رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وتقوليلي إنك في البيت
_ عشان كنت عارفة إنك هتعمل مشكلة ومش هتوافق
عدنان بصوت رجولي مخيف
_اوافق موافقش دي حاجة ترجعلي لكن إنتي تبلغيني
جلنار بسخط وضيق
_ أنت من امتى كنت قاسې بالشكل ده أنت وآدم .. مش كفاية عقابكم ليها انتوا مش شايفين حالتها بقت ازاي .. مهما كان غلطها وجريمتها هي ندمت واعتقد أنها تستحق فرصة تانية
_ هي هناك تدافع عنك قدامي وانتي تدافعي عنها دلوقتي .. انا مبقتش فاهم حاجة
جلنار بانزعاج
_ إنت مشكلتك ايه بظبط إني وديت البنت تشوف جدتها ولا إني خبيت عنك
_ إنتي عارفة كويس أوي المشكلة فين !
ابتسمت بسخرية وقالت بقسۏة غير واعية لما تتفوه به
_ وأنت مخبتش عليا يعني لما روحت تقابل فريدة !
_ تاني ياجلنار تاني !!! .. احنا مش قفلنا الصفحة دي خالص واتفقنا هنبدأ من أول جديد .. برضوا بتقلبي في القديم
أدركت فداحة العبارة التي تفوهت بها فصمتت واشاحت بوجهه بعيدا عنه تخفي شعورها بالندم والضيق من نفسها بينما هو فهز رأسه بعدم حيلة وخنق ثم استدار وانصرف تاركا إياها وحيدة بين جدران غرفتها ! .
_ مالك ياهنايا
_ بابي هو إنت مش بتحب مامي
ضيق عيناه ببعض الدهشة من سؤالها لكنه ابتسم بلطف ورد عليها في خفوت جميل وصوت يحمل بحة صادقة كلها عشق وغرام
_ أنا مش بحب حد قدك إنتي ومامي ياروحي .. بس مفيش اتنين بيحبوا بعض مش بتحصل بينهم مشاكل صغننة زي دي يابابي .. وإلا يبقوا مبيحبوش بعض
ردت ببراءة جميلة وابتسامة ساحرة
هز رأسه لها بالإيجاب مؤكدا على عبارتها لكنه لا يستطيع اخفاء مشاعر الضيق من أنه جعل ابنته تشهد على شجار كهذا بينه هو وأمها .. فمال عليها ولثم وجنتيها وجبهتها بحب معتذرا
_ أنا آسف يابابي اوعدك إنها أول وآخر مرة
ابتسمت له بحب ورقة ثم مالت عليه وطبعت قبلة ناعمة مثلها فوق وجنته وهمست
عدنان باسما بدفء
_ بس كدا من عنيا ياقلب بابي .. وكمان هنروح مكان حلو أنا وإنتي إيه رأيك
قفزت فرحا صائحة
_ هيييه يعيش بابي
قهقه بقوة على عبارتها متعجبا أنها من أين جاءت بهذا الكلام ثم انتصب واقفا وحملها فوق ذراعيه ليصيح مناديا على بدرية التي جاءت مسرعة له لتسمعه بقول لها بلطف وهو يبتسم
_ ابقي قولي لجلنار إني اخدت هنا معايا
بدرية مبتسمة باتساع
_ حاضر ياعدنان بيه
لوحت هنا لبدرية وهي مغادرة فلوحت لها الأخرى وهي تضحك بصفاء وحب .....
تتابع الطريق طوال الطريق وتستمع لأغنيتها المفضلة التي قام والدها بتشغيلها لها .. حتى وجدت السيارة توقفت فجأة فالتفتت تجاه أبيها برأسها الذي هتف باسما وهو يفتح باب السيارة وينزل
_ يلا ياهنون وصلنا
التف حول السيارة وفتح لها باب مقعدها لتنزل ثم يغلقه خلفها تقدمت هي أمامه وتسأله بحماس طفولي
_ احنا رايحين فين يابابي
مد كفه لها ومسك بيدها الصغيرة يحتضنها بين قبضته الكبيرة ليسيروا معا للداخل وهو يهمس
_ مكان حلو أوي هيعجبك يابابي يلا بينا
سارت معه وهي تتلفت حولها مبتسمة بسعادة .. عبروا بوابة ضخمة لساحة واسعة وكانت تتحرك مع والدها وهي ترى الرمال التي تملأ الأرض من حولها وكذلك البيت الخشبي الذي كان بآخر جزء من تلك الساحة وكانوا يتجهون إليه .
