رواية جديدة قوية ج2 الفصول من الواحد وعشرين للخامس وعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

وانا معرفش عنو حاجة 
_ اهدي طيب وما تقلقيش ليث كان عندي 
نهضت من مكانها وقالت
_ انت بتتكلم بجد 
_ كان جاي علشان يشوف ابنو 
_ ايه غيث .. هو مخدش غيث مش كدا طمني ارجوك 
_ يا حبيبتي ما تقلقيش غيث موجود ... انا قدرت أقنعوا  انو الوقت مش مناسب علشان يشوفوا .. هو ايه الي حصل وازاي عرف 
بدأت سلمى بالبكاء فقال ادم 
_ اسمعي انا هبعتلك سيارة علشان تجيبك هنا اهدي كدا وان شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة 
_ ماشي
جلست سلمى  بارهاق وهي تمسح دموعها وتفكر بحل لتلك المشكلة هي كانت تخشى هذا اليوم وها هو جاء وهي الان تجهل ماذا ستفعل ... فليث لن يسامحها بسهولة .
 
كان جالس بسيارته .. ينظر للبيت تارة وينظر للامام تارة أخرى .. فهو قد تحجج بالعمل للهرب منها ... ولكن الان الوقت تأخر ويجب عليه العودة ... اخذ نفسآ عميقآ ثم نزل من سيارته ثم دخل بيته .. كان البيت هادئ فالكل نائم ... اتجه لغرفته التى قامت بتجهيزها والدته والتى أصرت على تغير كل ما فيها  .. وقف امام الغرفة متردد في الدخول ... بعد دقيقة فتح الباب ودخل بهدوء ... 
نظر باتجاه السرير ليجد ألمى نائمة وبجانبها طفلته الصغيرة ... اقترب من السرير ليجلس بجانب ألمى .. تأملها قليلآ وعلى وجهه ابتسامة عذبة .. كانت نائمة بهدوء وراحة ... تجرأ ووضع يده على وجهها يتحسسه بهدوء كي لا يوقظها ابتسم پألم وقال
_ كنتي حلم حياتي الي بحلم فيه .. ولما بقيتي حقيقة وبقيتي ليا ... خذلتك وجرحتك .. انا اسف يا احلى حاجة حصلتلي ... 
قام بتقبيل جبينها قبلة طويلة ثم اتجه للأريكة الطويلة واستلقى عليها بارهاق وبعد دقائق انتظمت انفاسه ليغرق بالنوم ... فتحت ألمى عيونها ببطئ  ثم قامت واتجهت ناحيته قبلته من جبينه وقالت بحب  
_ انا مش هيأس يا جاد وهفضل معاك ومش هسيبك   لانك انت كمان حلم حياتي
 
بعد عدة أيام
كانت تراقب طفلها وهي يلعب بألعابه ... تقف على باب غرفته وهي تفكر كيف ستبدأ بالحديث .... استطاع ادم اقناعها باخبار طفلها بسرعة بوجود أبيه فليث لن يستطيع الصبر أكثر ... فمنذ معرفته بوجوده وهو يتصل به ويستعجله ...
تقدمت باتجاهه وجلست على الأرض بجانبه وقالت بحب 
_ حبيب ماما بيعمل ايه 
نظر لها الطفل بحماس وقال
_ بلعب ... تلعبي معاية يا مامي 
ابتسمت له وقالت 
_ هلعب معاك بس بالأول عاوزة اتكلم معاك بحاجة 
اجلسته بحضنها وقالت 
_ غيث حبيبي .. انت فاكر يوم ما قلتلي مرة انو صاحبك بالروضة ليه اب وهو الي بجيبه الروضة .. فاكر وقتها قلتلي ايه 
نظر لها غيث وقال ببراءة 
_ قلتلك هو انا ليه مليش بابا زيو 
_ وانا قلتلك انو باباك مسافر في شغل وانو خالوا ادم  بكون زي باباك 
أومأ الطفل برأسه فتابعت سلمى 
_ انت مش عاوز  يبقى ليك اب بجد  زي كل زمايلك
رد الطفل بحماس  
_ أيوة انا عاوز يا مامي 
_ باباك جه من السفر وعاوز يشوفك 
قال الطفل بسعادة 
_ بجد يا مامي 
لم تكن تتوقع سلمى ان يسعد طفلها عند سماعه الخبر كانت تعتقد انها تستطيع هي وأخيها ان تعوضه عن أبيه ... ولكن يبدوا ان الاب لا يعوض وجوده اي أحد ... هي تعترف بانها كانت انانية فاخفاء غيث عن ابيه ليس هذا فقط بل كانت تعتقد بان اخفائه عن ابيه سيكون انتقامآ لليث ... لم تفكر بطفلها وسعادته .. كيف تغافلت عن هذا الأمر وهي اكثر شخصآ قد عانت بسبب بعدها عن والدها التى لم تراه سوى بالصور ... يبدوا ان ڠضبها وانتقامها قد انساها طفلها ومصلحته . 
قبلت طفلها وقالت 
_ النهاردة باباك هيجي علشان يشوفك 
نهض غيث من حضڼ امه وهو يقول بسعادة
_ يعني انا هبقى زي صاحبي وباب هيوصلني الروضة بتعتي زيهم 
_ ايوة يا روحي 
امسك غيث يد والدته وقال بحماس 
_ طيب يلا يا  مامي قومي جهزيني ولبسيني هدوم جديدة  علشان اكون جميل و  لما يشفني يحبني بسرعة 
حضنته سلمى وقالت بدموع
_ حاضر يا قلبي 
 
