رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
اعملى زيها
فركت رأسها بمبالغة وكأنه صفعها فعليا
_ يا أبيه البنت ملهاش غير بيتها وجوزها
_ اما نشوف يا لمضة روحوا طمنوا ماما الأول وبعدين عدوا على سهى
فركت عالية كفيها بحماس شديد
_ أخيرا الامتحانات خلصت وهاخد هالة الصغيرة تبات معايا
_ بت انت عارفة لو سمعتيها القرف اللي بتسمعيه مش هخليها تبات معاكى تانى وما تتصعبيش وتعملى عليا الشويتين بتوعك بنتى وانا حر فيها .
_ ماتقلقش يا أبيه مش هخليها تشغل موسيقى الهبد دى
ابتسم لها عثمان ولم يعلق بل راقب مغادرتهما بصمت لقد أثرت ۏفاة عمه على سارة بشكل كبير فرغم أن الجميع حاول تعويضها عن خسارتها خاصة أبيه إلا أن أحدهم لم يتمكن من ملء الفراغ الذي تركه عمه ورغم ذلك لم تترك نفسها للانهزام بل تابعت بقوة لتتفوق فى دراستها الثانوية ثم الجامعية بينما شقيقته عالية ترفض تحمل المسئولية فتتراجع عنها قليلا . يقدر كل مجهودات سارة التى لولا روحها المقاتلة ما تمكنت من النجاة وحدها مع خالته التى ترفض أي تغير في طباعها التى أصبحت منفرة للجميع حتى ابنته الصغيرة التى لم تحظ بحب هنية الذى حظى به هو فهو لم يكن يوما محبوبا لخالته سوى لكونه ذكرا وهذا يسوءه بشدة وإن أظهر عكس ذلك.
دخلت وفاء لمكتب عمار الذى لم ينه عمله بعد لتلومه فور رؤيته خلف مكتبه
_ عمار انت لسه بتشتغل
_ دقايق بس يا وفاء ابعت الايميل ده
_ ايميل إيه ورينى كده عمار انا مش هخاطر بيك ضغطك كان عالى امبارح وانا رضيت تيجى الشركة بس علشان ماتملش فى البيت لكن قولنا شغل وتوتر لا .
ابتسم عمار فمجرد ارتفاع طفيف في ضغط دمه أفزع وفاء بشدة لقد مرت السنوات لتزيد من عشقه لها ومن تعلقها به لا يذكر خلافا بينهما أدى لبعد أي منهما عن الآخر ولو لليلة واحدة لا يمكنه أن يهجع دون أن تستقر بين ذراعيه لازال يتذكر يوم ميلاد ابنهما الوحيد حين أصرت الطبيبة على مبيت وفاء بالمشفى لتكن قصة الرجل الذى وجدوه نائما فى فراش زوجته التى وضعت طفلها للتو هى حديث المشفى فى اليوم التالى .
_ خلاص يا سيدى اتبعت يلا بقا نروح الموظفين كلهم روحوا
_ حاضر انا جاهز هى سهى مش المفروض تستلم شغلها
_ ايوه بكرة هتستلم هنروح بالليل حفلة ختام مؤتمر التطوير العقاري انا عارفة انك مابتحبش الدوشة بس الحفلة دى مهمة جدا للشركة
_ عارف يا وفاء هنروح حاضر .
الإكتمال نعمة عليها أن تحافظ عليها كما عليها أن تحافظ على عمار نفسه .
عاد عثمان لتناول الغداء ليجد أن المنزل يعمه الهدوء على غير العادة غياب ابنته هالة عن المنزل يضايقه كثيرا لكن حزن أخته يضايقه أيضا.
تقدم تجاه المطبخ حيث من المتوقع وجود زوجته ليجدها أمام الموقد ودون أن يتحدث بادرته بينما يتجه صوب الحوض
_ ثوانى هغرف الأكل وماتغسلش ايدك بصابون المواعين
_ اوف يا سهى انت شوفتينى ازاى
غادر المطبخ بحدة لكنها ابتسمت وتابعت عملها جلست أمامه تنظر لملامح وجهه المتجهمة
_ فكها يا عثمان هالة فى بيت جدها مع عمتها وخالتها
_ البيت من غيرها مالوش حس
_ بكرة هروح استلم شغلى في الشركة وانا راجعة هعدى اجيبها
ابتلع ما دسه بفمه بنفس الهيئة وكأنه يفكر في أمر جلل ثم قال
_ عندى فكرة هايلة
_ خير يا رب لمعة عينك دى مش مريحانى
_ مش هم شبطانين فى هالة خلاص نجيب غيرها
ظلت لحظات تنظر له وكأنها لم تفهم ما قاله ثم نهضت بهدوء
_ نجيب غيرها! هى لعبة! وانت هيفرق معاك إيه!
_ استنى بس هفهمك
لحق بها مهرولا لتركض هربا منه ورغم حماقة أفكاره إلا أنها تشعر بالراحة لتخليه عن الكآبة التى تلازمه في غياب الصغيرة.
تعلقت وفاء بذراع عمار الذى تقدم بجانبها إلى الحفل الذى بدأت فعالياته للتو مرت ساعة تقريبا في خطابات لبعض أصحاب كبرى الشركات قبل أن يندمج الحضور فى تعاملات جانبية تدور حول فعاليات المؤتمر فهى فرصة مثالية لبدء المشاريع.
انضمت وفاء إلى الجمع الذى يصحب زوجها بعد أن أجرت اتصالا هاتفيا لتفقد ابنها ليرفع عمار ذراعه بتلقائية ويحيط كتفها وهو يقربها منه وقد لمعت عينيه بنظرة الفخر التى تذيب قلبها
_ المهندسة وفاء زوجتى والمسئولة عن قسم التصميم والتنفيذ عندنا
_ حضرتك اللى عاملة تصميم سهل حشېش
_ طبعا أي تصميم مميز عندنا وفاء اللى عملته
ابتسمت وفاء فهى
متابعة القراءة