رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

حبا وحنانا ثم لفت ذراعيها حول رقبته وهمست بدلال باسمة  
_ ومش خاېف استغل نقطة الضعف دي ! 
ضحك بخفة وهز رأسه بالنفي متمتما في عشق  
_ تؤتؤ لإنك استغلتيها من زمان أوي وحتى اللحظة دي وإنتي مستغلاها واكبر دليل إنك قدرتي بكام كلمة بس تخليني انسى كل حاجة وارجعلك بلهفة وشوق
دنت منه ولثمت وجنته برقة مردفة  
_ ده عشان إنت بتعشق رمانتك بس .. ورمانتك كمان بتعشقك 
مال برأسه للخلف مصدرا زفيرا حارا وهو يجيبها 
_ يا الله أخيرا يارمانتي ده إنتي وجعتي قلبي ونشفتي ريقي 
قهقهت بخفة ثم اقتربت منه أكثر ورفعت يديها تعبث بخصلات شعره بنعومة متمتمة في خفوت مثير وجميل  
_ من هنا ورايح خلاص مش هتشوف غير الحب والدلع بس ياحياتي 
ابتسم ورد بعبث غامزا بعيناه  
_ وعد .. مفيش نكد تاني يعني ! 
قهقهت بصوت عالى وردت عليه وهي تهز رأسها بالنفي  
_ لا مفيش اطمن ! 
بادلها سعادتها ولكن اكتفى بابتسامته وفجأة انحنى عليها ليحملها فوق ذراعيه ويسير بها متجها نحو الدرج هاتفا بعبث وخبث رجولي  
_ حيث كدا بقى تعالي أما افرجك على التجديدات اللي عملتها في الأوضة فوق 
ضحكت عاليا لكن سرعان ما شهقت پصدمة متذكرة وقالت  
_ عدنان هنا زمانها على وصول ولو رجعت البيت عند بابا وملقتنيش هتخرب الدنيا .. خلينا نروح نجيبها من الحضانة الأول ارجوك
_ وتخرب الدنيا ليه ماهي قاعدة مع جدها .. بعدين لسا معاد خروجها مش دلوقتي 
انهى عباراته وهو يرفع رأسه لساعة الحائط المعلقة حتى يتأكد من الساعة ثم يبتسم بمكر ويعود بوجهه لها مجددا ليهمس وهو يصعد بها درجات السلم  
_ سبينا احنا بقى نخطف لحظاتنا الخاصة شوية يارمانة !
ابتسمت له بغرام وفرحة ثم مالت واستندت برأسها فوق صدره مغمضة عيناها پسكينة وراحة .

مع حلول مساء ذلك اليوم .......
كانت جلنار تكمن بغرفتها فوق مقعدها الهزاز وعيناها عالقة على ابنتها الجالسة فوق الفراش وتلهو بألعابها بانسجام .. وعقلها شارد بصباح اليوم تتذكر تلك الساعات الرائعة التي قضتها معه .. انتابها شعور وكأنها تحلق بالسماء وهي بين ذراعيه ويغمرها بحنانه وعشقه الدفين .. روحها المشتاقة وجدت ملاذها أخيرا واستكانت وهدأت بين تفاصيل حبه التي شملت ولمست كل نقطة عميقة منها .. أدركت حقيقة شوقها الچنوني له حين استقرت بين ذراعيه وامتلأت أذنيها بكلمات العشق والغرام من شفتيه تصدرها غمرته رائحته المسكرة ! .
كانت بعالم موازي لا تشعر بأي شيء من حولها حتى أنها لم تنتبه لدخول والدها الغرفة وأقاربه منها ليجلس على المقعد المجاور لها ويهتف بصوت مرتفع قليلا بعيدا تحدث معها مرة وأثنين ولن تجيبه بسبب شرودها المريب  
_ جلنار !!! 
انتفضت بفزع بسيط على أثر صوت أبيها والتفتت له ببعض الدهشة ثم ابتسمت وأجابت بخفوت واعتذار  
_ آسفة يابابا مخدتش بالي منك .. كنت سرحانة ! 
ارتفعت البسمة الدافئة لصغر نشأت الذي رمقها بلؤم وهمس  
_ كنتي معاه الصبح مش كدا !! 
صمتت لبرهة وهي تبتسم بإحراج بسيط .. ثم أماءت برأسها في إيجاب دون أن تتحدث فيعود وسألها بترقب وحنو  
_ اتصالحتوا يعني خلاص 
جلنار بإيحاب وابتسامة عريضة وفرحة  
_ أيوة أخيرا يا بابا .. أنا كنت غلطانة لما شكيت فيه وروحت واعتذرت منه وصلحت غلطتي .. ومستحيل اسمح إن أي حاجة تاني تبعدني عن عدنان أو تفرقنا
لم تجد ردا من أبيها فقط رأته يبتسم بقمسات غامضة وغير مفهومة .. لكنها كانت مليئة بالسعادة والعطف .. ورغم ذلك كان الفضول يأكلها لفهم سبب تلك النظرة التي بعيناه .. ولم تلبث للحظة حتى وجدته يقترب منها ويرفع كفه ليمرر أنامله بين خصلات شعرها برقة ويهمس في عينان لامعة بدموع السعادة  
_ فعلا الزمن والظروف قادرة تخلي من المستحيل ممكن .. مين كان يصدق ياجلنار إنك تحبي عدنان بالشكل ده .. عمري ما كنت أتخيل إني اسمع منك الكلام ده .. عدنان على الأقل كان باين أوي أنه بيحبك وبيعزك من زمان أوي واكبر دليل رفضه إنه يطلقك حتى في وجود فريدة .. لكن إنتي حبك ليه بالشكل ده بنسبالي كان غير متوقع أبدا 
ابتسمت وردت بخفوت ونبرة مختلفة  
_ مش عارفة يابابا .. حتى أنا مش فاهمة ازاي وامتي بقيت بحبه بالشكل ده .. بقيت مش قادرة افارقه وابعد عنه للحظة .. لو عدى يوم واحد بس من غير ما اشوفه بحس إني هتجن 
نشأت بحكمة باسمة  
_ كويس إنك فوقتي قبل فوات الآوان ومسمحتيش لكبريائك إنه يدمر علاقتكم ويفرقكم .. لأن عدنان بيحبك أوي وروحه متعلقة بيكي إنتي وبنته 
انحرفت عيني جلنار لتلقي نظرة على ابنتها وتهمس بإيجاب باسمة ويدها راحت تتحسس بطنها 
_ عارفة .. أنا وهنا والطفل اللي جاي كل حاجة بالنسبة لعدنان .. ولا يمكن اسمح أنه يبعد عننا أبدا
دنى نشأت منها ولثم شعرها بدفء متمتما في حنان أبوي  
_ ربنا يسعدكم ياحبيبتي .. ويخليكي ليا يارب 
_ ويخليك لينا يابابا