فور وصولهم ودخولهم ذلك البيت صړخت بفرحة ضاحكة وهي تشير بأصبعها
_ الله حصان يابابي
ضحك وانحنى ليحملها فوق ذراعيه ثم يلثم وجنتها بحب هاتفا
_ إيه رأيك عجبك المكان
أماءت له بالإيجاب وهي تضحك ثم طبعت قبلة فوق وجنته هامسة
_ بحبك أوي يابابي
_ وأنا بعقشك ياروح بابي .. إيه رأيك بقى تحبي نركب حصان
هنا بموافقة وحماس
_ أيوة يلا
وصل حارس الاسطبل ورحب بعدنان ترحيب وهي يهتف بابتسامة متسعة
_ياخبر عدنان بنفسه .. نورت المكان كله يابني
عدنان باسما بود
_ منور بيك ياعم يحيى
نظر الحارس لهنا وابتسم لها بنقاء ثم قال ببشاشة
_ الغالية بنت الغالي اللي نورتنا .. عاملة إيه يا هنون
ابتسمت له بخجل يسرق القلوب وردت في صوت يكاد لا يسمع
_كويسة
مال عليها عدنان وهمس بنبرته الدافئة والمعتادة
_ يلا ياحبيبتي اختاري الحصان اللي يعجبك وقولي لعمو يحيى وهو هيطلعه ليكي
هزت رأسها بالموافقة لأبيها دون أن تجيب ثم راحت تقلب نظرها بين جميع الخيول حتى وقع نظرها على خيل لونه أبيض ويتميز بالشعر الكثيف عند الرأس والرقبة لتبتسم وتشير بأصبعها عليه دون أن تتحدث من فرط خجلها ليضحك الحارس ويقول بحب
_ الخيل ده مش بيطلع غير للغالين يا غالية .. ثواني ويكون جاهز
ثم استدار وسار مبتعدا عنهم ليجهز الخيل بينما عدنان فقد انزلها على الأرض وأخرج هاتفه ليفتح الكاميرا ويبدأ في تصويرها كما طلبت منه .. وكلما تأخذ وضعية مختلفة للتصوير وسط تلقائيتها وبرائتها يضحك بقوة .. وكلما يلتقط لها صورة تركض نحوه لكي ترى الصورة أولا ثم تعود وتقف مجددا لينتهي بهم الأمر ملتقط لها تقريبا اكثر من خمسة عشر صورة ! .
حين وصل الحارس إليهم وهو معه الخيل قفزت فرحا .. ليحملها عدنان ويركبها فوق ظهر الخيل لكنها صړخت بقوة في ارتيعاد
_ بابي أنا خاېفة نزلني
_ مټخافيش ياحبيبتي انا ماسكك أهو مش هتقعي
ثم بدأ في مسك الخيل من اللجام وهو يحثه على التحرك ببطء شديد وهي تضحك بملأ شدقيها من فرط السعادة ثم عاد يلتقط لها بعض الصورة مجددا وجميعهم ابتسامتها الواسعة كانت تزينهم .. بعد دقائق معدودة اقترب هو منها ووضع قدم على أول لجام الخيل ثم رفع جسده ليصعد خلفها ثم بدأ في حث الخيل على الركض بسرعة وهي تصرخ وتضحك بنفس اللحظة وهو يبادلها الضحك الممتزج بمزاحه اللطيف الذي يزيد من ضحكها .
داخل منزل ميرڤت بمساء ذلك اليوم ......
العائلتين مجتمعين وأجواء السعادة والفرح تستحوذ على الجميع بينما في المنتصف كان يجلس مأذون الڼكاح وبجانبه يجلس هشام وعلى الجانب الآخر عم زينة والولى عليها .. لتبدأ مراسم الڼكاح والزغاريد تتعالى صوتها من جميع النساء لتنتهى المراسم بجملة المأذون الشهيرة بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير .
كانت زينة تقف بإحدى الزوايا وتبتسم بسعادة وخجل شديد بالأخص عندما رأته وسط تلقيه للتهئنات من الجميع كانت عيناه ثابتة عليها وجميع علامات السعادة المختلفة كانت تراها فوق وجهه وهو يتطلعها بشوق ولهفة .. لم تحيد
متابعة القراءة