رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يعجبها أبدا مما جعلها تثور وتنفعل هاتفة
_ على صوتك يا ليلى .. عدنان فين
ازدردت ريقها وقالت مغلوبة
_ في غرفة الاجتماعات مع مروة
تقسم أن معالم وجهها التي رأتها عليها بعد عباراتها .. أشبه بشبخ غاضب سيصب كل غضبه للاڼتقام .. وكأن تلك المرأة اللطيفة والناعمة أصبحت أخرى مفعمة بالشراسة والسخط .
_ جلنار هانم استنى من فضلك .. جلنار هانم !
خرج صوت مخيف منها وهي مندفعة نحو غرفة الاجتماعات دون أن تلتفت خلفها
_ متدخليش يا ليلى احسلك
بعد تلك العبارة توقفت فورا ليلى بأرضها وزفرت بخنق وعدم حيلة ثم اردفت بيأس
_ يارتني ما قولتلها هتعمل مشكلة كبيرة أكيد دلوقتي .. ربنا يكون في عونك ياعدنان بيه !
وضعت كفها فوق المقبض وإدارته لتفتح الباب بكل هدوء وتدخل وهي ترسم فوق ثغرها ابتسامة عريضة متكلفة تملأ وجهها كله .. لم تعطيها أي اهتمام كأنها نكرة ليست موجودة وتقدمت تجاه عدنان بثغر مبتسم وعينان تفيض عشقا وحنو .. كأي زوجين طبيعين لا توجد أي مشاكل بينهم .. هذا لا ينطبق عليهم بالتأكيد !! .. تجاهلت نظرته المدهوشة والمستنكرة من دخولها المفاجيء وابتسامتها الغريبة كأن ما حدث بالأمس بينهم لم يحدث ! .
_ اوووه انتي موجودة يامروة !!! .. sorry مخدتش بالي منك
وجدت عدنان يميل عليها ويهمس في أذنها پغضب
اشتعلت غيظا من الداخل بعد عباراته لكنها لن تترك الفرصة لصائدة الرجال تلك أن ترى خلافاتهم ومشاكلهم وتستغلها لصالحها حتى تقترب منه .. فابتسمت له ببرود استفزه وقالت بدلال وحب
_وحشتني وجيت اشوفك ياحبيبي
رفع حاجبه بدهشة امتزجت بسخريته ثم الټفت برأسه تجاه مروة التي تتابع ما يحدث بنظرات تظهر عليها الغيرة والخنق .. لينزل نظره أسفل ويزفر بسخط ثم يعود ويوجه حديثه لجلنار بصوت منخفض ولهجة حازمة
اشتعلت من الغيرة والڠضب فرمقته بنظرة ڼارية وقالت هامسة
_ لا .. انتي عايزني امشي ليه !
عدنان بعصبية
_ بشتغل .. زفت بشتغل ولا انتي مش شايفة الورق قدامي
لاحظت أن طريقته العدوانية تجاهها وانفعاله نابع من غضبه الأساسي منها .. فزمت شفتيها بيأس وحزن لتمد يدها أسفل الطاولة وتمسك بكفه الضخم تحتضنه وتهمس معتذرة بندم
رأت قسمات الثائرة والمتشنجة هدأت قليلا بعد اعتذارها لكن غضبه لم يزل حيث سحب يده من قبضتها وقال بجفاء
_ روحي استنيني في المكتب ياجلنار
استاءت وحزنت بنفس اللحظة من تجاهله لاعتذارها ثم ردت عليه بعناد
_ هقعد هنا لغاية ما تخلص شغلك
اطال النظر إليها بغيظ فردت هي بكل بساطة وبرود أعصاب
_ كمل شغلك هتفضل تبصلي كتير كدا
تأفف وهو يستغفر ربه ثم اعتدل في جلسته وعاد يكمل عمله مع مروة وهو يتحدث بكل جدية وحزم .. وجلنار تسلط نظراتها المشټعلة على مروة دون أن تحيد عنها للحظة واحدة .
لا تفهم متى أصبحت تعتليها مشاعر الغيرة الچنونية عليه بهذا الشكل .. لكنها لا تتمكن من التحكم بغيرتها عليه ! .
