رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وستون الي السبعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

 
_ روحي ياسماح هاتيلها العشا والعلاج 
اشرق وجهه الأخرى وهزت رأسها بالموافقة عدة مرات متتالية بفرحة ثم اندفعت لخارج الغرفة مسرعة وفور خروجها نظرت هنا لجلنار وقالت  
_ مامي أنا عايزة اشرب مايه 
جلنار بحنو  
_ روحي ياحبيبتي عند طنط سماح تحت وهي هتديكي مايه
أسرعت الصغيرة تغادر الغرفة ركضا تقصد الطابق السفلي حيث المطبخ .. أما أسمهان فبقت عيناها عالقة على بطن جلنار المرتفعة قليلا عن الطبيعي وفوق ثغرها ابتسامة نقية ودافئة .
لاحظت جلنار نظراتها فمدت يدها بتلقائية إلى بطنها ټحتضنها بكفها وأصابعها لتسمع صوت أسمهان وهي تقول بنبرة صوت لا تحمل أي ضغينة أو حقد  
_ خلي بالك من نفسك ومنه .. أن شاء الله يكون هو ولي العهد لعدنان
جلنار بخفوت  
_ ان شاء الله ! 
تابعت أسمهان كلامها بصدق وأسى  
_ عدنان بيحبك بجد ياجلنار .. هو عمره ما وقف قصادي عشان فريدة رغم أنه كان بيحبها برضوا .. بس إنتي مختلفة وهو أثبت للكل حبه ليكي .. وعدنان لما بيحب حبه بيكون جمييل أوي صدقيني وبيبقى مستعد يعمل أي حاجة عشان الشخص اللي بيحبه .. متخسرهوش وارجعيله هو عمره ما كان متمسك بحد زي ما هو متمسك بيكي .. فريدة كسرته وجرحته وانتي الوحيدة اللي تقدري تعالجيه .. متكونيش إنتي چرح جديد يتفتح في قلبه .. واسمحيله يقرب منك هو كمان ويحبك ويداوي جروحك .. انتو الاتنين اتخلقتوا لبعض !
شردت جلنار بكلماتها ما بين دهشتها من أنها تسمع كل هذا من أسمهان وبين تفكيرها فيما قالته .. وبعد ما يقارب خمس دقائق دخلت هنا وخلفها الخادمة التي تحمل صينية الطعام فوق ذراعيها وبعد الحاح الصغيرة وافقت أسمهان على تناول العشاء معها ! ...

بعد مرور ساعات طويلة تحديدا في تمام الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل .. كانت جلنار كامنة في فراشها وبجوارها ابنتها تلعب بألعابها في انسجام تام .
أناملها تتحسس بطنها مبتسمة بحنو وتارة يشرد عقلها به وتارة بكلمات أسمهان .. حتى فجأة قذفت بذهنها ذكرى مميزة لهم لن ينساها عقلها مهما مر الزمن عليهم ! .
قبل أربعة سنوات ونصف ........
خرجت من الحمام وهي تحدق باختبار الحمل مدهوشة .. تحدق بالشرطتين وابتسامتها السعيدة تزين وجهها الجميل .. شعرت للحظة بأن قدماها لا تحملانها من شدة الصدمة فجلست على الأريكة المقابلة للفراش ووضعت الاختبار بجوارها وجعلت تحدق أمامها في اللاشيء بابتسامة واسعة .
ثواني معدودة ووجدت باب الغرفة ينفتح ويدخل هو .. لم تنظر له وبقت على وضعها كما هي عيناها ثابتة على اللاشيء ومبتسمة حتى أنها لم تنتبه لصوته وهو يهتف بحيرة من حالتها 
_ مالك ... جلنار !! 
عندما لم يحصل على إجابة منها اقترب وقبل أن يجلس بجوارها انتبه لذلك الشريط الأبيض الطويل الموضوع بجانبها .. ضيق عيناه بريبة وانحنى لكي يلتقطه ويتفحصه بنظره .. هو يعرف جيدا أن ذلك الشريط هو اختبار للحمل .. فراح يحدق بالشرطتين داخل الاختبار بعدم فهم لكن لا إراديا شعر بنبضات قلبه تسارعت قلقا واملا بنفس الوقت .. وعيناه تتنقل بينها وبين الاختبار وتلقائيا عقله ربط ابتسامتها بنتيجة الاختبار .. فعلت شفتيه ابتسامة غير مصدقة هو الآخر ثم انحنى أمامها يجلس القرفصاء ممسكا بالاختبار ويسألها بعينان لامعة وصوت مرتجف من فرط القلق  
_ جلنار الشرطتين دول معناهم إيه  
طالعته فقط بابتسامة ساحرة فأمسك بيديها وهتف بسعادة غامرة  
_ حمل صح ! .. ردي عليا حمل ولا لا 
أماءت له بالإيجاب تؤكد سؤاله وتعطيه البشارة الذي طالما كان ينتظرها منذ سنوات وقد تحققت أخيرا .. هيمن عليه السكون المريب للحظات ورأت في عيناه لمعة دموع لأول مرة تراها وسط ابتسامة شفتيها التي تشق طريقها لتملأ ثغره كله .
