رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

فوق وهي نايمة يطمن عليها وبعدين ينزل ويمشي .. ومنبه عليا للأسف إني مجبلهاش أي سيرة إنه بيجي كل ليلة
تملكت الدهشة من آدم للحظات وهي مستمر بالتحديق بسماح مذهولا من تصرف أخيه غير المتوقع أبدا .. فڠضب عدنان يفوقه بشكل مرعب وأن يأتي ويطمئن على أمهم كل ليلة بهذا الشكل رغم غضبه منها حدث يدعو للذهول حقا .. وعلى الرغم من صډمته إلا أن البسمة تلقائية شقت طريقها لثغره وتمتم بصوت منخفض  
_ مغلطتش ماما لما قالت عليك عقاپ ياعدنان 
ثبت نظره على سماح وقال بهدوء تام  
_ طيب يا سماح أنا هطلع أشوفها اطمن عليها 
أماءت لها بالموافقة باسمة وبعد أن خطا أو خطوتين وجدته توقف والټفت برأسه لها ثم همس بابتسامة غريبة ونظرة منذرة  
_ طبعا أنا مش محتاج انبه عليكي كمان ياسموحة !
وختم عباراته وهو يرفع يده ويضم كل من سبابته وابهامه معها ويسير بهم على طول شفتيه في حركة مشهورة تعنى التزام الصمت وعدم التحدث .. فتتنهد هي الصعداء بعدم حيلة وتبتسم وسط أماءت رأسها لها بالموافقة امتثالا لاوامره ! .

داخل غرفة الاجتماعات بشركة أل الشافعي ......
كان عدنان يقضي شطرا من الليل ينهي بعض الأعمال المتبقية وبصحبته حاتم الذي يجلس على الطرف الآخر من الطاولة ويعمل أمام حاسوبه النقال .. وبين كل لحظة والأخرى كان يرفع عيناه ويلقي نظرة متعجبة على عدنان الذي تارة يجده يعمل وتارة شاردا بملامح وجه مريبة !! .
طوال الفترة السابقة من خلال عملهم معا يوميا كان يشهد على حالات مزاجية متعددة له .. أغلبها كانت اليأس والحزن وكأنه تائه يبحث عن مستقره المفقود .. ينقصه شيء بحياته ولا يمكن المتابعة بدونه .. بالمعنى الأدق كان ينقصه وجود زوجته وابنته ! .. والليلة حالته مختلفة تماما على تلك الحالات التي شهدها خلال الفترة السابقة ! .
لحظات معدودة وذلك الشرود أصبح مصحوبا بابتسامة عاطفية تلمع بعيناه كشرارة العشق .. لم يتمكن حاتم من منع ضحكته التي انطلقت بصمت فوق شفتيه وترك حاسوبه ثم اعتدل في جلسته ليجعل مقعده مقابلته مباشرة ويستمر في التحديق به مبتسما على أمل أن ينتبه له ويفيق من بحار العشق الغارق بها .. لكنه لم ينتبه فزدادت ضحكته اتساعا وبتلقائية أصدر صوت صفير خفيف بشفتيه مصحوبا بنظرته الخبيثة .. وأخيرا خرج عدنان من قوقعته وانتبه لذلك المتطفل الذي يشاركه بنفس الغرفة .
تقوست ملامح وجهه وأخذت شكل الصلابة والحزم وهو يهتف بخشونة  
_ في إيه !! .. ما تاخدلي صورة احسن !!! 
حاتم ضاحكا بعبث  
_ أن جيت للحق شكلك محتاج يتبروز فعلا 
تأفف بنفاذ صبر ثم اجابه ببرود وهو يعيد نظره للحاسوب  
_ أنا مش فايقلك ياحاتم 
الأيام السابقة لم تصنع تغيرا بعلاقة ابطالنا فقط بل التغير شمل الجميل .. حتى حاتم وعدنان بعد أن كانوا أشبه بأعداء باتت علاقتهم أكثر صداقة !!! .. ربما عملهم معا حتم عليهم التعامل كأصدقاء وليس كأعداء !! .. لكن ذلك لم يمحي السبب الرئيسي في بغضهم لبعض فحين ينطق اسم جلنار على لسان حاتم يصاب عدنان بالجنون .. واليوم هو تعمد أن يلفظ باسمها أمامه بسبب حالته العاطفية الغريبة  
_ أخبار جلنار إيه ! 
نظرة عدنان الممېتة كان كافية لجعله ينفجر ضاحكا ويتمتم بعبث  
_ طيب بلاش شغل الړعب ده .. أنا كنت بجس نبض بس ! 
_ نبض إيه ده !!!
سكت للحظة ثم سأله باسما بود ورزانة 
_ إنت وهي رجعتوا لبعض  
عدنان بغلظة صوته الرجولي  
_ حاجة متخصكش ! 
ابتسم على رده المتوقع ثم أجاب بهدوء تام 
_ حاجة متخصنيش فعلا .. بس تقدر تقول مهتم لأمرك خصوصا بعد ما شوفت بعيني حبك ليها إزاي
رمقه بطرف عيناه في ابتسامة تبدو استنكارية لكنها على العكس تماما .. ولم يتحدث لدقيقة كاملة حتى قال بالاخير في لطف  
_ اطمن أنا أساسا لا يمكن اتخلى عنها أو أسمح إنها تفارقني .. النهاية محتومة من البداية 
وختم عبارته الأخيرة بغمزة ثقة منه جعلت حاتم يضحك بخفة ويجيب مرددا خلفه ومؤيدا لرأيه  
_ النهاية محتومة من البداية ! 
تبادلوا النظرات المبتسمة في إشارات في يفهمها سواهم ! .