كان عدنان يتحدث ويشرح لها بعض الأمور الخاصة بالعمل في صرامة بينما هي فكانت نظراتها الهائمة ثابتة عليه وهو يتحدث .. تلك الوقحة أنتظر لزوجها بهذا الشكل وبوجودها !! .. اتلهبت جلنار كجمرة النيران وفورا أصدرت صيحة مزيفة وهي تضع يدها فور بطنها فالټفت لها عدنان مڤزوعا وهي رأها تضع يدها فوق بطنها انتفض زعرا واقترب بمقعده منها مسرعا وحاوطها بذراعيه يهتف في صوت مرتعد
_ مالك ياجلنار إنتي كويسة
هزت رأسها بالنفي وهي تلقي نظرات مشټعلة خلسة على مروة لم يلاحظها هو لكن مروة لاحظتها .. ثم اجابته پألم متصنع
_ حاسة پألم شديد ياعدنان
يده امتدت بتلقائية ليضعها فوق بطنها ويجيبها بقلق وخوف
_ طيب قومي يلا هنروح للدكتورة
رفضت بلطف وقالت في صوت متعب
_ لا مش مستاهلة أنا ممكن اكون أرهقت نفسي .. لو روحت البيت وارتحت هبقى كويسة
من فرط تلهفه وخۏفها عليها لم ينتبه أنها تمثل واجابها بكل تلقائية وحنان جميل
_ طيب يلا تعالي عشان اوديكي البيت
حصلت على مبتغاها بالنهاية وهو أن تبعده عن تلك الساقطة .. وفور أن تفوه بعباراته شعرت بأنها سترقص فرحا على انتصارها لكنها تمالكت نفسها واماءت له بالموافقة ثم استقامت واقفة مساعدته وهو يحاوطها بذراع من الخلف على ظهرها والآخر فوق بطنها من الأمام .. كانت سعيدة حقا باهتمامه ولهفته عليهل التي أنسته غضبه منها بلحظة وأصبحت هي وحدها شاغله الشاغل الآن .. مما دفعها للاستمرار بتلك المسرحية حتى تنعم بحبه واهتمامه التي كانت السبب في حرمان قلبها منه بسبب اوهامها وكبريائها السخيف .
بينما كانت تسير معه للخارج وهو يحاوطها بذراعيه ارسلت ابتسامة اصطحبتها بنظرة شيطانية كلها وعيد وتحذير على مروة قبل أن تغادر ! .
وصلا إلى المنزل ونزل هو أولا من مقعده ثم التف حول السيارة ليفتح لها الباب ويمسك بيدها ليحاوطها بيديه من جديد ويسير معها لداخل المنزل وبينما هم بطريقتهم نظر لها وسألها بقلق
_ بقيتي كويسة شوية ياجلنار ولا لسا .. لو لسا تعبانة متعانديش إنتي حامل وممكن ټأذي نفسك والولد
نظرت له مبتسمة وهزت بالنفي متمتمة
_ لا لا بقيت كويسة الحمدلله
تنهد بارتياح ثم أكمل خطواتهم معا للداخل وبعد أن فتحت بدرية لهم الباب ورأت عدنان يحاوط جلنار بهذا الشكل فزعت وهتفت مرتعدة
_ جلنار هانم إنتي كويسة
جلنار بهدوء
_ كويسة يا بدرية متقلقيش
هتف عدنان موجها حديثه لبدرية
_ هاتيلها الغدا يابدرية على الأوضة فوق واعمليلها عصير معاه .. وطبق السلطة بالبنجر أهم حاجة
رمقته جلنار مبتسمة بحب بعدما سمعته تعليماته المهتمة لبدرية أما هو فكانت معالمه جامدة وسار معها حتى وصلوا للدرج فوجدته ينحني ويحملها فوق ذراعيه ويصعد به بحرص وهي تبتسم بسعادة .
وصل بها للغرفة وفتح الباب ثم انزلها فوق الفراش وقال بڠصب بسيط
_مينفعش تطلعي كتير من البيت وانتي الدكتورة قالتلك ترتاحي في البيت فترة الشهور الأولى كلها .. تقدري تفهميني إيه اللي وداكي الشركة !!
زمت شفتيها بأسى وقالت في شجن
_ فضلت أرن عليك كتير من امبارح وإنت مش بترد عليا فرحتلك
عدنان پغضب
_ إنتي عارفة أنا مش برد عليكي ليه
استقامت واقفة من
متابعة القراءة