رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ياروح بابي .. بكرا الصبح ان شاء الله هجيلك واخدك معايا الشركة كمان إيه رأيك 
هنا بصيحة سعيدة  
_ هييييه .. أنا بحبك يابابي 
_ وأنا بعشقك ياحياة بابي كلها 
تابع بعد لحظة من الصمت يسألها بترقب  
_ مامي جمبك 
هزت بالإيجاب ومالت بالهاتف نحو جهة أمها حتى تظهر بالكاميرا .. فطالت نظرته إليها بصمت ثم تمتم بخفوت  
_ عاملة إيه  
جلنار بصوت هاديء  
_ كويسة الحمدلله 
ترددت كثيرا قبل أن تتفوه بجملتها التالية وقررت في النهاية أنها لن تقولها لكن فشلت في كتم لسانها الذي تحدث بدافع الاهتمام والقلق  
_ الجو برد متقعدش كدا والبس هدومك ممكن تتعب 
لوى فمه بغيظ ورد في مستنكرا  
_ فارق معاكي أوي يعني ! 
أشارت بنظرها على هنا التي تجلس بجوارهم وتسمعهم فتمتمت في لهجة حازمة حتى لا يتابع كلامه امام مسامع ابنتهم  
_ احم .. خدي ياهنون كلمي بابي 
ابتسم مغلوبا ثم تابع كلامه مع ابنته وكان حديثهم يغلفه الضحك والمرح .. لتستمر المكالمة لدقائق طويلة حتى وضع هو رأسه على وسادة الفراش الفارغ من زهرته وانهى الاتصال بعد أن غلبه النوم وعيناه بدأت تنغلق من تلقاء نفسها .
أعطت هنا الهاتف لأمها وتمددت هي الآخرى فوق الفراش تضع رأسها فوق الوسادة ممتثلة لأوامر والدها قبل أن ينهي المكالمة عندما قال لها أن تخلد للنوم .. فابتسمت لها جلنار وتسطحت بجوارها ثم أطفأت ضوء الغرفة ونامت معها .....
 
بصباح اليوم التالي ..........
فتحت زينة الباب الخلفي للسيارة ووضعت به جميع الأكياس الممتلئة بتسوقها المختلف في جميع المحلات وأغلقت الباب بعد ذلك .. ثم فتحت الباب الأمامي واستقلت بالمقعد المجاور له لتسمعه يتأوه بصوت منخفض فتقول ببرود كاتمة ضحكتها  
_ مالك ياهشام  
هشام بقرف وغيظ  
_ مليش رجليا بس اتشلت من كتر اللف 
كانت ستنطلق منها ضحكة عالية لكنها كتمتها بصعوبة وردت عليه في إشفاق  
_ لا متقولش كدا بس .. بعد الشړ عليك هو أنا ليا مين غيرك بس ياهشومتي 
رمقها بطرف عيناه وابتسم ثم قال بمكر  
_ المفروض اتثبت يعني بعد هشومتي دي مثلا ! 
زينة بدلال ضاحكة  
_ كلك نظر يابيبي 
هشام بضحكة مغرمة  
_ ماشي يازينة فداكي مع إني عارف إنك صمتتي اروح أنا معاكي اڼتقاما مني عشان خناقتنا من يومين 
أشارت على نفسها بسبابتها تتصنع الصدمة والبراءة مجيبة  
_ أنا لا طبعا .. أنا لا يمكن أعمل كدا أصلا
_ لا والله .. امال مرضتيش تاخدي صحبتك وتطلعي إنتي وهي ليه
زينة بسخط مزيف حتى تخفي حقيقة نواياها الشريرة  
_ عشان كنت عايزة تروح إنت معايا .. ده جزاتي يعني إني حابة تكون معايا في كل حاجة قبل كتب كتابنا .. ولا قول بقى إنك من اولها زهقت مني ومليت ومش مستحملني ولا عايز تخرج معايا .. قول متخفش ما أنا فهمتك خلاص أص......
صاح بها يسكتها عن الكلام بصوته الرجولي  
_ بس إيه العبط ده .. زهقت ومليت إيه إنتي هطلة يابت
زينة مغتاظة محاولة التهرب بأي طريقة من زواجهم الذي سيكون بعد أيام معدودة 
_ متغلطش فيا لو سمحت .. أنا كنت بقول من الأول أصلا إن موضوع كتب الكتاب علطول ده مينفعش .. شوفت ادينا مش متفقين مع بعض يبقى نخليها خطوبة الأول ونأخر كتب الكتاب .. خلاص هي خلصت على كدا مفيش جواز ياهشام
التهبت عيناه وتحول إلى وحش مفترس فور تفوهها بتلك الكلمات .. حيث وجدته يجذبها من لياقة قميصها إليه ويقول مغتاظا بعصبية  
_ قولي بقى إن كل اللي بتعمليه ده عشان نلغي كتب الكتاب .. طب إيه رأيك هيتم يازينة عند فيكي .. ومتحطيهاش في دماغي وتستفزيني احسن اقسم بالله اخدك دلوقتي على المأذون عدل واكتب عليكي .. قال خلصت قال !!
