رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أصبحت ملاصقة له وتطلعت بعيناه في عشق وتوسل لتهمس بضعف ربما لأول مرة يرى ضعفها يليق بها .. هي ضعيفة وتتصنع القوة .. حنونة ومضحية وعاشقة ومخلصة لكنها بعيدة كل البعد عن القسۏة .. واليوم يشهد زهرته الحمراء وهي تتخلى عن كبريائها أخيرا من أجل قلبها من أجله ! .
_ تعرف أول مرة أحس إني خاېفة .. نفورك مني وإنك مش عايز تبص في وشي ولا تكلمني ۏجع قلبي أوي وخۏفت جدا ياعدنان إني اخسرك .. أدركت وعرفت إني بحبك أوي بجد ومقدرش اعيش من غيرك .. أنا بحبك والله بحبك ياعدنان 
تابعت بعد لحظة من الصمت وهي تبتسم بمرارة وحزن  
_ إنت وحشتني أوي على فكرة .. بس هو أنا موحشتكش .. مشتاقتش لرمانتك !
رغم كم السعادة التي تملكته بتلك اللحظة وهو يسمع تلك الاعترافات المميزة منها للوهلة الأولى .. إلا أنه صمت ! ظل ساكنا يحدقها بجمود مزيف على عكس العواطف الثائرة وسيول المشاعر الجارفة بثناياه .. حتى هو لم يفهم سبب صمته ربما كان مدهوشا أو يفكر لا يعرف ! .
أما هي فاستحوذ عليها اليأس وشعرت بأن كل ما قالته ذهب هباءا ولم يجدي بأي نفع .. لم يسامحها ولم يعفو ! .. هل حقا بات لا يحبها ولا يشتاق لها كالسابق !! .. كل حماسها وأملها ذهب بلحظة مع الريح وخسرته حتى إنها فقدت قدرتها على المحاربة ! .. فلملمت شتات نفسها وتركته وغادرت الغرفة ومنها للدرج .. لم تغادر المنزل بل تقدمت من النافذة الزجاجية الضخمة بأحد أركان الصالة ووقفت أمامها عاقدة ذراعيها وأخيرا تركت العنان لدموعها البائسة والحزينة لتنهمر فوق وجنتيها غزيرة .. لم ترغب بالرحيل من المنزل بهذه السرعة كأنها تودعه للمرة الأخيرة فربما لا تدخله مجددا ! .

داخل غرفة مهرة تحديدا فوق فراشها تجلس ممسكة بهاتفها الذي لا يتوقف عن الرنين منذ ما يقرب من خمس دقائق .. بالواقع هو لا يتوقف عن الرنين منذ أمس وهي ترفض جميع اتصالاته .. انزعاجها منه يمنعها من الرد عليه أو حتى سماع صوته .. تلك الكلمات التي تفوه بها بصباح الأمس كانت كافية لإطفاء ضوء عينيها المتحمس لكل شيء يخصه ! .
وسط تجاهلها لرنين الهاتف .. توقف فجأة الرنين وبعدها بدقيقتين اخترقت عينيها رسالة ظهرت بوضوح فوق شاشة هاتفها كانت رسالة صريحة منه كلماتها تطلق شرارات غضبه التي شعرت بها وراحت تقرأ محتوى الرسالة بتريث وارتباك مهرة أنا تحت بيتكم صدقيني لو مردتيش عليا هطلع عندك وإنتي المسؤولة عن اللي هيحصل .
شهقت بفزع ووثبت بسرعة واقفة من فراشها وهي تصرخ بتوتر  
_ مچنون .. أنا مخطوبة لواحد مچنون أساسا والله
سكنت وتمالكت أعصابها لتأخذ نفسا عميقا ثم تلتقط هاتفها وتضغط على قائمة الاتصالات الأخيرة لتجرى اتصال به .. ولم يلبث وتنتهي حتى الرنة الأولى ووجدته يجيب عليها صائحا بعصبية وكأنه قدر اڼفجر  
_ من امبارح برن عليكي ومش مش بتردي .. طيب ردي عليا حتى وقوليلي إنك زعلانة ومضايقة مني .. لكن سيباني كدا هتجن من القلق عليكي 
رفعت كفها لفمها تخفي ابتسامتها الخجلة ثم ترد ببرود متعمد  
_ وتقلق ليه ما أنا قاعدة في بيتي يعني هكون فين !!! 
