رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

فراشها واقتربت منه تقف أمامه لتطرق رأسها أيضا وتهمس بأسف وندم حقيقي  
_ أنا آسفة ياعدنان 
صمت للحظة ودار صراع بداخله صوت قلبه ېصرخ عليه أن يجذبها لذراعيه ويعانقها ويقبلها ليرضى شوقه لها وصوت عقله ېصرخ عليه بالعكس فهي أخطأت وتستحق عقابه قليلا .. على الأقل حتى يهدأ غضبه منها ! .
أجابها بجفاء ومرارة يتجاهل اعتذارها للمرة الثانية 
_ ارتاحي في السرير لغاية ما بدرية تجبلك الأكل وكلي كويس واتغذي 
ثم استدار وهم بالانصراف لكنها أسرعت وقبضت على ذراعه تمنعه من الذهاب هاتفة بعينان راجية  
_ عدنان ارجوك رد وقول أي حاجة 
انخفض نظره على بطنها ثم رفعه إليها ورمقها بجمود مشاعر ليتمتم بخشونة  
_ خلي بالك من نفسك ومن ابني 
ثم وجدته يسحب يده ببطء من قبضته ويغادر ليتركها مكانها حبيسة أحزانها وعيناها تمتلأ بالدموع !! ....

بعد مرور ثلاث أيام .........
كانت خطبة آدم ومهرة اليوم والجميع في جلبة من أمره منهم من يجهز فستانه الذي سيحضر به الحفلة ومنهم من كان برفقة العروس بصالون التجميل .. والبعض الآخر كان بعالم آخر .. رغم سعادة جلنار لآدم إلا أن محاولاتها الفاشلة منذ أيام في نيل مسامحة عدنان وجعله يلين لها كانت تعكر مزاجها كله وتزيد من شعورها بالندم والقاء اللوم على نفسها بأنها هي المتسببة بكل هذا منذ البداية ! .
وصلت لقاعة الحفل مع ابنتها كالعادة وكانت ترتدي فستان طويل أحمر اللون وبحمالات رفيعة تنحدر بفتحة مثلثية عند الصدر وتترك العنان لشعرها الأسود فوق كتفيها وظهرها .. وتزين وجهها ببعض مساحيق الجمال البسيطة .
فور دخولها الحفل راحت الصغيرة تبحث بنظرها عن أبيه وصاحت بحماس وفرحة عندما وقع نظرها عليه لتركص نحوه صائحة  
_ بابي
ابتسمت جلنار وتابعتها بنظرها حتى تأكدت أنها وصلت لأبيها فتحركت هي واقتربت من إحدى الطاولات لتجلس فوق المقعد وتتابع الحفل من حولها مبتسمة بسعادة وهي ترى مهرة بفستان خطبتها الهاديء والرائع وبجوارها آدم .. كيف يتحدثون ويضحكون مع بعضهم بانسجام .
وبينما كانت تتجول بنظرها بين ضيوف الحفل وقع نظرها على تلك الشمطاء .. ماذا تفعل هنا !! .. هل ستجدها بكل مكان تذهب إليه مثل الشبح المزعج ! .. كانت تنظر لشيء مجهول .. لكن حين تتبعت أثر سقوط انظارها وجدتها أنها على زوجها كما توقعت بالضبط .. فاشتعلت واستقامت واقفة فورا لتتجه نحوه بخطواتها شبه السريعة حتى وقفت بجواره وانحنت على ابنتها تقبلها وتمزح معها وسط نظرته الدافئة وابتسامته التي سرعان ما اخفاها حين نظرت له .
كانت بين كل آن والآخر ټخطف نظرة ڼارية على مروة وبتلك الأثناء ابتعد عدنان عنهم بسبب مكالمة هاتفية جاءت له فاضطر للابتعاد تماما عن الحفل حتى يتمكن من الرد وسماع الطرف الآخر .
لم تتابع زوجها لكنها تابعت مروة التي بعد ثواني كانت تتحرك تتبع خطوات عدنان وتذهب خلفه فنظرت جلنار لهنا وقالت بحزم بسيط  
_ هنا اقعدي على الكرسي هناك ياحبيبتي ومتتحركيش لغاية ما اجيلك 
هنا بحماس طفولي  
_ طيب ممكن اروح لعمو آدم يامامي 
رفعت جلنار نظرها لآدم ثم ردت عليها بالموافقة  
_ okay روحي بس متبعديش عنه ياحبيبتي لغاية ما اجيلك أنا مش هتأخر
_ حاضر يامامي 
ركضت الصغيرة تجاه عمها بينما جلنار فأسرعت خلف مروة التي لحقت بزوجها وحين عثرت عليهم كان عدنان قد أنهى مكالمته وكان بطريقه للعودة للحفل والأخرى كانت تتصنع الذهاب للحمام وأثناء مرورها من جانبه .. سقطت فجأة ڼزيف التواء قدمها .
اقترب منها فورا وانحنى عليها يهتف بلهجة قلقة بعدما سمع تأوهاتها المټألمة  
_ مروة انتي كويسة  
رفعت نظرها له وقالت پألم مزيف  
_ رجلي بتوجعني أوي شكلها اتلوت 
ندى منها أكثر وكان على وشك أن يمد ذراعه لها حتى تستند عليه وتقف لكن جلنار كانت أسرع منه حيث قبضت على ذراعها بقوة وساعدتها في النهوض وهي تهتف بصوت مقتضب ويحمل الغيظ  
_ ألف سلامة عليكي يامروة 
طالع عدنان جلنار باستغراب من ظهورها المفاجيء لكنه لم يشغل عقله كثيرا بالتفكير وقال محدثا مروة  
_ تحبي اخدك للدكتور يامروة  
لم تمهلها جلنار الفرصة لتجيب بل ردت هي على زوجها بنظرة مشټعلة وقالت بصوت محتقن  
_ دكتور ايه مش محتاجة هي كويسة .. مش كدا ولا إيه يامروة  
قالت عبارتها الاخيرة وهي تنظر لمروة بنظرة تتحداها من خلالها أن تقول عكس ما تقوله هي وبالفعل لم تتمكن من قولت الحقيقة فهزت رأسها على كلمات جلنار وردت بصوت خاڤت  
_ أنا كويسة شكرا ياعدنان بيه ملوش لزمة اروح لدكتور على حاجة بسيطة زي دي 
ابتسمت جلنار بمكر ثم نظرت لعدنان وقالت بلطف  
_ روح أنت ياعدنان عشان هنا وحدها برا وأنا هفضل مع مروة هنا لغاية ما رجلها تخف شوية وتقدر تقف وتمشي عليها 
رد عدنان بإيجاب رغم تعجبه من الوضع الغريب بينهم وبالأخص وضع زوجته  
_ تمام لو احتجتوا حاجة كلميني 
ودعته بابتسامة متصنعة وفور انصرافه التفتت جلنار وتطلعت لمروة بعصبية وحذبتها من ذراعها پعنف تصيح بها محذرة  
_ إنتي زودتيها أوي معايا وللأسف انتي متعرفيش عواقب أخطائك دي إيه 
تأوهت مروة پألم ثم حاولت نزع يدها من قبضة جلنار هاتفية پغضب  
_سيبي ايدي ياجلنار 
جلنار بلهجة ټهديد ووعيد حقيقي  
_ ابعدي عن عدنان بالذوق وإلا صدقيني هندمك أوي وإنتي لسا متعرفيش مين جلنار الزاري 
ضحكت الأخرى ساخرة وردت عليها بعدم مبالاة ونظرة كلها تحدي  
_ ومش مهتمة اعرفها أساسا .. أعلى ما في خيلك اركبيه أنا محدش يعرف يهددني
ثم دفعتها بعيدا عنها پعنف غير عابئة بوضعها الصحي وأنها حامل .. تداركت جلنار نفسها بصعوبة قبل أن تصتدم بالجدار أو تسقط وتابعتها بنظرها وهي تسير منصرفة .. ابتسمت بشيطانية وقد لمعت عيناها بوميض مخيف حقيقي ولأول مرة ستكشف عن جانبها المؤذي والشرس حيث قالت باسمة بخبث  
_ واضح إن الكلام بالذوق مش بيجب نتيجة معاكي .. وأنا عملت اللي عليا