زمت شفتيها بيأس وقالت مغلوبة  
_ إنت قلبك قاسې ومعندكش رحمة على فكرة 
غضن حاجبيه مستنكرا جملتها ثم سألها بلهجة صارمة ومنزعجة حقا  
_ زينة هو إنتي مش عايزة تتجوزيني بجد ولا إيه ! .. لو مش عايزة قولي وإنتي عارفة إن أنا لا يمكن اقبل .....
كتمت على شفتيه بكفها تمنعه من استرسال حديثه السخيف وقالت بضيق  
_ إيه اللي بتقوله ده ياهشام .. لا طبعا عايزاك وبالعكس فرحانة أوي كمان .. هو أنا لو مكنتش عايزة كنت نزلت ولفيت واشتريت كل الحجات دي معاك 
لانت حدة ملامحه وهدأت عاصفته ليقول بخنق  
_ امال مش عايزة نكتب كتب الكتاب ليه ! 
اعتدلت في جلستها وشبكت أصابعها ببعضهم وراحت تفركهم بتوتر وتجيبه بخجل دون أن تنظر إليه  
_ لا عايزة .. بس بصراحة متوترة ومكسوفة شوية وعايزة أجله بأي شكل .. يعني مهما كان كتب الكتاب بيكون ليه هيبة مختلفة
ثم سكنت للحظة وتابعت بسرعة في استحياء شديد  
_وبصراحة كدا خاېفة منك .. عشان إنت هتستغل إن اتجوزنا 
قهقه بقوة وأجابها ببراءة مزيفة وحزن  
_ خاېفة مني أنا برضوا .. أخص عليكي ياحبيبتي ده أنا هبقى جوزك حتى في واحدة تخاف من جوزها
زينة ساخرة منه بوجنتين يغمرهم اللون الأحمر  
_ ياسلام صدقت أنا كدا لما عملتلي نفسك بريء .. يعني مش هتعملي حاجة ! 
اكمل ضحكة ثم تابع مشاكسته بنظرة مذيبة للعقل  
_ أبدا .. أنا بس كل يوم هاجي عندكم البيت واخدك في حضڼي واطبطب عليكي لغاية ما تنامي وبعدين امشي
ضړبته في كتفه مغتاظة وردت مبتسمة بعدم حيلة منه  
_مستفز .. طيب يلا اتحرك بالعربية عشان ماما مستنيانا في البيت ولو اتأخرت عليها هتبهدلني 
ارسل لها غمزة لئيمة بعيناه وسط بسمة ثغره الجذابة التي جعلتها تصبح كحبة الكرز الأحمر واشاحت بوجهها بسرعة للجهة الأخرى بعيدا عنه .. بينما هو فضحك وحرك محرك السيارة لينطلق بها متجها إلى منزلها منزل خاله .

داخل منزل نشأت الرازي .........
هتف نشأت بضيق وڠضب بسيط  
_ يعني إيه رديتها ياعدنان !!! 
عدنان ببرود تام 
_ يعني رديتها فيها إيه دي مش مفهوم يا نشأت .. مراتي ورديتها لعصمتي 
_ وإنت مش طلقتها وكنتوا متفقين على الطلاق وقولت إنك مش هتجبرها عليك واللي هي عايزاه هيتم
تنهد عدنان الصعداء مطولا وقال بخفوت وضعف يظهره أمام نشأت لأول مرة  
_ حصل .. بس غيرت رأى بعد كدا وأدركت غلطي .. هي غلطانة ومكنش ينفع اهاودها في الغلط من البداية واسمح بفراقها عني هي وولادي 
سكت لثانية ثم تابع بصدق ملحوظ في نبرته ونظرته  
_ أنا بحب مراتي ومش مستعد اخسرها .. واعتقد إنك هتفهمني يانشأت 
لانت ملامح نشأت المتشنجة ثم رمقه بنظرة مترقبة وسأل في صرامة  
_ وفريدة إيه علاقتك بيها ! 
عدنان بعدم فهم واستنكار  
_ نعم !!! 
نشأت في ڠضب  
_ جلنار شافتك وإنت داخل عندها الشقة !
هيمن عليه السكون الممتزج بدهشته .. وبعد برهة من التفكير توقع سبب كل ما فعلته وشكها به بأنه لا يحبها ومازال يكن الحب لزوجته السابقة .. تلك الحمقاء هدمت كل شيء وفرقت بينهم فقط من أجل ذلك ودون أن تسأله حتى ماذا
تم نسخ الرابط