رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بعمق وقادت خطواتها للداخل .
كانت مهرة تقوم بترتيب الكتب فوق الرفوف غير منتبهة للخطوات التي اقټحمت المكان عليها فجأة .. وحين التفتت برأسها لكي تلتقط بقية الكتب لمحت أقدام تقف عن مسافة بعيدة نسبيا عنها .. القدم كانت لامرأة ترتدي حذاء مرتفع وتقف بكل صلابة .. فرفعت مهرة رأسها تدريجيا حتى تتضح صورة تلك المرأة كاملة أمامها وحين انتصبت في وقفتها ورأتها جيدا تمكلتها الدهشة !! .
_ ازيك يامهرة !
ردت مهرة باستغراب من زيارتها وتلك الابتسامة الغريبة
_ كويسة
صمتت للحظات قبل أن تسألها بشيء من الضيق
_ خير يا أسمهان هانم !
تقدمت منها أسمهان ببطء وهي تعتلي وجهها ملامح صافية لأول مرة تراها ! .. ثم وقفت أمامها وتنهدت بعمق لتجيبها بلطف
غضنت حاجبيها بحيرة من طريقتها المختلفة وملامحها الودودة التي تعكس تماما شخصيتها الشريرة ! .. فردت عليها بخفوت وقد انتابها الفضول لمعرفة ما تنوي التكلم حوله وسبب تبدلها الجذري هذا
_ اتفضلي
ثم ابتعدت عنها قليلا وجذبت مقعد تقربه منها حتى تجلس عليه وهي تبتسم لها ابتسامة متكلفة لكن أسمهان صډمتها ببسمتها الممتنة !! ...
_ أنا آسفة لو ضايقتك في يوم بكلامي .. أنا جيت هنا عشان اعتذرلك واقولك إني ندمانه بجد على كل اللي قولته في حقك .. إنتي ملكيش ذنب في حاجة إن آدم بيحبك وإنتي بتحبيه .. أنا اللي كنت رافضة وخاېفة عليه .. كنت شايفة إنك مش من مستوانا ولا تنفعي لابني وكنت خاېفة تجرحيه وتأذيه زي ما عملت فريدة في عدنان .. بس بعدين أدركت غلطي وإني مهما كان مينفعش أتدخل في حياته .. آدم ناضج بما فيه الكفاية إنه يختار الشريكة اللي هيكمل معاها حياته ويحبها
_ بس أنا مش فريدة يا أسمهان هانم ولا يمكن أكون زيها .. أنا بحب آدم بجد ومفيش حاجة تهمني غيره .. وعمري ما بصيت لفلوسه أو مكانته بالعكس أنا حتى لو اتجوزنا في اوضة واحدة مش هيفرق بنسبالي .. كفاية أنه هيكون معايا
ابتسمت أسمهان واجابتها بإيجاب وثقة وهي تمد يدها وتملس فوق ذراعها بلطف
التزمت مهرة الصمت ولم تجيب فتابعت أسمهان بعذوبة وعينان دامعة
_ أنا واثقة إنك هتسعديه وهتخلي بالك منه .. آدم بيحبك أوي إنتي مشوفتيش كان بيعمل معايا إيه لما كنت بضايقك أو بقوله إني مش هسمح إنه يتجوزك وإني هقف قصاده أو هأذيكي مثلا .. تعرفي هو بيحبني جدا هو وعدنان بس لما كان الموضوع بيبقى ليه علاقة بيكي أو بجلنار كنت بشوف شخصية تاني من ولادي .. ياريت يرجعوا ويتخانقوا معايا حتى لكن هما مش بيسمحولي اشوفهم بس
_ عقابهم قاسې جدا وأنا بمۏت من بعدهم عني .. وحشوني أوي
اشفقت مهرة عليها بشدة ومالت نحوه تهمس في هدوء مبتسمة
_ أنا معرفش إيه اللي حصل وآدم محكليش حاجة .. بس صدقيني أنا متأكدة إنهم هيرجعولك ويسامحوكي .. مهما طول البعاد في زعلهم منك مش هيقدروا يفضلوا كتير مقاطعينك .. في الأول والآخر إنتي أمهم وزي ما قولتي هما بيحبوكي
رفعت أسمهان رأسها وطالعتها بعينان لامعة كطفل صغير تعلق بحبل رفيع من الأمل .. ثم قالت ببسمة فرحة
_ تفتكري هيسامحوني !!