فجأة وجدته يضمها إليها وشفتيه تتنقل بعشوائية على طول وجهها وشعرها .. في تصرف لا إرادي وصادق منه بسبب سعادته المفرطة .. ثم توقفت شفتيه وعانقها بذراعيه في حميمية وډفن وجهه بين خصلات شعرها ورقبتها لتسمع آه انطلقت من شفتيه لن تنساها أبدا .. تأوها يحمل عبء سنوات من الشوق والحنين واليأس و الرغبة .
عدنان بصوت يحمل بحة رجولية مميزة  
_ آااااه .. أخيرا اللهم لك الحمد لله والشكر يارب .. الحمدلله .. الحمدلله 
ابتسمت بسعادة لسعادته الغير متوقعة .. فلم تكن تعتقد أنه سيفرح لهذه الدرجة خصوصا بوضع علاقتهم وحبه لفريدة .. فابتعدت عنه جلنار ببطء وسألته بتأكيد وعدم استيعاب  
_ هو إنت فرحان بجد ياعدنان  
ابتسم على سؤالها ثم رفع أنامله ومررها فوق خصلات شعرها برقة هامسا في نبرة مختلفة  
_ عارفة أنا ليا سبع سنين بتمنى الطفل ده .. وإنتي حققتيلي الأمنية دي وبفضل ربنا كلها كام شهر واشيل ابني بين ايديا واشم ريحته وابوسه .. معقول تفتكري مش هكون فرحان .. ده انا طاير من الفرحة ومش مصدق
ملامح وجهها لم تتغير فقط ابتسامتها زادت اتساعا وارتبكت قليلا حين وجدته يقترب بتريث ويطبع قبلة فوق جبهتها هامسا في امتنان ومشاعر نقية وسامية  
_ شكرا ياجلنار .. شكرا
عودة للوقت الحاضر ........
انتفضت في جلستها بفزع وعادت لواقعها عندما أصدرت ابنتها صوت مرتفع بأحدى العابها .. فرمقتها مبتسمة بحنو أمومي ثم مالت عليها ولثمت شعرها مطولا بعمق .. وشردت قليلا بعقلها تتخيل ردة فعله ماذا ستكون إذا كانت أخبرته بحملها الثاني بنفسها .. بالماضي لم يكن يحبها أو يكن لها أي مشاعر عشق وكانت ردة فعله غير متوقعة .. فياترى كانت ماذا ستكون الآن وهو يعشقها حد الثمالة !! .
ابتعدت عن صغيرتها واقترحت اقتراح وهي تبتسم برقة  
_ هنون إيه رأيك نكلم بابي video face to face 
فردت الصغيرة ذراعيها ورفعتهم لأعلى تصيح بفرحة وحماس  
_ yesss .. تعيش مامي 
قهقهت جلنار بصوت مرتفع ثم مدت يدها والتقطت هاتفها لتفتح أحد مواقع التواصل الاجتماعي المشهورة وتجري مكالمة فديو معه .. ثم تعطي الهاتف لابنتها حتى تتحدث هي مع والدها .. وبعد وقت طويل نسبيا من الانتظار وسمعاهم للرنين المستمر انفتحت الكاميرا أخيرا .. فانطلقت صيحة عالية من هنا مدهوشة وهدرت وهي تخفي ضحكتها الخجلة بكف يدها  
_ بابي عيييب !!
ألقت جلنار نظرة على الهاتف من بعيد دون أن تظهر بالشاشة فرأته عاري الصدر ويرتدي بنطال فقط وبيده منشفة صغيرة يجفف شعره المبتل بالمياه وكان يضع الهاتف على الفراش ويظهر في الكاميرا بجسده كاملا .. وبعد جملة ابنته وجدته يضحك بقوة ويمسك بالمنشفة الأخرى التي بيده يضعها فوق صدره العاړي يقول مازحا بضحك  
_ هو في حد يتصل في الوقت ده برضوا ياهنا .. مش تديني إنذار الأول حتى عشان البس ! 
اڼفجرت الصغيرة ضاحكة بشدة على وبجوارها جلنار كانت تكتفي بالابتسامة خشية من أن تضحك ويسمع صوتها .. لتسمع صوته وهو يمسك الهاتف ويوجهه إلى وجهها فقط هاتفا  
_ وحشتيني ياهنايا 
ردت الصغيرة برجاء  
_ تعالى يابابي دلوقتي 
_ لا دلوقتي مش هينفع
تم نسخ الرابط