رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

من فراشها في خطوات هادئة .. وقف لدقيقة كاملة يتأملها بصمت وعينان تنضج بالشوق والخزن ثم جلس على حافة الفراش وبعد تفكير عميق مد انامله مترددا خشية من أن تشعر به وراح يتحسس برقة بشړة وجهها الناعمة وكذلك خصلات شعرها السوداء كسواء ذلك الليل .. حين يراها وهي نائمة هكذا بكل هدوء تبدو تماما كملاك جميل نائم عكس تلك المرأة الشرسة والعنيدة التي يراها بالصباح ! .. وأن كان يجب عليه الاعتراف فهو يعشقها بكلتا الحالتين !! ....
مال عليها بقبلة مطولة يصب بها بعضا من شوقه لها .. قبلته كانت تتحدث بدلا عنه وتعبر عن كل تخطبات نفسه التائهة في فراقها عنه ! .
ابتعد بعد دقائق حين شعر بتلك الدموع المتمردة ستخونه وتسقط ليهب واقفا يهم بالرحيل لكن ملمس يدها الناعمة وهي تتعلق بيدها جعله يتصلب بأرضه .. يبدو أن أحدهم كان يتصنع النوم !! .. الټفت برأسه لها ليجدها تعتدل في نومتها وتطالعه بعينان لامعة بالندم والأسف وتهمس  
_ خليك ياعدنان
طالت نظراته الصامتة والدقيقة لها قبل أن يستدير مجددا ينوى الرحيل لكنها أسرعت هذه المرة ووثبت واقفة تلحق به وتقف حاجزا بينه وبين الباب تمعنه من المغادر هاتفة بأسف ورجاء  
_ أنا آسفة ! 
بقى صامتا دون أن يجيب يتصارع مع ذلك الصوت الذي ېصرخ عليه بأن يقبل اعتذارها .. لكنه عناده وأبعدها برفق من أمام الباب هامسا في خفوت  
_ تصبحي على خير
جملة مغايرة تماما عن اعتذارها وندمها وتلك اللمعة التي بعيناها وتصرخ بشوقها له .. ألم يرى الرغبة الجامحة بعينيها !! .
تركته يرحل وهي مصډومة ودموعها تنهمر بصمت فوق وجنتيها .. لوهلة انتابها شعور باليأس وأنه لم يعد يريدها حقا أو يحبها كالسابق لكن جملة أسمهان قذفت بذهنها وإعادتها لوعيها تبقى غبية بجد ياجلنار لو فكرتي كدا .. عدنان مستحيل يكون مش عايزك هو بس عايز يحس بتمسكك بيه وحبك ليه زي ما هو بيحبك .. هو حس كتير إنك بيعاه ومش عايزاه وده اللي مضايقه اكتر من موضوع فريدة .. ربما قد حان دورها هي لتثبت له حبها !!! .

بصباح اليوم التالي ........
بعد تفكير طويل وعميق طوال الليل حسمت قرارها بأن اليوم سيكون هو بداية النهاية .. لكن لن تكون نهايتها هي بل النهاية التي أرادها هو منذ البداية ! .
وها هي تقف الآن باب منزلها .. اخرجت المفتاح ووضعته بالقفل ثم فتحت الباب ودخلت .. أخذت نفسا عميقا فور دخولها تعد نفسها لمعركة ليست هينة في محاولة نيل مسامحته واصلاح خطأها .
قادت خطواتها المتريثة للطابق العلوى من المنزل وهي تبتسم بحب وحماس امتزج ببعض الخۏف .. وبيننا كانت منشغلة بالتفكير إذا بها فجأة تجد نفسها أمام باب غرفتهم .. تنفست الصعداء مطولا ثم مدت يدها للمقبض وفتحت الباب برفق شديد لتدخل وكما توقعت كان مازال نائما في فراشهم ولم يستيقظ بعد .. علت شفتيها ابتسامة عريضة ومتشوقة لتتقدم منه وتجلس بجوار رأسه في الفراش وتتمعن النظر به وهو نائم تتأمله مبتسمة بحب .. رغم أن لحيته وشاربه نموا وأصبحوا أكبر إلا أنهم لم يزيدوه سوى وسامة ورجولة .. لا تعرف ما المشاعر الشوق والحب الجامحة التي تسيطر عليها هذه ربما قد تكون بسبب هرومانات الحمل أو لا تدري ! .. لكنها وجدت نفسها دون أي تردد أو تفكير تدنو منه وتلثم وجنتيه بقبلات عميقة وحارة .. ولم تتدارك نفسها إلا حين رأته يفتح عيناه ويتطلعها بنظرة مذهولة .. بعدها فورا وجدته يلتفت برأسه حوله وكأنه يتأكد أنه استيقظ ويعود وينظر لها مجددا لتخرج من بين شفتيه الطف واغرب جملة على الأطلاق تخيلت أن تسمعها منه  
_ هو أنا لسا بحلم ولا إيه !!!
