رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ممتلئة بقوتها المعتادة  
_ عدنان .. جلنار ملهاش ذنب أنا اللي طلبت منها تكذب عليك !
الټفت برأسه نحو أمه وحدقها باستغراب مطولا لتكمل هي مفسرة عباراتها  
_ خۏفت إنك تتعصب لما تعرف إنها بتيجي تشوفني هي وهنا وتمنعهم ما يجوا تاني 
طال سكونه التام وسط نظراته الجامدة حتى تحرك بخطوات قوية تجاه غرفة مكتبه محدثا أمه  
_ تعالي يا أسمهان هانم معايا هنتكلم جوا 
نقلت أسمهان عيناها الحائرة بين جلنار وبينه قبل أن تخطو خطواتها وتلحق به لغرفة المكتب .. دخلت وأغلقت الباب خلفها ووقفت تتطلع إليه بحزن وتقول في أسى  
_ مش كفاية بقى يا عدنان عقابكم ليا إنت وأخوك .. كفاية يابني انا بمۏت في بعدكم عني .. سامحني 
تنهد الصعداء وقرر تجاهل عباراتها واقترب منها ليهمس في أعين ثاقبة  
_ أني بتفكري في إيه ياماما .. عايزة تفهميني إنك معقول بالسرعة دي حبيتي جلنار وبقيتي بتدافعي عنها كمان قدامي .. ولا دي حركة ذكية منك عشان تضغطي عليا وتخليني اسامحك وارجعلك .. أصل أنا فاهمك كويس أوي واكتر من أي حد تاني يا أسمهان هانم
هزت رأسها بالنفي في نظرة صادقة تحمل الندم وقالت بمرارة وصوت يحمل بحة البكاء  
_ المرة دي ياعدنان أنا مش عايزة حاجة غيرك أنت وأخوك مبقيش يفرق معايا أي حاجة تاني لا فلوس ولا مكانة ولا غيره .. عايزة ولادي يرجعولي أنا ندمانة على كل حاجة عملتها فيك وفي آدم وفي بباك و جلنار مكنتش تستحق مني كل الكره ده هي ملهاش ذنب إنها بنت نشأت اذيتها وظلمتها كتير وجه الوقت اصلح أخطائي 
تأفف بصوت مسموع وقالت بخنق وأسى  
_ اكتر حاجة ۏجعاني إني مش قادر اثق فيكي .. مش عارف اصدق أمي ! 
تقدمت منه وامسكت بيده في حنو ورجاء هامسة  
_ أنا خسړت ثقة ولادي فيا مرة ولا يمكن اخسرها تاني .. أمك اتغيرت مبقتش أسمهان هانم اللي كله يعرفها .. أنا دلوقتي مستعدة اتخلي عن كل حاجة عشانكم بعد ما كنت عايزة اكسب كل حاجة في نفس الوقت .. بس أدركت أن مينفعش اخد كل حاجة والدنيا خيرتني بينكم وبين الباقي يا اخسركم يا اخسر اللي كنت بسعاله من البداية .. بس يغور كل شيء في سبيل إنكم تكونوا بخير وجمبي ياحبايبي
عيناه تتحدث بدلا عنه تعلن انتهاء العصر الجليدي وشروق الشمس من جديد لكن ذلك لا يمنع أنه مازال بحاجة لبعض الوقت .. سيعود حين تستقر روحه التائهة بمستقرها بين ذراعيها من جديد ! .
أخذ تنهيدة مطولة ثم سحب قبضته بلطف من يدها ورفع كفه يملس فوق ذراعها برفق هامسا مع ابتسامة خاڤتة  
_ خلي بالك من نفسك ياماما 
انهى عباراته واندفع للخارج ليتركها بين حزنها وسعادتها .. تحزن على فشل محاولة أخرى وتسعد لرؤيتها لبريق أمل يلمع على مسافة قريبة موحيا أن شروق الشمس قد اقترب ! .

خرجت مهرة من المكتبة بعدما انتهت من دوام عملها اليومي وأغلقت الباب جيدا ثم وضعت المفاتيح بحقيبتها واستدارت تنوى العودة للمنزل لكن .. ما سقطت عيناها عليه جعلها تتسمر مكانها وهي تستمر في التحديق به بدهشة ! .
رأته يقف على الجانب الآخر من الطريق يستند بظهره على سيارته ويمسك بيده لوحة صغيرة مدون فوقها بخط يده عبارة أنا آسف .. الصدمة المستخوذة عليها جعلتها تقف ببلاهة لا تستوعب من تراه .. حتى فجأة صدح صوت رنين هاتفها بيدها لترفعه وتنظر لاسم المتصل ثم له فتراه يضع الهاتف فوق أذنه ينتظر ردها لتفتح الاتصال وتضع الهاتف فوق أذنها تستمتع لصوته العابث وهي تنظر له  
_ هتفضلي واقفة متنحة كدا كتير ! 
