رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
عمها بعد انتهاء دوام عملها شعر عزيز بالرضا النفسى لمجرد رؤيتها ترتدى ملابس الحداد فهذا يعنى أن محاولة والده لم تذهب أدراج الرياح.
استقبلتها ليلى التى تعرفت إلى شخصها بالأمس دون أن يحدث أي تفاعل بينهما لكنها صافحتها بود وتساءلت
_ ريم عاملة إيه النهاردة
_ تعبانة يا بنتى والله ضغطها عالى ونايمة فى السرير
_ جوزها غلب معاها مفيش فايدة
_ تسمحى لى اشوفها
تقدمت ليلى لتتبعها للغرفة حيث ترقد ريم بهيئة مزرية استرعت مخاۏف وفاء التى بدأت تحاول أن تدفعها لرؤية الطبيب فهى بحاجة لفحص طبى سريع فقد بدأ يظهر عليها بعض التورم حول عينيها لكن ريم تابعت البكاء ورفضت بشدة
_ انا مش هروح فى حتة انا عاوزة انام هنا في سرير بابا
انتفض بعض الجلوس فزعا إلى الغرفة ومنهم شاب ظنت أنه زوج ريم بينما ظل عزيز يراقبها وهى تتحدث بثقة وحدة حتى أنهت المحادثة على أن يتواصل معها فريق الإسعاف ليقف عزيز معترضا
_ لو كان في حد عنده قلب ماكنتش وصلت للدرجة دى
_ إحنا حاولنا وهى رفضت
تهكمت ملامح وفاء وهى تعتبره أقبح عذر لتتابع بنفس الحدة
_ وهو فى حد عاقل يدى واحدة في حالة ريم النفسية والجسدية حق القرار من حقها تقرر لما تكون متزنة وقادرة لكن وهى مشوشة وضعيفة الاستسلام عندها هيكون اسهل ولازم الحد ده يقرر عنها علشان نحافظ على حياتها
وصلت سيارة الإسعاف وبعد الفحص السريع تم حملها للمشفى فورا ولحق بها الجميع.
_ ازاى تسيبوها توصل للحالة دى ده ټسمم حمل وهى والجنين فى خطړ
زاغت الأبصار ليسرع زوجها راجيا
_ ارجوك يا دكتورة اعملى أي حاجة بس انقذى حياة ريم
_ لازم الضغط ينزل الأول وهتدخل عمليات فورا وتولد قيصرى وربنا يستر خليكم هنا تحسبا للظروف مفيش حاجة مضمونة .
ارتجفت القلوب حتى وفاء شعرت بالفزع رغم أن علاقتها بريم لم تصل ليوم واحد وكالعادة حين تشعر بالفزع اتخذت من دونهم مجلسا لتتحدث إلى أمها فورا.
مرت الساعات بطيئة واخيرا غادر فراش ريم غرفة الطوارئ متجها لغرفة العمليات ويبدو أنها فاقدة للوعي.
المزيد من القلق عليهم معاقرته وقد تصلبت الألسن ولم يحاول أي منهم النطق بكلمة واحدة فقط تتضرع القلوب وتتعلق الأبصار بالباب الذى ظل مغلقا لساعة كاملة قبل أن تظهر الطبيبة مرة أخرى فتهرول إليها قلوبهم
_ الحمدلله هى تحت الملاحظة ساعتين بس وتقدروا تشوفوها بس الجنين هيحتاج حضانة
_ يعنى ريم كويسة
_ الحمدلله لحقناها فى الوقت المناسب اتفضلوا راجعوا الحسابات
تحرك هذا الشاب بخطوات مهزوزة ليتبعه عزيز يشد من أزره غادرت الطبيبة لتبحث وفاء عن كلمات تناسب الموقف لكن لم يجد عقلها ما يمليه على لسانها ليلزم الأخير الصمت بينما اتجهت ليلى لأحد المقاعد لتجلس صامتة وهى تقدر لهذه الفتاة التى كانت تراها غريبة حتى الأمس هذا المعروف الذى تعجز عن رده وقلبها يشكر سميحة على تربية فتيات يحملن هذا القدر من التعقل والإنسانية فلم تسمح وفاء لكل چروح الماضى أن تقف عائلا أمام إنقاذ ريم التى عجزت هى أمها عن إنقاذها .
.............
اخيرا غادرت خالته ليعم الهدوء المنزل وقد قرر أن يمنحها الوقت حتى تخبره عن تلك الصديقة لن يتعجل حديثها وسيحفظ لها عهد بالثقة لم يعلنه لها.
اقتربت منه بنفس صفاء ملامحها
_ عثمان ما تقوم ترتاح اكيد تعبت من القعدة
_ القعدة مع الحبايب ماتتعبش يا سهى تعالى جمبى
أسرعت تلبى طلبه بلهفة انبثقت لها ابتسامته وهى تندس بالقرب منه ليحيط كتفيها هامسا
_ وحشتينى
زادت إلتصاقا به لتتسع ابتسامته وينتشى قلبه الذى يبشره بسعادة ستخيم على هذا المنزل مستقبلا عليه أن يحافظ عليها
_ قولى لى بقا جاهزة للدراسات العليا
_ انا مش هتحرك غير لما تخف وترجع الورشة قولى انت بقا مافكرتش تشتغل فى مصنع كبير
_ صراحة لا انا لما كنت صغير كنت اروح مع بابا الورشة اشوف عمى الله يرحمه وهو بيرجع العربية بعد ما
متابعة القراءة