رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

وإنت كمان 
ابتسم بحب وسألها متعمدا اخجالها أكثر  
_ أنا كمان إيه !! 
ارتبكت بشدة فرمقته طويلا بصمت تبحث عن رد حتى ردت متلعثمة  
_ إنت .. إنت كمان زي ما قولتلي من شوية 
كلمات غير مفهومة كالألغاز لكنه ضحك وأردف  
_ قولت إيه أنا !! 
مهرة بضيق وخجل شديد  
_ آدم بلاش بياخة بقى ارجوك .. والله اقوم واسيبك 
آدم ضاحكا بقوة  
_ طيب قولي انا كمان إيه ووعد مش هقول اي حاجة تاني تكسفك 
_ طيب ما أنت عارف ! 
غمز لها بحماس وغرام ثم هدر  
_ لا عايز اسمعها منك
علت ثغرها بسمة حياء ثم اجفلت نظرها أيضا وهمست  
_ وإنت كمان وسيم جدا النهارده 
آدم بفتور  
_ بس كدا طب ما أنا عارف دي .. أنا قصدي كام كلمة حلوين كدة يا مهرتي 
اغتاظت منه فردت بحدة  
_ لا .. يعني كمان بشكر فيك وإنت مغرور .. طب على فكرة بقى إنت ولا وسيم ولا حاجة أنا بجبر بخاطرك بس
_ نعم بتجبري بخاطري !! .. بعدين الوسامة دي بشهادة كل البنات فيا مش بشهادتك انتي بس ياحبيبتي .. هو إنتي مشوفتيش في الخطوبة النهارده كانوا بيبصولي ازاي ولا إيه
تحولت من اللطافة والخجل وخرجت عن إطار العروس الرقيقة .. ليصبح وجهها كله أحمر وعيناها تطلق شرارات ملتهبة من الغيرة ويجدها تدنو إليه فجأة تهتف بشراسة  
_ مين دول اللي كانوا بيبصوا ليك ! 
ارتعد قليلا منها وقال ضاحكا محاولا تدارك الموقف  
_ محدش أنا كنت بهزر انتي صدقتي ولا ايه .. اهدي بليز وارجعي للكسوف تاني كدا .. كنا حلوين اوي والله
رفعت سبابتها في وجهه تهدده صراحة بنظرات ۏحشية  
_ تعرف يا آدم لو فكرت بس تبص على واحدة غيري في يوم .. صدقيني هطلع عيونك الخضرا دي في إيدي
مال عليها ووسع بؤبؤي عيناه ليصبحوا واضحين أكثر لها وقال بثقة باسما  
_ واهون عليكي 
مهرة بجفاء وغيظ  
_ تهون ونص كمان .. ومتبصليش كدا عشان انا بضعف ابعد ! 
سمعت قهقهته الرجولية العالية بعدما دفعته بعيدا عنها حتى لا ينظر لها بعيناه الجميلة التي ټحطم قلبها لأشلاء .
اقترب منها مجددا وهمس بغمزة ماكرة ونبرة كان تثبت أن يعني ما يقوله حقا  
_ بقولك إيه يامهرة .. ايه رأيك اروح اجيب المأذون ونخلي الخطوبة جواز .. بيني وبينك كدا انا مش قادر اصبر 
رمقته بطرف عيناها مبتسمة في عدم حيلة منه وبعض الاستنكار ثم اعتدلت في جلستها وطالعته بثبات متمتمة في دلال يذيب جبل من الثلج  
_ أنا هعلمك الصبر يابيبي اطمن 
آدم بنبرة ذائبة وعين تفيض عشقا  
_ انا عندي استعداد اصبر بس بشرط يكون في كل يوم من بيبي دي 
زمت شفتيها للأمام بجهل وأجابت ببرود  
_ والله هشوف .. اصل ده على حسب المود يعني 
_ نعم ياختي !!! 
ارتفعت قهقتها عاليا بينما هو فتابعها بغيظ لكن الابتسامة شقت طريقها لثغرها بعدما رأى ضحكتها ! .

