رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
واستقامت واقفة ثم أسرعت إلى غرفتها تختفي بها .. لتتركه هو يحدق بأثرها في عينان متسعة بعد تلك الكلمات الغريبة التي تفوهت بها .. ضړب كفا بكف وهو يضحك بعدم تصديق .. ثم ظل مكانه صامتا والبسمة المذهولة فوق ثغره وأذنيه تلتقط صوت بكائها من داخل الغرفة .. فتأفف بقوة وخنق ثم هب واقفا بعدم حيلة واتجه إلى غرفتهم .
_ نادين افتحي الباب !
وصل لأذنه صوتها المرتجف من أثر بكائها العڼيف وهي تصيح به بحړقة
_ شو بدك مني .. خلاص أنا هلأ عرفت واتأكدت إنك مش بتحبني ياحاتم
ضحك رغما عنه بصوت مرتفع فسمعت هي صوت ضحكته واستشاطت أكثر لتصرخ به باكية
فشل في حجب ضحكاته العفوية حيث أجابها بصوت ضاحك رغم محاولاته في إظهار عكس ذلك
_ طيب افتحي معلش وخلينا نتكلم .. إيه شغل الأطفال ده يانادين
صړخت بأعلى صوت
_ أي أنا طفلة .. ما إلك دخل فيني .. امشي يلا
كتم ضحكته بيده في صعوبة ثم قال من بين ضحكه
تحولت إلى جمرة نيران ملتهبة حيث صړخت به من الداخل منفعلة وبتحذير حقيقي
_إذا ما تركتني لحالي هلأ وحياة الله يا حاتم بلم شنطة تيابي وبرجع على كاليفورنيا اليوم
قال مازحا دون أن يتوقف عن الضحك
_ حاضر همشي واروح اعملك كوباية لمون عشان تروق اعصابك .. عايزة كام معلقة سكر
_ حاتم
انطلقت منه ضحكة رجولية عالية جلجلت بالمنزل بأكملها وجعلتها رغما عنها بالأخير تبتسم مغلوبة !!! ......
في تمام الساعة الثامنة مساءا .......
كانت جلنار تجلس بمقعد السيارة الخلفي وبجوارها ابنتها الصغيرة التي منشغلة باللعب على إحدى تطبيقات الألعاب في الهاتف .
عقلها شارد وتتذكر المكالمة التي دفعت بها للخروج والذهاب إلى أسمهان الشافعي بعد تفكير عميق ! .
_ ابوس إيدك يا جلنار تعالي وحاولي تقنعي عدنان بيه يجي معاكي .. أنا خاېفة أوي على الست هانم !
جلنار بريبة وقلق
_ طيب اهدي ياسماح وفهميني مالها أسمهان هانم
الخادمة پبكاء وأشفاق حقيقي
_ من وقت ما خرجت من السچن وهي مش بتاخد علاجها ولا بتاكل .. وهي أساسا مكنتش بتاخده بانتظام وكنت بالعافية بقنعها إنها تاخدها لكن بعد ما دخلت السچن وخرجت مش بتحط حاجة في بقها لغاية ما بقت مفيهاش حيل تقف على رجلها ياحبة عيني .. ووشها بقى قد اللقمة ياهانم والله .. وطول ما هي نايمة بتهلوس بآدم وعدنان بيه .. دموعها مش بتنشف من على وشها .. تعالي ياجلنار هانم يمكن تقدري تقنعيها معايا ابوس إيدك
_ طيب ياسماح هلبس أنا و هنا وهنيجي
فاقت من شرودها على صوت السائق وهو يقول بلهجة عذبة
_ وصلنا ياجلنار هانم !
انتبهت أنهم توقفوا أمام بوابة المنزل ففتحت الباب وردت بابتسامة عذبة
_ طيب ياعم محسن متشكرة
نزلت الصغيرة خلف أمها واغلقت الباب بيدها ثم لوحت بيدها للسائق تودعه في وجه ملائكي بشوش .. وهرولت راكضة إلى أمها تهتف
_ مامي هي تيتا هتكون صاحية دلوقتي
جلنار ببسمة حانية
_ أيوة ياحبيبتي صاحية ومستنياكي كمان
هنا بعفوية طفولية
_ وبابي قاعد معاها
توقفت جلنار عن السير وأخذت نفسا عميقا ثم التفتت لابنتها وجلست القرفصاء أمامها تملس فوق شعرها بدفء هامسة
_ لا بابي مش موجود .. بصي ياهنون ياروحي هنتفق اتفاق .. تيتا تعبانة شوية ولو بابي عرف إننا عندها وهي تعبانة هيزعل جدا ويقلق واحنا مش عايزينه يقلق طبعا مش كدا
أماءت الصغيرة لها بالإيجاب ثم سألت بحزن
_ هي تيتا تعبانة أوي !!
