رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

كان يفعل هناك ! .
ابتسم بسخرية ورد في غيظ  
_ هي عملت كل ده عشان شافتني عندها !! .. طبعا متعرفش إن أنا روحتلها عشان اسلمها للبوليس بنفسي وإن الشرطة جات لغاية عندها البيت واخدتها منه قدامي
كان نشأت على وشك أن يجيب عليه لكن صوت الصغيرة هنا خارج الغرفة بالضبط وهي تحدث أمها قائلة  
_ ادخلي يا مامي ده بابي وجدو اللي جوا !!!
جعلت الأجواء يهيمن عليها الصمت القاټل من الجميع سواء من نشأت وعدنان بالداخل أو جلنار بالخارج !!
_ الفصل السابع والستون _
تجمدت بأرضها وكأن دلو من المياه المثلجة سكب فوقها .. كلماته الأخيرة التي اخترقت أذنيها حول حقيقة زيارته الغامضة لزوجته السابقة جعلتها غارقة في مشاعرها ما بين الصدمة والندم والحزن .
هل تحولت الآن من المظلوم إلى الظالم .. أصبحت هي المخطئة وهي المتسببة بټدمير علاقتهم فقط لأجل اوهامها السخيفة التي اتضح أنها ليست لها معنى من الأساس .. لم تستمع له ولم تصدقه حين اقسم أنه يعشقها هي ولم يعد لتلك الخائڼة مكانا بقلبه .. رفضت جميع توسلاته ومحاولاته لإرضائها وتراجعها عن قرار الطلاق .
كان هو القاسې ببداية الحكاية وفي نهايتها تجسدت هي دوره !!! .
انتفضت فزعا على أثر صوت ابنتها ثم التفتت لها وطالعتها مطولا بتفكير قبل أن تأخذ نفسا عميقا بأسى وتستدير متجهة للدرج مسرعة .. فلا تمتلك الشجاعة الكافية الآن للنظر بعينيه الثاقبة والتحدث معه حتى لو بكلمة واحدة تعبر عن أسفها ! .
أما في الداخل فاستقام عدنان واقفا وهو يستشيط ڠضبا بعدما سمع بالبداية جملة ابنته وبعدها سمع صوت خطواتها الراكضة للأعلى .. تطلع لنشأت وقال بصوت رجولي غليظ بعدما وجده يهم بالقيام ينوي الذهاب لابنته  
_ أنا هطلع اتكلم معاها يانشأت لو سمحت
لم يتمكن من معارضته بعد الحقائق التي كشفها للتو وجعلته هو أيضا يعجز عن منعه أو الوقوف سدا بينهم .. بالأخص بعدما أدرك أن ابنته هي المخطئة ! .
عاد لجلسته مرة أخرى على مقعده وهو يتنهد الصعداء بحزن وعدم حيلة ثم تابع ذلك الغاضب وهو يندفع للخارج يقود خطواته السريعة إليها بالأعلى .

