رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
ليست فى حاجة إلى مجرد الحديث بوجود عمار أحاطت ملامحه بنظراتها الشغوفة ليقاطع تسلسل أفكارها صوت غريب
_ وفاء مش معقول!
اتجهت الأعين إلى المتحدث ليتساءل أحدهم
_ محسن باشا انت تعرف البشمهندسة
_ طبعا
_ اشتغلنا سوا أول ما اتخرجت وكنا زمايل كمان
تقدم محسن من جمعهم بثقة ليضيق صدر عمار لتلك النظرة التى يحيط بها زوجته التى تحدثت بهدوء
نظر لها عمار ليهدأ غضبه قليلا وهو يرى نفسه بين عينيها ليهز رأسه مرحبا
_ أهلا يا بشمهندس
ابتسم له محسن بينما تقدم شخص آخر من جمعهم منقذا للموقف دون تخطيط من ايهم
_ بشمهندس عمار اتفضل معايا دقيقة
تعلقت وفاء بذراعه فورا معلنة عن رفضها الإبتعاد عنه وهى تهز رأسها للجميع قبل أن تسير بجواره بينما يقيم محسن السعادة التى تطفو فوق ملامحها ويقارن بين ما يراه من مودة دافئة محاطة بالعناية وبين ما يحياه من برود يقتصر على كونه ممولا لرفاهية زوجته ليتأكد أنه اختار خسارته بنفسه لا ينكر أن زوجته تمكنت من اقټحام قلبه ومشاعره لكنه لم يعد يظن أن الحب يكفى وحده لقيام حياة كاملة.
استلقى عمار فوق الفراش منتظرا عودة وفاء من غرفة ابنهما ولم يطل غيابها لتدخل الغرفة شاعرة بالاجهاد الشديد بعد اليوم الطويل خلعت مئزرها واتجهت للفراش فورا لتجذب ذراعه وتتوسده بخمول
_ شوفت يا عمار الحفلة كانت مهمة ازاى
_ وفاء عاوزين ناخد إجازة ونسافر يومين انا حاسس انى تعبان
_ تعبان مالك يا عمار تحب اجيب لك دكتور !
ابتسم عمار وهو يرفع كفه يضم وجنتها بحب يحتوى هذا الحب الذى تكنه له
_ لا يا حبيبتي ماتقلقيش انا بس مجهد من ضغوط الشغل والبعد عنك وعن ابننا انت عارفة انا اتجوزتك كبير وخلفت كبير وقلبى متعلق بيكم اوى
عادت تستلقى تضم نفسها إليه لائمة
_ بتحبينى يا وفاء
_ اكتر من الحب يا عمار
كانت همستها هى اخر ما ربط كل منهما بالواقع ليطوى الدفء وعيهما بعيدا لتظل الأجساد متعانقة والأرواح متجانسة .
......
هرولت سهى هنا وهناك تحاول إنهاء كل أعباء الصباح قبل المغادرة رفع عثمان رأسه عن الوسادة يشعر بالتعاطف معها
_عثمان انت متأكد مش زعلان انى هشتغل
جلس بتكاسل وأشار لها لتقترب نحوه حتى جلست أمامه
_ سهى انا ماكنتش معترض على شغلك من الأول ولا معترض على أي خطوة جديدة تفيد مستقبلك انا كنت خاېف عليك
_ وبطلت تخاف عليا دلوقتى
ابتسم رغم الحدة التى سيطرت على صوتها
نظن فى فترات عديدة من حياتنا أننا بحاجة شديدة للحب لكن لا نعترف دائما أن هذا الحب قد لا يكون كافيا لدعم احتياجات أرواحنا الملحة والتى تتزايد مع الأيام حتى يعترف القلب مرغما