رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
تفكرى تشترى حاجة من المحلات الزحمة دى
عقدت ساعديها وحاجبيها إحتجاجا على هذا التسلط رغم أن قلبها يؤيده بينما تابع
_ فى حاجة اسمها اونلاين يا حبيبتي ولما اخف إن شاء الله نبقا نروح سوا السوبرماركت لكن لوحدك انسى
_ هتجيب جبنة وبيض اونلاين يا عثمان
_ اه هجيب وهاتى الموبايل من برة انا مش فاهم بتخرجيه وانا نايم ليه
_ علشان محدش يتصل وتقلق
عادت إليه بهاتفه ليطلب كل ما يحتاج المنزل وربما أكثر مما كانت تفكر فيه وأشمل ثم أنهى المحادثة
_ نص ساعة والحاجة تبقى عندك وماتفكريش تخرجى أي حاجة ناقصة قولى لى وانا اجيبها
_ طيب معلش هتاكل الأكل ده علشان معاد الدوا
غادرته بعد تناول ادويته فقد وصل ما طلبه ويعلم أنها ستحتاج وقتا لتنظيم الأغراض.
بدأ ضغط ضميره يتزايد فقد تمكنت من تنحية كل المخاۏف جانبا واقصاء كل الظنون بعيدا لقد أصبحت سهى التى لم يحلم بها بل أفضل كثيرا مما تمنى.
لازالت تجهل تذكره للماضى ولازال يتابع تصنعه فقط خشية المواجهة معها بشكل قد يعيد تلك الذكريات للحياة.
كانت الطاولة تزدحم بالمشتروات وهى تائهة بينها ليبتسم معلنا صبره الجميل على كل ما تجهله ثم اتجه نحوها ليجلس متخليا عن عكازيه
_ هاتى العلب وانا اساعدك
لم تر بأسا فى هذا فهى بالفعل تائهة لا تعلم كيف تنهى هذه الفوضى ولم يستغرق الأمر منهما معا أكثر من نصف ساعة وكان المطبخ كله نظيفا تماما مريحا للأعين.
مراقبته لها تزيد من رغباته لكنها منذ عاد للمنزل تتهرب من كل تقارب أو فرصة يمكن أن تجمع بينهما بشكل بدأ يخجله من المحاولة فأصبح مؤخرا يكتفى بضمھا ليلا حتى تغفو آلامه .
أين ذهبت القوة التى كان يتمسك بها
مجرد رؤية قلبه مشاعرها أصبح يزيد من إلحاح قلبه الذى لم يعد يكتفي
شرد عنها قليلا مع أفكاره لتعيده إليها بعد أن جففت كفيها
_ شكرا يا عثمان ماكنتش هعرف اعملهم لوحدى
ابتسم عثمان لكن ابتسامته لم تصل لعينيه لتتساءل
اومأ مؤكدا وهو يعتمد على عكازيه متجها لخارج المطبخ بصمت أثار ريبتها لتتبعه خطوة بخطوة بشكل أفقده صبره .
وصل للغرفة ليتسطح فوق الفراش فتسارع بحمل ساقه المصاپة وما إن همت بالتراجع أمسك ذراعها يجذبها نحو صدره المعذب بحدة افزعتها وهو يفرغ شحنة تخبطه
_ انت بتعملى كده ليه
_ انا عملت ايه يا عثمان
_ بتفضلى قريبة منى ولما اقرب منك تهربى منى انت عاوزه ايه يا سهى لسه قلبك مش قابل عثمان لسه هتعذبينى اكتر من كده
تهربت عينيها من مواجهة نظراته لتستقر اجفانها مسدلة تخفى عنه ما تعانيه وهى تتحدث بخفوت
_ عثمان الدكتور قال بلاش صدمات أو أي حاجة ممكن تزعلك
_ هو فى صدمة اكبر من انك تبقى في حضنى ومش عاوزانى هو فى زعل اكبر من رفضك ليا
_ عثمان انا مش رفضاك
صمت لحظات يحاول التأكد مما تفوهت به شفتيها للتو لكنها لا زالت تخفى عينيها عنه منح نفسه الفرصة لإلتقاط أنفاسه الثائرة بينما الضعف يزحف على روحه مزعزعا الحدة التى كانت تسيطر عليه للتو وهو يهمس متسائلا
_ مش رافضانى امال بتبعدى عنى ليه
_ علشان انت مش فاكر إحنا كنا ازاى انا مش عاوزة استغلك يا عثمان
إلتقى حاجبيه مستنكرا ما تدعيه وهو يزيد من جذبها نحوه برفق دون أن يمنح عقله فرصة لإعادة السيطرة أو تلجيم اندفاع مشاعره
_ وإذا قلت لك انى فاكر كل حاجة!
ارتفعت نظراتها تواجه نظراته بفزع لتجد سکينة وهدوء يعمان ملامحه وهو يتابع
_ وإذا بتسمى قربك منى استغلال انا راضى انك تستغلينى طول عمرى
تكر عينيها وتفر يمينا ويسارا وهو يحيط بها بإصرار
_ فاكر عثمان .. أناا
_ هششششش انا عارف يا سهى ماتدافعيش عن نفسك لأن ده دورى انا اللى طول عمرى بدافع عنك انا اللى طول عمرى حمايتك اوعى تفكرى انى محتاج منك تدافعى عن نفسك أو تبررى تصرفاتك انا خلاص عنيا فتحت وفهمت
بدأت السکينة تغلف ملامحها مع اقترابها الشديد منه بفضل جذبه المترفق لها حتى أصبحت بين ذراعيه ليعلو صوت الرجاء
_ خليكى جمبى انا محتاج لك
هى لا تريد أن تكون بقربه فقط بل تتمنى أن تختبئ بهذا الصدر وخلف هذه الأضلع من كل الضغوط التى لم تعد تتحملها هى نفسها لم تكن تتخيل أن روحها بمثل هذه الهشاشة التى تحتاج دعمه وقربه وفيض
متابعة القراءة