جلنار بنفي
_ لا هي تعبانة شوية صغنين أوي وهتخف علطول .. بس احنا اتفقنا مش هنقول لبابي إننا كنا عند تيتا صح
هزت رأسها بالموافقة ثم شبكت أصابعها بيد أمها وسارت معها للداخل .
ترفض أن يعلم زوجها بزيارتها لأمه خشية من أن ينفعل وتندلع المشاكل بينهم أكثر من ذلك لأنها ذهبت دون علمه .. بالأخص وهو لا يرغب برؤية والدته ولا اقترابها من زوجته أو ابنته .
توقفوا أمام الباب و بمجرد ما أن طرقوا الباب فتحت لهم الخادمة بسرعة واستقبلتهم بحرارة وحزن .. فقادت جلنار خطواتها بصحبة صغيرتها للطابق العلوي حيث غرفة أسمهان .. أسرعت الصغيرة ركضا قبل أمها نحو غرفة جدتها وفتحت الباب بسرعة دون أستاذآن من فرط حماسها .. فوجدت جدتها تجلس على مقعدها مقابل الباب تبدو في انتظارها وفور دخولها ارتفعت البسمة العريضة لوجهها وفردت ذراعيها تستقبلها بحرارة وسعادة .. فأسرعت هنا إليها ترتمي بين ذراعيها .
دخلت خلفها جلنار وتابعت المشهد بصمت .. لأول مرة ترى أسمهان بهذه الحالة المزرية .. تلك المرأة المتجبرة والقاسېة التي لا تعرف للاستسلام أو الرحمة معنى تجلس بمقعدها في جسد هزيل لا حول لها ولا قوة .. فقدانها لأعز ما تملك وهو أولادها قټلها وانهاها تماما .. ليتها أدركت منذ البداية أن لكل فعل نتيجة ! .
تابعتها وهي تعانق هنا بعمق وټدفن وجهها بين شعرها وكتفها تقبلها بحب وشوق وتستنشق رائحتها كأنها تبحث عن رائحة ابنها فيها ودموعها تسيل فوق وجنتيها بغزارة حتى تحولت الدموع الصامتة إلى بكاء مسموع فابتعدت الصغيرة عن حضڼ جدتها وسألتها بحزن واهتمام
_ بټعيطي ليه ياتيتا إنتي تعبانة
هزت اسمهان رأسها بالنفي وردت وسط بكائها ونظراتها الدافئة والنادمة التي تراها جلنار للوهلة الأولى
_ لا ياحبيبة تيتا أنا كنت تعبانة بس بقيت زي الفل بعد ما شوفتك .. أنا بعيط عشان إنتي وحشتيني أوي
قالت عبارتها الاخيرة واڼهارت باكية بقوة فزمت هنا شفتيها بحزن ومدت أناملها الصغيرة والناعمة لوجنتي جدتها تمسح دموعها وتقول برجاء رقيق
_ وإنتي كمان وحشتيني بس متعيطيش
ابتسمت بمشاعر صادقة وسط بكائها ومالت على وجه حفيدتها تلثم وجنتيها وجبهتها بقبلات متفرقة في شوق وندم وأسف .. ثم رفعت رأسها بعد لحظات وتطلعت بجلنار في عينان دامعة كلها انكسار وضعف وقالت باسمة بامتنان
_ شكرا ياجلنار
اكتفت بابتسامتها الباهتة واماءة رأسها البسيطة ثم رأت أسمهان تهب واقفة بعد أن نزلت الصغيرة من فوق قدميها وجذبت مقعد في تصرف غير مألوف منها وقربته من جلنار تقول بعذوبة وابتسامة خاڤتة
_ اقعدي ياجلنار عشان متتعبيش
طالعتها باستغراب لكن ابتسمت وجلست فوق المقعد بصمت .. وبعد دقائق وصلت الخادمة ووقفت عند الباب تتابع أسمهان التي عادت البسمة لوجهها بعد رؤيتها لحفيدتها .. وحين التفتت بنظرها إلى جلنار أشارت لها أن تقترب منها وانحنت عليها لتهمس جلنار في أذنها برقة
متابعة القراءة