ساعات قليلة مرة ومع تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل .......
وصل عدنان لمنزل نشأت ووقف أمام الباب يطرق بيده عدة طرقات خفيفة وبعد برهة من الانتظار فتحت له بدرية الخادمة واستقبلته كعادتها بحرارة وترحيب حار ثم أخبرته بأن الصغيرة وجلنار بغرفتها بالأعلى .. فسار هو وصعد الدرج للطابق حيث الثاني حيث غرفة رمانته .
وصل أمام الباب ووقف للحظة ثم مد يده وأمسك بالمقبض ليديره بكل بطء ويفتح الباب ثم يدخل لتقع عيناه على ابنته التي تجلس فوق فراش أمها وتمسك بيدها طلاء أظافر تحاول طلي أظافرها به .. تصلب بأرضه وهو يحدقها مدهوشا وباسما .. بينما هي ففور وقوع نظرها علي أبيها وثبت واقفة وهي تصرخ بفرحة 
_ بابي ! 
لم تركض عليه كعادتها بل كانت ترفع يدها لأعلى خشية من أن تخرب طلاء أظافرها الذي رسمته بشكل غير منظم .. وتابعته وهو يقترب منها ويبتسم بدهشة متمتما  
_ بتعملي إيه ياهنايا !!! 
أجابت هنا بكل رقة  
_بحط مانيكير يابابي 
_ طيب وهو ينفع ياروح بابي نفصل سهرانين لغاية دلوقتي عشان نحط مانيكير ! 
ابتسمت له بلطافة اذابت قلبه وهمست بملامح طفولية اثرته بالكامل  
_ آسفة يابابي مش هتكرر تاني 
رأته يقترب ويدنو منها كالمغيب ليلثم وجنتيها ويديها بمشاعر أبوية جياشة ويهمس بهيام  
_ياقلب وعيون بابي .. وريني كدا المانيكير ده على إيدك ! 
رفعت أمامه اصابع يد واحدة بكل حماسة وهي تضحك ورغم أن شكله لم يكن جيدا إلا أنها وجدته يحتضن كفها الصغير ويرفعه لشفتيه ليلثم ظاهره بكل لطف هامسا في غزل اخجلها  
_ الله ده إيه الجمال ده .. أجمل إيد تحط مانيكير .. وأجمل هنا في الدنيا دي كلها .. فين ايدك التانية وريني 
ردت الصغير بخجل من غزل أبيها بها وهي تضحك برقة  
_ لسا معملتش إيدي التانية 
غمز لها بخبث وتمتم بمرح وحب  
_ إيه رأيك احطلك أنا إيدك التانية  
لمعت عيناها بحماس وفورا هزت رأسها بإيجاب توافق على فكرة أبيها .. وسرعان ما جلست فوق الفراش ومدت يدها لها وباليد الأخرى كانت تعطيه زجاجة الطلاء ليضحك هو على حماسها ويجذب الزجاجة من يدها ثم يجلس مقابلتها ويمسك بيدها بكل نعومة وبيده الأخرى يمسك بفرشاة الطلاء وراح يرسم بكل دقة فوق كل ظافر من أظافرها الصغيرة وهي تتابعه مبتسمة بسعادة .
خرجت صيحة عالية منها بشهقة مزعورة وهي تقول  
_خلي بالك يابابي كدا شكل ايدي هيبقى وحش لو محطتش المانيكير كويس ! 
علت صوت ضحكته الرجولية وملأت الغرفة ليجيبها باسما  
_ لا مټخافيش مش هيبقى شكلها وحش انا مخلي بالي أهو 
وبينما كان منشغل وهو والصغيرة برسم أظافرها بالطلاء خرجت جلنار من الحمام بعد انتهائها من حمامها المسائي الدافيء
تم نسخ الرابط