مهرة باسمة بدفء ونظرة مطمئنة
_ هيسامحوكي .. بس الأهم إنك تكوني بجد ندمتي وتوبتي لأن ده مش عقاپ منهم قد ما هو عقاپ من ربنا على أخطائك
استمرت دموعها في السقوط بصمت ثم مدت يديها لكفي مهرة واحتضنتهم بقوة في حنو بين يديها وهي تبتسم لها بشكر وامتنان فبادلتها هي أخيرا الابتسامة الودودة ! ......
بصباح اليوم التالي ........
تجلس بغرفتها فوق مقعدها الهزاز وعيناها ثابتة على اللاشيء بشرود .. منذ أمس ولم تذق النوم قضت الليل بأكمله منخرطة في بكائها وشعور الندم الذي ېقتلها .. حاول أبيها أكثر من مرة تهدأتها لكن دون فائدة وبالنهاية أخذ الصغيرة هنا لتقضي الليلة معه في غرفته بعيدا عن أمها .. عباراته مازالت تدور في عقلها كحلقة لا نهائية .. وتلك الكلمة تستمر في التردد بشكل قاسې في ذهنها حين قال زيها ! .. هي لن تكون أبدا مثلها في أي شيء مهما حدث .. لكن ما لا يعرفه أنه تفوه بكلمة جعلتها تمكث الليل كله في فراشها دون نوم وفقط تسمح لدموعها بمواساتها ! .
حاولت الوصول إليه ومحادثته كثيرا لكنه كان يتجاهل جميع اتصالاتها ولا يجيب عليها .. مما زاد من حزنها وضيقها .. ولم يترك لها حلا آخر لذلك قامت بإجراء اتصال سيفيدها قليلا .. وانتظرت حتى تسمع الرد من الطرف الآخر وفور ردها هتفت
_ أيوة يا ليلى
ليلى بلهجة مهذبة
_ ازيك ياجلنار هانم
جلنار بإيجاز
_ أنا كويسة ياليلى .. عدنان موجود في الشركة
اجابتها بتعجب من سؤالها
_ أيوة موجود اااا.....
قاطعتها جلنار بصوت غريب بعدما حصلت على إجابة سؤالها
_ تمام ياليلى شكرا
وفور إنهاء عباراتها أنهت المكالمة وبقت جالسة مكانها لبرهة من الوقت تفكر بتردد لكنها حسمت قرارها بالنهاية .. ستذهب له وتعتذر منه ربما يلين لها قليلا ويسامحها !! .
بعد ما يقارب الساعة والنصف توقفت جلنار بسيارتها أمام مقر شركة الشافعي .. ثم فتحت الباب ونزلت والقت نظرة مطولة على المبنى أولا قبل أن تزفر بقوة وتتجه بخطواتها للداخل .
كالعادة حين تدخل الشركة جميع الأنظار تسلط عليها وحدها وتتابعها بتفحص حتى تختفي عن أنظارهم وتستقل بالمصعد الكهربائي ! .
لحظات معدودة وتوقف المصعد بالطابق المقصود حيث غرفة مكتبه الخاصة .. فخرجت منه وتحركت بثقة وثبات نحو غرفته .. توقفت أمام الباب ومدت يده للمقبض حتى تفتحه لكن الصوت الأنثوي من خلفها أوقفها
_ جلنار هانم !! .. عدنان بيه مش في مكتبه
التفتت بجسدها للخلف وقابلت ليلى بقسمات وجهه متعجبة ثم سألتها
_ أمال فين !!
تنحنحت ليلى بارتباك بسيط وردت بصوت خفيض يسمع بصعوبة
_ في غرفة الاجتماعات .. كان معاه اجتماع ودلوقتي هو ومروة شغالين هناك
غضنت حاجبيها بعدم فهم لكن غريزتها الفطرية كأنثى حدثتها أن هناك وضع لن
متابعة القراءة