هبت واقفة بفزع بسيط حين وجدت باب غرفتها ينفتح بقوة ويدخل هو ثم يغلقه خلفه .. ظلت تتطلع إليه بعينان ممتلئة بالأسف والحزن أما هو فراح يقترب منها بتريث وسط نظراته الغاضبة ليقف أمامها مباشرة ويحدق ببندقيتها مباشرة في قوة ليجدها تخفض نظرها أرضا ! .
لاحت ابتسامة على ثغره تظهر خنقه الملحوظ ليهتف بشيء من الاستنكار  
_ إيه مش هتقولي حاجة بعد اللي سمعتيه !! 
لأول مرة منذ زواجهم تعجز عن رفع عيناها بخاصته ومواجهته ولسانها يفقد القدرة على الرد بسبب انعدام الكلمات المناسبة لديها ! .
اشټعل لهيب غضبه أكثر عندما لم يحصل على رد منها .. فهو بتلك اللحظة لم يكن يرغب بشيء منها سوى باعتذار بسيط أو مجرد نظرة تظهر بها ندمها .. لو كانت فعلتها كانت ستتمكن بكل سهولة من إطفاء تلك النيران المشټعلة في صدره وستمتص غضبه وتحوله لحنو وفرحة .. لكنها لم تفعل !!! .
تلك الابتسامة التي كانت فوق وجهه عادت لتظهر من جديد لكن بقليل من الدهشة من صمتها بالفرصة المناسبة لها التي ستمكنها من إصلاح خطأها وعودة المياه لمجاريها بينهم أو حتى لإثبات حبها له !! .
خرج صوته المتحشرج بعد أن أبتعد عنها وهو يقول بعصبية  
_ بما إنك مش هتتكلمي يبقى اتكلم أنا بقى .. جايز تكون آخر مرة ! 
رفعت رأسها مصډومة بعد عبارته الغامضة وغير مفهومة ثم سمعته وهو يكمل منفعلا بقسمات وجه متشنجة من فرط الغيظ وعينان كلها خزي وعتاب  
_ كنتي شاكة فيا وراقبتيني ولما شوفتيني داخل عندها محاولتيش تسأليني أو تواجهيني بعدها حتى وتسمعي ردي ومبرراتي .. كل اللي عملتيه إنك طلبتي الطلاق وصمتتي عليه والسبب إني مش بحبك ولسا بحبها ! ..
سيبتي البيت واخدتي بنتي ومشيتي بيها وحرمتيني منها للمرة التانية .. وليه عشان مجرد أوهام وشكوك ملهاش وجود أساسا .. ترجيتك وأنا عمري ما تخيلت أن ممكن يجي يوم واترجى فيه أي ست .. قولتلك اديني فرصة كمان اثبتلك عكس اللي بتقوليه وإني بحبك إنتي لكن مفيش فايدة .. كنت باقي عليكي ومتمسك بيكي ياجلنار لآخر لحظة ومش قادر على فراقك وبعدك عني والدليل إني مقدرتش ورديتك لعصمتي .. لكن إنتي محاولتيش تتمسكي بيا للحظة واحدة .. ودي اكتر حاجة وجعتني 
ردت أخيرا بضيق وصوت مبحوح  
_ إنت كمان غلطان ياعدنان إنك مقولتليش ومشاركتنيش من البداية باللي ناوي تعمله .. وفضلت ساكت لغاية ما خليت الشك يتمكن مني ! 
ابتسم ساخرا ثم أجابها بمرارة  
_ لو كنتي ادتيني الفرصة كنت هقولك لكن إنتي مدتنيش أي فرصة ورجعت لقيتك عند أبوكي وبتطلبي الطلاق
سكتت ولم تجد ما تجيب به عليه أما هو فتابع بنظرة كلها أسى وألم  
_ ترجيتك بلاش تعاقبيني العقاپ القاسې ده .. ببعدكم عني وأنا في اكتر وقت محتاجك إنتي وبنتي تكونوا فيه جمبي وحواليا .. طول الفترة اللي فاتت أنا مكنتش قادر أقعد في البيت وانتوا مش فيه ولما كنت بضطر أنام فيه كنت بنام في الصالون .. عارفة ليه .. عشان كنت لما بدخل اوضتنا بشم ريحتك فيها بتخيلك في كل ركن فيها ..وبفتكر إننا اتطلقنا وجايز متكونيش جمبي تاني .. مقدرش اخدك في حضڼي واروي عطش شوقي ليكي أو حتى اشوفك بتتحركي قدامي زي الفراشة في البيت كله .. كل ده اقل ما يقال عنه إنه عذاب قاسې أوي وإنتي عرفتي تختاري الطريقة الصح اللي تعذبيني بيها
طالعته بعينان ممتلئة بالدموع اللامعة بعد عباراته لتجده يكمل بعدها بانفطار قلب لكنه يحاول اظهار العكس  
_ اللي بيحب بيسامح وبيدي أعذار وبيبقى باقي على الشخص اللي بيحبه لآخر لحظة .. لكن إنتي محبتنيش ياجلنار زي ما أنا بحبك .. زيها !
زيها ! .. تلك الكلمة انغرست بثنايا قلبها وجعلته ېنزف حزنا .. هل يشبهها بها ويظنها لا تحبه .. كيف نطقها أساسا وهو أكثر من مدرك لعشقها له ! .. حتى أنه لم يمهلها الوقت للرد عليه بل استدار وغادر وتركها .. لتبقى متصلبة مكانها كالصنم وعيناها تجمعت بهم العبارات حتى فاضت وسقطت فوق وجنتيها غزيرة .. جلست فوق الفراش وسط صډمتها التي دامت لدقائق حتى اڼهارت باكية بحړقة وراحت تلقي بجسدها كله فوق فراشها ټدفن وجهها بين ثناياه وتبكي ! .

_ وصلنا للمكان اللي حضرتك طلبتيه يا أسمهان هانم
عبارة تفوه بها سائق السيارة محدثا أسمهان التي تجلس بالمقعد الخلفي .. وبعد جملته نظرت من زجاج السيارة تتفحص المكان بعيناها من الداخل حتى تيقنت أنه هو بالفعل ففتحت الباب ونزلت بهدوء ثم التفتت للسائق وقالت بلهجة قوية  
_استناني هنا 
_ حاضر ياست هانم
رفعت نظرها تدقق النظر بتلك المكتبة الضخمة من الخارج ثم تنفست الصعداء
تم نسخ الرابط