رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
اسافر عندى ظروف
_ ظروف إيه مش الامتحانات خلصت
_ ايوه خلصت بس انا مش هقدر اسافر خالص
_ بتزعقى ليه طيب ما تحكى لى عن ظروفك دى يمكن اقدر اساعدك فيها
_ ما أنا لو عارفة اقولك ماكنتش سكت
تنهد مستدعيا صبره ثم تابع وهو يربت فوق رأسها محاولا السيطرة على نوبة بكاءها التى بدأت تظهر في اختناق صوتها
_ لا الظروف اللى عندى مش بتخلص
_ سهى ماتصعبيش الحكاية إذا كان العمر كله بيخلص يبقى ظروفك مش هتخلص
_ ايوه الظروف اللى عندى مش بتخلص بتتولد
_ شوفتى اااا انت قولت إيه
بدأت تبكى ليضيع قلبه بين سعادته وبكاءها .
الفصل الأخير
نظر لها بدهشة لا يفهم سبب البكاء فى هذه اللحظة يفترض بها أن تكون سعيدة كرد فعل طبيعى لأي امرأة تترقب ميلاد طفلها الأول.
إلتقى حاجبيه معبرا عن تعجبه وعدم فهمه ما يحدث أخيرا تمسك ببعض الأحرف ليصيغها لسانه تساؤلا
_ سهى انت زعلانة أنك حامل
_ لا طبعا يا عثمان انت مچنون
زادت الدهشة الظاهرة فوق قسماته سطوعا مع الحدة التى تنكر بها حزنها فما الداعي لكل هذا البكاء والحزن إذا
_ طيب بالراحة يا حبيبتي قولى لى حاسة بإيه ما هو مش طبيعي العياط ده كله
_ انااا !! مين قالك الكلام ده
أشارت إلى ملامح وجهه التى لم تنسحب عنها علامات الصدمة وهى تتعذر بها سببا للبكاء
_ اهو انت مكشر ومن يوم ما عرفت أنى حامل وانت مش فرحان
_ وانت عرفتى من كام يوم
_ خمسة
_ وانا هفرح ازاى من خمس ايام وانا مااعرفش المفروض ازعل منك علشان خبيتى عليا
وعادت للبكاء بشكل غريب لكنه تضاحك وسحبها لصدره
_ خلاص انا فهمت دى اللى بيقولوا عليها هرمونات اكيد هتجيبى لنا بنت كئيبة
_ ماتقولش على بنتى كده
احاطها بذراعيه وقد بدأ قلبه يعلن عن النفير العام للاحتفال بهذا الخبر السعيد استقرت فوق ساقيه يحاول تهدئة هذا البكاء الذى لا يليق بالاحتفال
_ ماكنتش عارفة اقولك ازاى
_ مچنونة رسمى عارفة لو ماكنتيش بنت عمى
_ كنت عملت ايه
_ ولا حاجة كنت هحبك بردو
تلصصت ابتسامتها فى وجل من خلف سحابات البكاء التى لا تعلم هى نفسها سبب تخيمها على مشاعرها بهذا الإلحاح فيسرع قلبه ملتقطا تلك الإبتسامة قبل أن يستقر رأسها مرة أخرى فوق صدره لينهض حاملا لها
_ استنى يا عثمان انا جعانة
_ انت مش كنت بتعيطى دلوقتى
_ يعنى اعيط واجوع علشان ترتاح
عاد بها للأريكة ووضعها برفق ثم استقام ونظر نحوها وهو يقرب منها علبة المناديل
_ الأكل قدامك اهو كلى لما تشبعى والمناديل جمبك اهيه عيطى براحتك وانا هاخد دش لحد ما جنان هرموناتك يخلص
_ يعنى مش هتاكل معايا
سمع الاختناق الذى ينذر بنوبة أخرى من البكاء ليقسم قلبه أن هذه الفتاة ستصيبه بأزمة قلبية حادة لهذا الجنون الذى يحياه معها اسرع يجلس قبل أن تنخرط فى نوبة بكاءها
_ هاكل يا سهى كفاية غم الله يرضى عنك مش انا جايب لك شيكولاتة
فتح الكيس الذى كان يحمله وقد قطع الطريق على سيل البكاء الذى كاد أن ينزل بها مجددا فيبدو له أن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من تضارب المشاعر ربما تكون طبيعتها الرقيقة سببا في ذلك وربما تكون هناك أسباب أخرى ترفض إعلانها حاليا .
حين وصلا لمنزل أبيه لزف تلك البشرى لأمه وخالته رأى سببا آخر يدعوها للبكاء فقد هللت قلوب الجميع سعادة واضحة بينما انصبت سعادة هنية عليه هو هل توقعت سهى رد فعلها مسبقا
جلست هنية بجواره هو بينما أسرعت أمه إلى المطبخ لتعود بكوب كبير من الحليب متجهة نحو سهى بمحبة
_ لازم تاخدى بالك من أكلك يا سهى بلاش اكل جاهز يا عثمان تعالوا اتغدوا عندى كل يوم او انا ابعت لكم اكل هتروحوا للدكتورة امته عثمان اوعا تزعلها وهى حامل
كانت محبة هالة التى تتدفق من بين الكلمات تربت فوق قلب سهى التى تلتقط نظرات لأمها المتشاغلة عنها بينما عثمان يضحك ويحاول جذبها معه إلى محيط أمه المزهر بالمحبة ليتدخل صبرى منهيا ألم سهى وهو يقترب ليسحبها إلى صدره مخفيا رأسها بين اضلعه فتؤكد له نهدة الألم التى فرت من صدرها أنه احسن التوقيت ليربت فوق رأسها بدفء
_ أكيد روح خيرى ارتاحت دلوقتى ماتفكريش فى أي حاجة تزعلك ولا تشوفى أي حاجة تضايقك انت عندنا أهم.
ظلت دقائق تتشرب من قرب عمها الذى يعوضها عن غياب أبيها قبل أن تبتعد قليلا
_ عثمان انا عاوزة اروح
_ ليه خلى عثمان قاعد معانا شوية
كان هذا ما نطقت به هنية لتتجه نحوها الأعين بدهشة بينما حاولت هالة تدارك الأمر كالعادة
_ زهقتى مننا ولا إيه يا سهى
_
متابعة القراءة