رواية جديدة قوية ج2 الفصول من الواحد وعشرين للخامس وعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

كان يعاشرها بالقوة بذهنها .. فليلة أمس لم تكن مختلفة عن تلك الليالي ... كان غاضب وبشدة لم تكن تتوقع ان يكون أول لقاء بينهم بعد سنين الفراق بهذه القسۏة... بدأت تبكي بصمت على حالها وحاله .. فهي ليست ناقمة عليه أبدآ ... فما فعله ليس الا تفريغآ لما يشعر به من ڠضب وألم من كل ما تعرض له .. 
مسحت دموعها ثم نهضت بصعوبة وما ان وقفت على ساقيها حتى شعرت پألم بكل جسدها 
_ آآآآه 
أجبرت نفسها على التحرك باتجاه المرحاض .. دخلت وأقفلت الباب ليسقط ذلك الشرشف الذى تلف بها جسدها المغطى بالعلامات الحمراء التى ستتحول بعد ذلك ل زرقاء  بسبب قسۏة ما تعرضت له .. ملئت حوض الحمام بالماء الدافئ وغطست به  عل تلك الأوجاع التى تشعر بها تهدأ.
بعد ساعة من الجلوس بالحوض والصمت المصاحب لدموعها الصامتة .. خرجت من الحمام ثم ارتدت ملابسها لتذهب للاطمئنان على طفلها 
اتجهت لغرفته فوجدته يلعب بألعابه اقتربت منه وقالت
_ صباح الخير 
نهض الطفل عندما رآه واتجه لأحضانها بقوة آلمتها ولكنها لم تشعره بذلك 
_ ماما وأخيرآ صحيتي انا زهقت من القعدة لوحدي 
_ انا اسف يا قلبي .. قلي انت فطرت
_ أيوة فطرت وغيرت هدومي .. وكان نفسي اشوف بابا ....هو راح فين مجاش لعندي زي كل يوم الصبح 
_ معلش يا حبيبي اجالوا شغل مستعجل وخرج وانت نايم ومكانش عاوز يصحيك من نومك 
_ هو هيتأخر يعني 
_ لا مش هيتأخر اكيد هيرجع علشانك .. بقلك ايه تيجي العب معاك 
ابتسم الصغير وقال
_ موافق
رغم تعبها وارهاقها الا انها اصرت ان تمضي اليوم بأكمله مع طفلها الذى لم يتوقف عن السؤال عن والده وعن سبب غيابه المفاجئ فهو منذ ظهوره بحياته لم يكن يتركه ابدآ .
 
بعد مرور عدة أيام
ما زال ادم يبحث دون جدوى ... اصبح كالمېت لقد فقد الأمل بايجادها .. انه يعاقب على قسۏة قلبه معها .. ولا يعلم نهاية هذا العقاپ الى متى سيدوم 
اما ليث منذ تلك اللية غادر البيت ولم يعد ... ولا أحد يعلم اين هو .. وغيث يسأل عليه مرارا وتكرارا .. خشي ان يذهب والده مرة أخرى ويتركه وهذا ما أحزنه وبشدة ... كانت سلمى تراقب حال ابنها ولم يكن بيدها شيئ فهي لا تعلم اي شيئ عنه
وقف امام المرآة يصفف شعره استعدادآ للخروج تفاجئ بها تقف امامه .. نظر لها وقال
_ ألمى .. خير في حاجة 
تنهدت بقوة وقالت
_ انت تعرف مكان ليث .. ليث بقالوا مدة مختفي ومحدش يعرف عنو حاجة 
_ ما تقلقيش هو كويس ... تلاقيه بريح اعصابو باي مكان 
_ جاد أرجوك .. ان كنت عارف مكانو ياريت تقولوا انو غيث حالتو صعبة اوي من لما ساب البيت الولد اتعلق بأبوه.. وفجأة بيوم وليلة اختفى تاني ... وهو زعلان وحالتو صعبة 
تنهد بقوة وقال
_ تمام هبقى أشوف الحكاية دي ... هنزل انا دلوقتي 
غادر المكان هروبآ منها ... فهو على علم بمكان صديقه ولا يريد ان يقول لها ... صعد سيارته واتجه اليه ..
عند وصوله للمكان الموجود به صديقه 
وجده على حاله منذ قدومه ... جالس وينظر للبحر بشرود 
_ ايه يا عمنا هتفضل كدا كتير 
_ انت ايه الي جابك 
_ تصدق .. انا غلطان اني جيت أطمن عليك 
_ جاد ارجوك انا مش حمل هزارك وجنانك قلي عاوز ايه 
تنهد جاد وقال 
_ غيث 
نظر له بسرعة وقال بقلق
_ مالو هو كويس مش كدا
_ لا مش كويس.... الولد بسأل عليك كل يوم وزعلان فاكر انك سافرت وسبتو تاني 
قال پألم 
_ وحشني اوي 
_ في ايه يا ليث قلي يا صاحبي من لما جيت وانت ساكت ودايمن سرحان مالك 
تنهد بقوة وقال
_ تعبت من كل حاجة يا جاد 
_ انا عارف انو الي مريت بيه مش سهل بس لازم تبقى أقوى من كدا ... انت ليث المهدي مش اي حد 
ابتسم پألم وقال
_ انا بشړ في النهاية يا جاد ... 
_ ليث انت كدا هضيع كل حاجة من تاني ... احنا ما صدقنا انو علاقتك بسلمى تحسنت ومش كدا وبس دا انتي ليك ولد منها  يبقى في ايه 
_ وانت فاكر انو سلمى مبسوطة معاية.... سلمى من يوم ما شفتني وعرفتني وهي بتتأذى وجودي جبنها ۏجع انا بفكر ابعد عنها علشان ترتاح 
نظر له جاد باستنكار وقال 
_ ايه الي بتقوله ده ... سلمى بتحبك وانت عارف دا كويس .. يبقى لزوموا ايه البعد والجفا 
أخذ نفسآ عميقا وقال
_ بقلك ايه يا جاد هاتلي غيث انا عايز أشوفوا 
_ وسلمى !
نظر للامام بشرود وقال
_ انا علشان ارجع لسلمى محتاج انسى ... محتاج اعرف كل حاجة بتحصل حواليا محتاج افهم ... محتاج اتخلص من كل ۏجع شفتو في حياتي علشان اقدر اكمل معاها ودا محتاج وقت 
ربت جاد على كتف صديقه وقال
_ الي بريحك يا صاحبي
غادر جاد المكان تاركآ صديقه ليعود لشروده وصمته ...
 