فور وصول جلنار للمنزل وحصولها على خصوصيتها الخاصة بغرفتها اخرجت هاتفها وأجرت اتصال بأحدهم ...
ظلت تسمع صوت الرنين وتننظر الرد الذي فور أن حصلت عليه وسمعت صوته وهو يجيبها بلهجة مهذبة  
_ جلنار هانم ازي حضرتك .. إنتي كويسة  
جلنار بإيجاز  
_ أنا كويسة يامعتز .. أنت في الشركة ولا مشيت  
_ لا روحت البيت .. ليه حضرتك عايزة حاجة  
جلنار بنبرة قوية  
_ عايزة خدمة منك وأنا واثقة إنك مش هتخذلني 
_ انا تحت امرك طبعا اتفضلي 
اردفت جلنار بلهجة مريبة  
_ طيب عايزاك ترجع الشركة دلوقتي وتنفذ كل اللي هقولك عليك بالحرف الواحد
............ ن
_ الفصل الثامن والستون _
توقفت جلنار بسيارتها أمام مقر شركة الشافعي ثم فتحت الباب ونزلت وقادت خطواتها القوية للداخل .. مرتدية نظارتها الشمسية الخاصة وعلى شفتيها ابتسامة تنضج بسعادة الانتصار فقد وصلت لها الأخبار في الصباح الباكر بأن خطتها الشيطانية نجحت وأنها تخلصت من تلك الدخيلة التي تحاول أخذ زوجها منها ! .
كانت تسير بالشركة وهي تعرف جيدا وجهتها أين ستكون ملامح وجهها البريئة والناعمة باتت كلها خبث وبأس يليق بأنثى مثلها .. وصلت أخيرا أمام الغرفة المقصودة وفتحت الباب دون أي مقدمات لتراها جالسة فوق مقعد مكتبها ټدفن وجهها بين راحتي يديها وتبكي بصمت ومن حولها اشيائها الخاصة متجمعة مما يدل على أنها تستعد لمغادرة الشركة والعمل كله .
ابتسمت جلنار مستنكرة ثم أغلقت الباب خلفها وتقدمت نحوها لتقف أمام مكتبها وتنحنى قليلا هامسة بنبرة تحمل الشماتة والسخرية 
_ زعلت أوي أوي لما عرفت باللي حصل .. واتمنيت إني لو كان بإيدي حاجة اقدر اساعدك بيها بس للأسف مفيش .. كان في وخلص ! 
رفعت مروة رأسها عن راحتي يديها ورميت جلنار بنظرة ڼارية تكاد ټحرقها بأرضها من شدة الڠضب وسرعان ما وثبت واقفة وقالت منفعلة  
_ انتي اللي عملتي كدا !! 
أخفت جلنار ابتسامتها بصعوبة وتصنعت البراءة وهي نجيبها بعدم فهم مزيف  
_ عملت إيه  
مروة بعصبية وحړقة  
_ إنتي اللي خلتيهم ياخدوا ورق الصفقة الجديدة والفلوس ومفتاح الخزنة من مكتب عدنان بيه ويحطوهم عندي في المكتب عشان تطلعيني حرامية ويطردني من الشركة 
فشلت في حجب ابتسامتها المتشفية والمتعالية بعد عباراتها .. مما أكد للأخرى حقيقة شكوكها أنها هي المتسببة في كل شيء فصاحت بها مستاءة ومتوعدة  
_ هقول لعدنان .. هقوله إنك انتي اللي ورا اللي حصل .. وهروح دلوقتي كمان واقوله 
أنهت عباراتها واندفعت نحو باب الغرفة تنوي المغادرة وتنفيذ وعيدها بأن تكشف مخطط زوجته ضدها لكن صوت جلنار الممتلئ بالثقة والصلابة أضعف من شجاعتها بلحظتها وجعلها تتصلب بأرضها وبعد أن كانت حماستها تدفعها بكل قوة بات ترددها يتحكم بها  
_ وإنتي متخيلة إنه هيصدق الكلام الفارغ ده .. هتحطي نفسك في موقف انتي لا غنى عنه وهتقللي من كرامتك اكتر لأن عدنان مش بيرحم في شغله .. وطبيعي جدا يصدقني أنا 
بقت الأخرى مكانها متسمرة بينما جلنار فتقدمت منها واستظارت لتصبح بمواجهتها وتقول بنظرة كلها ڠضب وشړ  
_ أنا حذرتك وقولتلك ابعدي عن عدنان بالذوق بس إنتي مأدركتيش التحذير وتحدتيني
ثم سكتت للحظة وتابعت بعدها بلهجة تحمل التباهي  
_ اظن دلوقتي إنتي عرفتي مين جلنار الرازي .. أو خلينا نقول جلنار الشافعي 
أنهت عباراتها واستدارت تهم بالانصراف لكنها توقفت والتفتت برأسها تقول في ابتسامة صفراء وهازئة  
_ good luck .. هتوحشينا أوي 
ثم فتحت الباب وغادرت لتترك الأخرى تشتعل غيظا .. ترغب بالاڼتقام ولكن ليس بوسعها فعل شيء سوى السير من التيار حتى تدعه يلقي بها أينما يريد .. فربما كان هذا هو عقاپ محاولاتها للتقرب من رجل متزوج .....

فور خروجها من غرفة مروة وكانت بطريقها لمغادرة الشركة لكن الصوت الغليظ والمميز على أذنها جعلها تتجمد مكانها .. بالتأكيد كان صوته .. صوت عقابها .
التفتت له بجسدها كاملا وطالعته بثبات دون أي توتر على عكس نظراته الثاقبة الممتلئة بالشك والتي تقذف الخۏف في القلوب .. لينهي الصمت
تم نسخ الرابط