....
_ الفصل التاسع والستون _
ارتفعت البسمة العريضة لشفتيها فور اختراق جملته الغريبة أذناها .. واستمرت بالتحديق به مبتسمة حتى رأته يعتدل جالسا ويطالعها باستغراب وعدم فهم فاقتربت هي منه أكثر وهمست بنظرات كلها رقة ودلال  
_ إنت كنت بتحلم بيا !! 
لم يبتسم ولم يبدي ردود أفعاله الاعتيادية المحملة بالحنو والعبس بل بدا لها جامدا متبلدا المشاعر يستمر في التحديق بها بصمت حتى سمعت صوته الصلب على عكس النبرة الهلامية والعاطفية التي سمعتها منذ لحظات  
_ بتعملي إيه هنا 
عبس وجهها وتلاشت ابتسامتها كليا .. ذلك السؤال شبه الاستنكاري منه ازعجها بشدة .. باتت لا تدري أهو يتصنع القسۏة ليعاقبها أم أنها ردود أفعال تلقائية منه نابعة من بغضه ونفوره الحقيقي منها ! .
للحظة انتابها شعور سيء بالرغبة في البكاء وعيناها لمعت بعبارات صادقة لكنها شدت على محابسهم ومنعتهم من السقوط .. واستجمعت رباطة جأشها لتهمس بصوت مبحوح وهي تتطلع بعينها في ثبات وندم 
_ مش كفاية بقى ياعدنان .. أنا عرفت غلطي وندمت متقساش عليا ! 
ابتسم لها بمرارة وقال في جفاء جسده بمهارة أمامها  
_ لما دي بنسبالك قسۏة أمال انتي كنتي إيه بقى !
أطلق سهمه بعبارته في الهدف بالضبط حيث جعلها تتصلب مكانها مدهوشة لا تقوى على الرد .. لكن سرعان ما وثبت واقفة تلحق به بعدما وجدته غادر الفراش وقبضت على ذراعه توقفه وتهتف ببؤس وعينان دامعة 
_ كان لازم اثق فيك ومسمعش لوساس عقلي .. وكان لازم اصدقك واسمع منك الأول واحكيلك اللي شوفته .. عارفة إني كان لازم اعمل كل ده بس كمان ڠصب عني حط نفسك مكاني للحظة واحدة وصدقني هتعذرني شوية .. أنا دايما كنت بخاف من شبح الماضي اللي اسمه فريدة ورغم إني عارفة انك مستحيل ترجعلها بعد اللي عملته .. بس دايما كنت ببقى خاېفة تكون لسا بتحبها كان عقلي دائما بيفضل يحاول يقنعني بكدا .. ولما حسيت أن ليك فترة متغير بتتكلم في التليفون بعيد عني ومش بتقعد في البيت وبتيجي وش الفجر ڠصب عني شكيت ولما راقبتك وشوفتك داخل عندها قولت كدا أنا كل شكوكي صح وتخيلت إنك خلاص هترجعلها .. الحاجة الوحيدة اللي جات في بالي لحظتها إن الماضي هيرجع يعيد نفسه تاني وهترجع معاناتي من أول وجديد وأنا مهمشة ومليش وجود في حياتك وهرجع احس أن سبب وجودي الوحيد هو الأطفال .. في الوقت ده افتكرت كل حاجة ومكنش في بالي غير حاجة واحدة وهي اني لو كملت للحظة تاني هكون بهين نفسي وكرامتي من تاني
سكتت للحظة حين شعرت بعدم قدرتها على استكمال الحديث وشعرت بغصة مريرة في حلقها ودموعها تتصارع في السقوط فوق وجنتيها .. لكنها عاندت ضعفها أمامه واكملت بعينان يملؤها الرجاء والندم مع صوت يحمل بحة باكية  
_ أنا عارفة إنك هتستنكر طريقة تفكيري واني ازاي فكرت كدا بس حتى أنا مش عارفة .. أنا آسفة ياعدنان المرة دي أنا اللي بطلب منك فرصة تاني لعلاقتنا وحبنا واوعدك إني لا يمكن اكرر غلطتي تاني
سكتت وتقدمت خطوة منه حتى
تم نسخ الرابط