داخل قصر الشافعي .....
اندفعت سماح الخادمة مسرعة نحو الباب بتلهف .. نفس الوقت من كل ليلة يدق الباب ويأتي الزائر الخفي بالنسبة لأسمهان يطمئن ثم يرحل بسرعة دون أن تراه .. لكن حين فتحت الباب فجأت بأنه لم يكن الزائر المعتاد بل كان آدم !! .
رغم تعجبها إلا أنها ابتسمت ورحبت به بحرارة هامسة  
_ أهلا يا آدم بيه اتفضل ! 
دخل وعيناه تلقى نظرات على الطابق العلوي من المنزل وكأن الخادمة قرأت أفكاره فردت باسمة  
_ الست هانم بتكون نايمة في الوقت ده 
إماء برأسه بتفهم ورد بخفوت  
_ كويس .. هي كويسة ياسماح ! 
زمت شفتيها بعبوس وردت بيأس  
_ هكدب عليك لو قولتلك إنها كويسة .. الست هانم بقت حالتها صعبة أوي من وقت فراقكم ليها إنت وعدنان بيه .. بقت واحدة تاني مش أسمهان هانم أبدا اللي كلنا نعرفها .. اكلها قليل جدا وبتاخد علاجها بصعوبة وكل ليلة بتفضل في اوضتها ټعيط وهي ماسكة صورتكم
إصابته وغزة مؤلمة بقلبه بعد تلك العبارات القاسېة .. لانت صلابة ذلك الحجر القاسې بقلبه وشعر بشوقه لأمه .. الشوق هو ما دفع به لزيارتها خفية بدلا من الاتصالات الهاتفية كل ليلة ليطمئن عليها من الخادمة دون علمها .. اليوم قرر كسر الروتين ورؤيتها بعيناه .. اشتاق لها وقلبه ېتمزق أربا من الحزن لكن غضبه أيضا يستحوذ عليه بشكل بشع مثل أخيه تماما ! ...
انتبهت كل حواسه عندما سمع عبارة سماح وهي تقول باسمة  
_ أول ما الباب رن أن افتكرت عدنان بيه هو اللي جه .. الصراحة متوقعتش تكون إنت أبدا ! 
غضن آدم حاجبيه باستغراب وسألها بحيرة وعدم فهم  
_ عدنان !!! .. هو عدنان بيجي هنا ! 
سماح بإيجاب وبسمة وجه مشرقة  
_ أيوة ده كل ليلة بيجي في نفس المعاد يطمن على الست هانم ويتأكد إذا كنا محتاجين أي حاجة وبيجبها وبيطلع يشوفها في أوضتها
تم نسخ الرابط