رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
تعتدل بجلستها وتستعيد بعضا من جدية ملامحها وهى ټضرب كتف سهى مستدعية بعض المرح
_ ما تقومى تعملى لى شوية شاى ولا فنجان قهوة إيه البخل ده !
ضحكت سهى وجذبتها معها
_ قومى معايا انا بينى وبينك حطيت لعثمان ملوخية فى الشاى
وضعت وفاء كفها فوق فمها بمبالغة واضحة فدفعتها سهى لتتابع بأسى
_ يا عينى عليك يا عثمان
مرت عدة أيام استقرت فيها الأحوال إلى حد ما مع وفاء فى العمل الذى بدأت تجد نفسها بين التصميم والابداع فيه بشكل كبير.
أصبحت الأعمال مقسمة حيث برعت فى تصاميم القرية لذا طلب منها عمار أن تتابع العمل عليها حتى تنهيها ولم تخيب ظنه ودأبت على التصميم الذى اختاره من أفكارها حتى انهته واتجهت ذلك اليوم إلى مكتبه
_ أنا خلصت التصميم اللى اتفقنا عليه
اتسعت ابتسامة عمار وظهر الرضا فوق قسماته
_ بالسرعة دى
اقتربت لتبسط التصميم فوق مكتبه وتبدأ مناقشته في التفاصيل لتستمر المناقشة لنصف ساعة قبل أن يستوقفها عمار
_ خلاص يا بشمهندسة اعتبرى ده أول نجاح لك معانا وطبعا انا سعيد جدا أن عندى مهندسة نشيطة زيك
_ موبايلك مابطلش رن
اتجهت للمكتب لتلتقط الهاتف فتتعجب وتعيد الاتصال فورا
_ ايوه يا ماما خير
_ عمى طيب يا ماما جاية عارفة انا هروح
أنهت الاتصال وقد تبدل حالها تماما ليتساءل محمد
_ عمى ماټ
انتفض محمد متعاطفا معها
_ لا حول ولا قوة إلا بالله البقاء لله وحده
_ هو كان مريض
تساءل اشرف لينهره محمد
_ وده وقته انت كمان اقعدى يا بشمهندسة دقيقة واحدة أدى استاذ عمار خبر
جلست وهى بالفعل عاجزة عن الحركة ولا تدرى كيف تتصرف لن تدعمها أمها فى هذا الموقف رغم حاجتها الماسة للدعم كما أنها عاجزة عن تحديد مشاعرها تجاه الموقف نفسه هى لم تر من هذا الرجل سوى الخير حقا دخل حياتها في توقيت متأخر للغاية وكانت حالته سيئة جدا ليقدم أي دعم لكنه ناضل ليحصل على مكان بحياتها يكفيها مشهده يوم حمله عزيز لمنزلهم ظلت مكانها لا تحرك ساكنا حتى عاد محمد لكن عاد عمار برفقته واقترب منها ثم انحنى ليقترب قليلا
_ لا إله إلا الله
_ قادرة تمشى انا جاى معاك بالعربية ومحمد معانا
اومأت ونهضت لتتقدم بهدوء يستغرب فى موقف مشابه لكنهما لم يعلقا على ذلك .
وصلت وفاء لمنزل عمها بسيارة عمار كما ارشدته وما إن توقف وصف السيارة حتى تساءل
_ فين والدك أو والدتك
_ ماما مش جاية لأنها كانت منفصلة عن بابا
لم تعلم سبب التساؤل لكنها تابعت
_ ماټ من فترة كان عامل حاډثة هو وعمى
ورغم أنها لم تبد لأي منهما فتاة فقدت أبيها بعهد قريب لكن لا مجال لأي أحاديث جانبية بعيدة عن أمر الۏفاة الحالية .
ترجلت وفاء عن السيارة ليتبعاها بصمت فيرى عمار فتاة تهرول نحو وفاء تلقى نفسها بين ذراعيها باكية
_ مالحقناش يبقى لنا سند يا وفاء
_ كل واحدة فينا سند نفسها يا منى أهدى فين سلمى
_ دخلت جوه قالت هتقرأ له قرآن
_ وجوزك فين
أشارت منى نحو السرادق الذى يقام جانبا
_ هناك اهو بيشوف العمال علشان عزيز راح يجيب حاجات
اومأت بتفهم بينما تحرك عمار فورا مشيرا لمحمد
_ يلا يا محمد نساعد الرجالة
تحرك معه محمد لتشعر ببعض التحرر وتتجه للداخل دون أن تعلم من ستقابل هى فقط تحتاج أن ترى عمها
دخلت وكانت هناك فتاة مڼهارة كليا لتقترب من الجمع المحيط بها وتتساءل
_ من فضلكم أوضة عمى فين
رفعت الفتاة. وجهها بلهفة متسائلة
_ انت مين
_ وفاء
ما إن نطقت اسمها معرفة عن نفسها حتى انتفضت الفتاة لتستقر بين ذراعيها تقبلتها وفاء بعجز خاصة لتلك الحالة التى تراها عليها فيبدو لها أنها فى أيام حملها الأخيرة
_ بابا ماټ يا وفاء
تعرفت إلى شخصيتها هى ابنة العم التى تراها لأول مرة يوم ۏفاته رفعت ذراعيها تحيطها باشفاق
_ طيب أهدى وادعى له
لم تجد كلمات اكثر يمكنها أن تواسيها بها لذا صمتت مفسحة لها المجال لإفراغ بعضا من أحزانها ربما لا تقدرها ولا تشعر بما تعانيه لكن لازال لها قلب يترقق لمثل هذا الموقف
_ ممكن ادخل له
تساءلت وفاء بعد أن شعرت ببعض الهدوء ممن تضمها ولا تعلم اسمها لكنها أجابت وهى تشير نحو غرفة جانبية
_ طبعا ادخلى سلمى جوه
اعادتها برفق إلى تجمع النسوة واتجهت إلى الغرفة دخلت لتجد سلمى شقيقتها تجلس بجواره وتقرأ سورة يس بينما بالقرب تجلس امرأة صامتة بالطبع لا تعرفها ولا سبيل للتعارف أنهت سلمى قراءتها وأشارت لها
_ تعالى يا وفاء
ظلت وفاء مكانها وعينيها متعلقة بالچثمان الذى تم تكفينه بالفعل لتقول
_ انا بس جيت اقول لعمى انى سامحته .
ودارت على عقبيها لتغادر مرة أخرى لتنظر
متابعة القراءة