رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
المدرسة لتجد عزيز فى انتظارها كما وعدها تماما وما إن ظهرت حتى اسرع نحوها لتستقبله بتساؤل
_ ها يا عزيز عملت ايه
_ صراحة يا طنط الراجل لا غبار عليه هو حياته مش مستقرة اوى لأن شركته يادوب واقفة على رجليها بس الكل بيشهد بيه .طنط هو محدش تانى اتقدم لوفاء قريب
تعجبت سميحة سؤاله
_ لا يا عزيز بتسأل ليه
_ علشان انا طلبت من وفاء الجواز بس واضح أن قلبها مشغول بالشخص ده لو شوفتيها يا طنط وهى بتستغرب طلبى هتعرفى أنها خدت قرارها خلاص
_ ايوه بس صراحة كان طلبى تحت ضغط من امى وإصرارها أن جوازى من وفاء اكتر حاجة هتريح بابا الله يرحمه بس الحقيقة يا طنط بابا هيكون مرتاح اكتر وهى مع واحد بتحبه سعيدة ومرتاحة غير لما تبقى معايا وانا هصونها طبعا بس قلبها هيبقى مطفى وهتفضل طول عمرها حاسة أن حياتها ناقصة .
تنهدت سميحة فما اخبرها به عزيز عن عمار اخبرها به كل من طلبت منه التقصى عنه لكنها أرادت المزيد من الثقة فأرسلت عزيز فهو سيكون أحرص على نقل كل التفاصيل وما اخبرها به للتو وعدم إخبار وفاء لها به يؤكد أن ابنتها اختارت بالفعل .
.........
تقدمت سهى لداخل المنزل الذى غابت عنه أسبوع واحد لتشعر أنها اشتاقت تفاصيله لم تظن يوما أن الارتباط بالاماكن حقيقة يعيشها البعض فقد كانت تكره هذا الحى وكل ما فيه لكنها بالفعل اشتاقت للمنزل منزلها الذى جمعت بين جدرانه فى فترة زمنية قصيرة للغاية العديد من الذكريات التى تحوى حياة كاملة من الفرح والحزن والأوجاع.
_ مالك يا سهى
_ البيت وحشنى اوى يا عثمان
_ انت كمان وحشتينى
جذبها لتدفعه للخلف بلا حدة
_ انا بتكلم عن البيت يا عثمان
_ ما البيت ده جزء منى ولما يوحشك يبقى انا كمان وحشتك
_ عثمان انت بتتلكك
_ فرصة لن تعوض
ضحكت وهو يسير بجانبها معتمدا عليها عوضا عن عكازه الذى يصر أنه لم يعد بحاجة إليه وتصر هى على أن يستخدمه حتى يسمح له الطبيب بغير ذلك فيرضخ هو لمخاوفها التى تسعده.
جلس عمار مرة أخرى أمام سميحة التى لا تبدو له تخلصت من مخاوفها حوله ويعلم أنها لن تفعل في وقت قريب سيعمل على محو تلك المخاۏف مستقبلا إن سمحت له ينيل أمنية قلبه.
_ الحقيقة يا استاذ عمار انا سألت عنك كتير وكل المعلومات في صفك بس انا لسه خاېفة من فرق السن بينكم
_ عارف يا ست الكل وصدقينى مع الوقت هتشوفى وفاء سعيدة جدا معايا انا عمرى ما اتمنيت غيرها واكيد مش هفرط فى أمنية قلبى الوحيدة .
صراع لم تعد تقوى على مجابهته لتنهى كل هذا الألم المتنازع داخلها وهى تمنح وفاء حق تقرير اختيارها فهى رغم كل مخاوفها من عمار تثق أن وفاء قادرة على تحمل تبعات اختيارها ولا بأس ستكون دائما بالقرب نهضت بهدوء يتنافى مع الضجيج الذى تعلو وتيرته داخلها
وقف احتراما أثناء مغادرتها لكنه لم يفعل فقط من باب المجاملة بل هو يحترم هذه السيدة كثيرا بالفعل لقد كان ليواجه العديد من العقبات مع أي شخص آخر لكنها تسعى فقط لسعادة ابنتها التى سيعمل على أن تراها واقعا يسكن له قلبها الذى يقدر صراعه والذى عجزت ملامحها عن طمره.
..........
مرت أشهر نعمت فيها سهى بالسعادة مع عثمان فمنذ فتحت أبواب قلبها له لم يسمح للحزن بدخوله ورغم ما يمرا به من مواقف طبيعية تحدث بين أي زوجين يتمكنا معا من التجاوز والمتابعة .
لقد كانت الفترة الأخيرة مرهقة للغاية فقد تزامنت الاختبارات مع إعدادات الزفاف الذى تساعد وفاء فيها لذا بدأت قواها تخور ليحاول عثمان رفع الضغط عنها بمساعدته فى شئون المنزل.
عاد للمنزل وكانت تجلس كما إعتاد منذ يومين بملامح كئيبة تدعوه للتفكير بحثا عن سبب لها بلا جدوى كان يحمل طعام الغداء ليضعه جانبا ويقترب منها
_ مالك يا سهى وماتقوليش مفيش
نظرت إليه مستنكرة حجره على إجابتها ليحيط كتفيها وقد زادت ملامح وجهها حزنا ينذر بنوبة غير مبررة من البكاء
_ فى إيه بس
_ عاوزة اعيط وخلاص يا عثمان
_ لا حول ولا قوة إلا بالله طيب احكى لى
_ مش عارفة
_ طيب إيه رأيك فرح وفاء كمان يومين نخلصه ونسافر يومين نغير جو يمكن اعصابك ترتاح
_ مااقدرش
متابعة القراءة