لم تجيبه والتزمت الصمت حتى سمعته يكمل بأسف وحزن  
_ أنا آسف يامهرتي 
فشلت في حجب ابتسامتها التي شقت طريقها لثغرها باتساع وعيناها لا تحيد عنه فتراه يبتسم هو الآخر ويقول في الهاتف بصوت سعيدا  
_ ضحكت يعني قلبها مال 
اتسعت ابتسامتها أكثر التي صاحبتها ضحكة خفيفة ثم انزلت الهاتف من فوق أذنيها وأنهت الاتصال وهي تبتسم له بعشق ثم تحركت نحوه تعبر الطريق ووقفت أمامها تبتسم بخجل لتقرر كسر حاجز التوتر لديها وتقول بمرح  
_ بس أنا مبتصالحش بكلمتين وورقة 
غمز لها بخبث وقال بجراءة  
_ امال بتتصالحي بإيه ! 
لم تفهم مقصده تحديدا لكن النظرة والنبرة أوحت لها أن مقصده دنيء فاغتاظت وقال بخجل امتزج بټهديدها  
_ لا بقولك إيه مش هتحترم نفسك اسحب كلامي وابتسامتي في لحظتها ووريني بقى هتعرف تصالحني ازاي 
قهقه بقوة مجيبا  
_ إيه تسحبي ابتسامتك دي كمان !!!! 
مهرة بغيظ  
_ إنت بتتريق !! .. طب ابقى خد ورقتك دي بقى وانزل بيها على العتبة لم تبرعات 
كانت على وشك المغادرة لولا أنه قبض على ذراعها يوقفها وهو يضحك ويهتف مازحا  
_ الله أنتي قفوشة كدا ليه .. دعابة دي دعابة ! 
ارغمها على الضحك لتقف وتتطلعه بقرف متمتمة  
_ هه اضحكني 
طالعها بقرف مماثل على ردها الساخر والسخيف واردف  
_ لا باردة متضحكش على فكرة ! 
اتسعت عيناها بدهشة واغتاظت من جديد لتهم بالمغادرة مجددا لكنه قبض على ذراعها متراجعا بسرعة عن جملته وضحك بصوت عالي متصنعا ليهتف  
_ ده إنتي دمك عسل ياحبيبتي
كتمت ضحكتها بصعوبة ووقفت من جديد لتسمعه يكمل باسما  
_ طلباتك يابرنسيسة عصرك وزمانك 
هتفت بجدية وتفكير عميق  
_ طريق السعادة يكمن في اقرب الطرق التي تؤدي لمعدتي 
تلاشت ابتسامته وطالعها بعدم حيلة وغيظ ثم القى اللوحة المودن فوقها أنا آسف وقال مغتاظا بجدية  
_ طب وكان لازمتها ايه الرومانسية دي كلها ما كنت
جيتلك بكيلو كباب احسن .. انا استاهل ضړب الجزم اصلا .. اطلعي يامهرة قدامي هنروح نتغدي وقسما بالله لو قولتيلي بعدها لسا زعلانة منك هعلقك 
ضيقت عيناها بدهشة وقالت باعتزاز وضيق مزيف  
_ إنت هتذلني ولا إيه .. لا أنا كرامتي فوق كل شيء على فكرة وبعدين أنا هتغدى بفلوسي 
آدم بنفاذ صبر  
_ على العربية يامهرة ! 
سارت نحو باب السيارة وقبل أن تستقل بمقعدها نظرت له وارسلت قبلة في الهواء هامسة  
_ بحبك 
نجحت في رسم البسمة على وجهه ليقول بوقاحة ضاحكا  
_ عقبال ما تبقى قبلة with touch 
مهرة بغيظ  
_ وقح إنت خسارة فيك الرومانسية أصلا .. وتقولي ليه متبقيش رومانسية مهو عشان وقاحتك 
قهقه بقوة ثم استقل بمقعده المخصص للقيادة واستقلت هي بجواره ثم انطلق بالسيارة ! .

وصلوا إلى منزل نشأت الرازي وقادت جلنار خطواتها السريعة والمنزعجة إلى أعلى حيث غرفتها ليلحق هو بها بينما هنا فبقيت بالأسفل تتابع قسمات وجه والدها المرعبة وڠضب أمها وتسمع صوت شجارهم من الأسفل وهي عابسة الوجه وعيناها دامعة ! .
بالأعلى داخل غرفة جلنار كانت تصيح به مستاءة  
_ مامتك ندمت وعرفت غلطها وأنا سامحتها ومعملتش حاجة غلط لما كنت بروحلها عشان تشوف هنا 
عدنان پغضب هادر وعصبية  
_ تبلغني وتقوليلي مش تطلعي وتدخلي من غير علمي وكمان تكدبي عليا
تم نسخ الرابط