كان يراقب كل ما تفعله بهدوء ... لقد فاجئته حقآ لم يكن يتوقع ابدآ انها على دراية بالأمومة وكل ما يتعلق بالأطفال ... حتى انه بات يستغرب من طفلته التى لا تهدأ الا معها ... 
كانت ألمى تقوم بتحضير الرضعة للصغيرة بابتسامة وحب ...  تلك الطفلة معجزة ... فالسعادة التى تشعر بها وهي بالقرب منها أنساها أوجاعها وأحزانها ... 
كانت قد غلت المياه التى ستضع بها الحليب .. امسكت بابريق المياه وسكبته بالزجاجة واثناء سكبها تناثرت بعض المياة الساخنة على يدها لتصرخ ألمى 
_ آآآه 
كان جاد يراقب من تفعله وعندما لاحظ ما حدث .. أسرع ناحيتها بسرعة وامسك يدها وقال بقلق
_ انتي كويسة 
وضع يدها تحت صنبور المياه بسرعة .. اما هي فقد تفاجئت به فهي منذ قدومها وقلما  ما تراه ... يمضي نهاره بالعمل ويأتي بالليل وهي نائمة ... بالحقيقة هي لم تكون نائمة  .. كانت تنتظره وعند مجيئه .. تستلقي  على سريرها وتغمض أعينها وتبقى تراقبه وهو يتسلل بهدوء بجانبها يأخذ طفلته ويجلس بها خارجآ ينظر لها ويتأملها ثم يعيدها بجابنها على السرير .. يبقى دقائق قليلة يراقب ألمى ثم يقبلها على جبينها ثم ينام على الأريكة التى باتت سريره .
_ مش تاخدي بالك انتي كنتي ھتحرقي نفسك 
قالت بتوتر 
_ انا كويسة مفيش داعي للقلق 
اغلق صنبور المياه ثم بدأ بالنفخ على مكان الألم .. كانت تنظر لها بحب .. مهما حاول اخفاء حبه لها لن يستطيع .. نظر لها جاد فوجدها تنظر له .. بقيا على هذا الحال لدقائق ... وكأن نظراتهم هي من تتحدث .. نظراتها تشكي وتعاتبه على بعده... ونظراته تطلب السماح والغفران لاهماله لها ... سلط انظاره على شفتيها فاقترب وهو مغيب يريد تقبيلها .. كانت هي ايضا مغيبة فهي تشتاقه وتريده بجانبها .. يكفي ما عانوه من قبل ... اقترب اكثر وقبلها قبلة هادئة لم تستمر طويلآ بسبب دخول ياسمين المفاجئ 
_ ألمى الرضعة جهزت أية مش ...
لم تكمل حديثها بسبب ما رأته ابتعد جاد عن ألمى وغادر المكان بسرعة البرق لم يصدق انه استسلم لمشاعره بهذه السهولة وهو الذى كان ينوي ان يبقى بعيدا عنها ... ها هو يضعف من اول اقتراب منه 
اقتربت ياسمين من تلك التى تورد وجهها من الخجل وقالت
_ اسفة مكنتش عارفة انو جاد موجود 
فقالت ألمى بتلعثم وهي تغير الموضوع 
_ انا شوية وهجهز الرضعة 
ابتسمت ياسمين وقالت وهي تغمز بعينها لألمى 
_ والله لو أعرف انو جاد موجود كنت ما دخلت 
_ هو انتي مش هتروحي امتحانك انتي اتأخرتي 
_ ههه اهربي اهربي ... عموما اية مش مبطلة زن وعايزة ترضع يا ماما ألمى 
قالت كلامها وتركت تلك المسكينة التى يدق قلبها پعنف بسبب ما حدث ... انهت ما تفعله واتجهت لتلك الصغيرة لارضاعها .
 
كان يجلس
تم نسخ الرابط