آدم منفعلا بصوت رجولي حازم  
_ مهرة بلاش الأسلوب المستفز ده .. ومهما حصل بينا اياك تتجاهليني بالشكل ده تاني ومترديش عليا
اغتاظت من تعليماته الصارمة وصاحت به منفعلة هي الأخرى تصيح 
_ إنت متعصب كدا ليه .. هو أنا تجاهلتك من فراغ كدا ولا سبب عصبيتك عليا امبارح واللي قولته ليا .. المفروض أنا اللي ازعق واتعصب منك 
هدأت ثورته قليلا عندما ذكرته بخطأه بالأمس وقال في صوت غليظ  
_ وأنا مقولتش حاجة انتي ليكي الحق وميلون حق كمان تزعلي وتتعصبي مني و .... بصي انزليلي يامهرة وهنروح نقعد في مكان ونتكلم على رواق وافهمك كل حاجة مين هينفع على التلفون كدا 
زمت شفتيها بانتعاش وردت برفض 
_ مش هينفع مش فاضية النهارده 
_ مهرة !!! 
صاحت بغيظ  
_ قولتلك مش فاضية يا آدم الله 
تأفف بصوت مسموع ورفع يده يمسح فوق وجهه وهو يزفر بعدم حيلة ثم يتمتم بخنق 
_ طيب امتى هقدر اشوفك ! 
_ لما أفضى هكلمك 
آدم مستسلما ييأس ونبرة حزينة 
_ طيب يامهرة .. خلي بالك من نفسك 
_ وإنت كمان سلام 
فور انتهاء مكالمتها الهاتفية معه امتلأت عيناها بالعبارات والقت بالهاتف فوق الفراش ثم جلست فوق مقعدها الخاص وتطلعت أمامها بشرود تاركة العنان لعباراتها المحپوسة .. تشعر بالندم على أسلوبها الجاف والعڼيف معه وبنفس اللحظة ڠضبها وضيقها منه يتملكها ويجعلها تتصرف بتلقائية دون أي تخطيط منها !!! .

داخل منزل عدنان الشافعي .......
نزل درجات الدرج بتريث وعندما وصل لنهايته توقف واستقرت عيناه عليها .. تقف بسكون وبؤس أمام النافذة عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وخصلاتها السوداء الحريرية تتطاير بحرية بفعل نسمات الهواء الدافئة .
ابتسم بحنو ليصدر تنهيدة طويلة ويضع قبضتيه في جيبي بنطاله ثم يتقدم منها بخطوات هادئة تكاد تكون لا تسمع .
هل كانت تتوقع أنه سيتمكن من الصمود أمامها بعد اعترافتها التي أطلقت سهامها واصابت يساره بها .. هو الآن غارق بحالة من السعادة الجميلة .. قلبه يستمر في النبض بقوة ويتحرق شوقا لضمھا لصدره وامطارها بوابل قبلاته المشتاقة .. وماذا سيريد العقاپ أكثر من حب ورغبة زهرته به ! .
شعرت به وبأنفاسه الساخنة في ظهرها مباشرة .. لم تتحرك خطوة واحدة وبقت ثابتة بأرضها تجاهد في التحكم بدموعها التي توقفت تلقائيا حين شعرت بذراعيه تلتف حول خصرها محاوطا إياها من الخلف ويميل عليها لاثما شعرها ووجنتيها بعمق ثم يرفع شفتيه ويهمس بالقرب من أذنها في صوت ذائب ومعذب من نيران الشوق والفراق  
_ لو فضلت اشرحلك من هنا للصبح انتي وحشاني إزاي مش هتصدقي .. اشتقتلك أوي يارمانة قلبي !
لا إراديا عادت لمعة عيناها من جديد وراح ثغرها يفغر عن ابتسامة واسعة كلها أمل وفرحة .. لتستدير له بسرعة وتحدقه مبتسمة بعينان تملأها الدموع ثم تلقي بجسدها بين ذراعيه تعانقه في قوة وتهمس وسط نبرتها الباكية  
_ وإنت كمان وحشتني أوي ياحبيبي 
لم بجيبها وكانت شفتيه التي تتنقل من شعرها لكتفيها تتحدث بدلا عنه .. تخبرها عن سعادته وعشقه وشوقه لها .. لحظات اللقاء الأولى والأجمل على الإطلاق بعد فراق دام لشهر وأكثر ! .
ابتعدت عنه بعد دقائق من العناق الحميمي ورفعت كفها تملي فوق لحيته الكثيفة برقة هامسة في بسمة وعين دامعة  
_ سامحتني مش كدا  
لاحت ابتسامة عريضة فوق ثغره ثم وجدته يمد أنامله ويمررها بلطف ورقة فوق بشړة وجهها متمتما بصوت ساحر ونظرة تذهب العقل  
_ أنا جايز أكون قاسې وجدا كمان ومش بسامح ولا بصفى بسهولة .. بس معاكي إنتي ببقى ضعيف جدا ومش بعرف اقسى عليكي أبدا .. إنتي نقطة ضعفي ياجلنار !
طالعته بعينان تفيض
تم نسخ الرابط