اخذ جاد غيث لوالده الذى فرح كثيرآ وتبدل حاله مع والده ... وجودهم معآ في هذا الوقت جيد للإثنان وخصوصآ ليث ..
يوم زفاف مريم
_ كدا تمام .. انا هروح دلوقتي البيت وأغير هدومي وهبقى اجي بالليل 
_ انتي هتسبيني كدا 
_ كدا الي هو ازاي يعني ما كل حاجة جاهزة يا بنتي  شوية وتيجي المسؤلة عن المكياج والشعر في ايه تاني 
_ لا بليز يا ياسمين متروحيش افضلي معاية 
_ ايه دا هو انا بكلم  بنت اختي مالك في ايه 
_ ھموت من الخۏف كل ما افتكر انو النهاردة فرحي برتعب 
_ ههههههه والله مچنونة .. متقلقيش ايهاب بحبك وانتي بتحبيه بلاش الخۏف دا .. هروح انا دلوقتي سلاااام 
غاردت بسرعة قبل ان تمسك بها مريم مرة أخرى .. فتلك المچنونة لن تتركها ابدآ ..
في المساء
انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت لتودع والدتها 
_ ماما انتي فين يا ست الكل 
_ انا هنا يا ياسمين 
سمعت صوتها من المطبخ فاتجهت لها وجدتها تقوم بتحضير طعام الصغيرة 
_ هي اية منمتش لغاية دلوقتي 
هدى بتعب 
_ دي مش مبطلة عياط ومش عارفين نعمل ايه ... طول النهار نايمة وبالليل تصحى تزن ..انا مش عارفة ايه النظام دا 
_ معلش يا ست الكل انتي مش قولتي انها بتغير نظامها ونومها بنتظم  لما تكبر شوية 
_ أيوة بس الحكاية بقت متعبة ربنا يكون بعون ألمى طول الليل صاحية معاها والصبح بتروح شغلها وأخوكي برجع هلكان من شغلو مش بيقدر يسهر معاها دا غير شغلو الي بالليل الي بيجي فجأة 
_ ربنا يكون بعونهم ... بقلك ايه انا نازلة ربا بتستنى تحت 
_ تمام يا بنتي سلميلي على مريم واعتذريلها لاني مش هحضر 
_ اوكي ... سلام دلوقتي
غادرت مع والدتها لزفاف صديقتها التى تركتها منذ ساعات 
وصلت القاعة واتجهت لرؤية مريم التى كانت قد انتهت من كل شيئ 
_ ايه الحلاوة دي 
_ ياسمين انتي جيتي ... كل دا انتي ما صدقتي تروحي وما ترجعيش 
_ هههه مريومة كفاية قلق علشان اليوم دا مهم وماينفعش تكون خاېفة كدا 
مريم وهي تفرك يديها
تم نسخ الرابط