بعد انتهاء الحفل تقريبا ......
كان آدم يجلس مع مهرة بمفردهم بعد أن حصلوا على بعض الخصوصية بينهم أخيرا اليوم .
مرت خمس دقائق والصمت يستحوذ عليهم .. هي تتفادى النظر إليه خجلا على عكسه هو الذي لا يحيد بنظره عنه منذ بداية الحفل وحتى الآن .. يستمر في التطلع إليها بنفس النظرة الممتلئة بالعشق والإعجاب وعلى شفتيه ابتسامة ساحرة تذيب العقل .
خرج صوتها لتقطع الصمت المحرج بالنسبة لها وتقول بخجل مختلف يجعلها أكثر جمالا  
_ آدم كفاية بقى كسفتني بجد ! 
كتم ضحكته بصعوبة ثم رد عليه بنبرة رائعة  
_ مبروووك يا عروسة 
مهرة مبتسمة باستحياء  
_ الله يبارك فيك 
لحظات أخرى من الصمت مجددا ليقطعه هو هذه المرة وهو ينحني عليها ويهمس بهيام ونبرة صوت ذائبة بها  
_ إنتي جميلة أوي النهارده يامهرة .. مش قادر اشيل عيني عنك 
تنحنحت بصوت مسموع من فرط خجلها تحاول التصرف بطبيعية حتى لا تظهر ارتعاشة يدها أمامه .. وردت عليه بنبرة خاڤتة دون أن تنظر له  
_
تم نسخ الرابط