأل عنى و بما انى الكبير بسأل عنهم من وقت للتانى وطبعا الدنيا بتاخد كل واحد وانا دلوقتي لوحدى امى اټوفت من سنتين
_ كانت جزء من روحى بس اعمل ايه ده حال الدنيا انا فضلت سنة كاملة بعد ۏفاتها مش عارف اعيش ولا اشتغل بس فى النهاية الحياة بتستمر
_ فعلا الحياة بتستمر
_ تعرفى امى كانت الزوجة الأولى اللى اتحملت كل حاجة علشان الحياة تستمر لدرجة مشاركة جوزها مع واحدة تانية بس انا لما شوفت المعاناة اللى عاشتها والضغوط اللى اتحملتها من والدى ومن اهلها اتمنيت لو كانت أطلقت يمكن كانت ارتاحت أو اترحمت من العڈاب اللى كانت بتعيشه علشان كده انا بحكى لك دلوقتى والدتك حقيقى ست عظيمة أنها قدرت تاخد قرار الانفصال اللى أوقات كتير بيكون أفضل من متابعة حياة هى والمۏت واحد .
_ فعلا امي ست عظيمة صعب تلاقى زيها اتحدت الدنيا كلها علشان مصلحتنا أنا محظوظة أنها امى.
ابتسم عمار لتلتقط بشاشة ملامحه التى لاحظتها منذ أول مرة لكن يبدو أنها جزء منه لكنها استقامت واقفة ليقف أيضا
_ عن اذنك اشوف الشغل اللى عندى فى تصميم لازم يخلص
بدأ يحاول تسليط تركيزه على عمله لكن تلك القوة التى تملكها هذه الفتاة تفرض نفسها أمام عينيه وعلى قلبه الذى يبدو مستمتعا بما يحدث .
الثامن والعشرين
عادت وفاء لمكتبها تحاول أيضا أن تتابع العمل وتنحية تخبطها جانبا
أستاذ عمار!!!
رجل يحمل الكثير من الغموض برأيها منذ إلتقته أول مرة صامت لا يفصح عن أفكاره ولا يشاركها بشكل قد يبدو فظا للبعض لكنها تراه مثيرا.
بدأت العمل على التصميم فتلك النظرة التى شملها بها حين أنجزت تصميم القرية تحب أن تراها دائما بعينيه.
رأت فخرا لم تحظ به مسبقا بعينى رجل ربما لم تحظ بعناية رجل مطلقا لكن هذا لم يدفعها لإلقاء نفسها أمام أي نظرة اهتمام تقابلها ويمكنها أن تضيف عمار إلى قائمة هؤلاء.
استجمعت شتات نفسها التى تهفو للحنان وتشتاق للاهتمام لتجمع كل تركيزها وتعيد عقلها الشارد إلى العمل بعيدا عن تخبط المشاعر الذى لا تريد الخوض فيه مجددا.
.........
تحركت سهى ببطء لتغادر الفراش ثم الغرفة تلك الحميمية التى يحيطها بها أثناء نومها تمنحها راحة إضافية هى بحاجة إليها بشدة .
ليتها منحت نفسها الفرصة للشعور بهذا الدفء مسبقا لكانت حياتها اختلفت بشكل كبير.
أعدت الفطور بما اتيح لديها فهى بحاجة للتسوق وبالطبع تحتاج مساعدة في هذا أيضا.
أغلقت باب البراد بحدة وهى تستنكر أن عاشت كل هذا العمر اتكالية على الجميع فأصبحت زوجة وهى تجهل أبسط مبادئ إدارة المنزل .
حملت ما لديها وهى تشعر بالخجل لقلة الطعام واتجهت للغرفة وكان عثمان لايزال نائما وضعت الطعام جانبا ثم بدأت تهزه برفق
_ عثمان قوم علشان معاد الدوا
تأفف عثمان كطفل صغير
_ انا زهقت من الدوا ومن السرير ومن الجبس ومن كل حاجة
_ معلش هانت يا عثمان كلها كام يوم ونروح نشوف رجلك عاملة إيه
اعتدل جالسا لينظر نحو الطعام الذى أعدته ويتساءل متناسيا تذمره
_ هى التلاجة فاضية
_ ايوه هبقى انزل النهاردة اجيب شوية حاجات
_ تنزلى وتسبينى تانى
_ ما أنا اتكسف اطلب من حد يجيب لى انا هروح عند البقال بس وارجع
_ البقال اللى عنده صنايعية الشارع كلهم والعيال لا يا سهى أنا مش موافق طبعا ولا
متابعة القراءة