رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا
المحتويات
تتسائل داخلها اذا ما كان عليها ترتيب حقيبة سفره ايضا لكنها بالطبع لن تفعل فهي لا تعرف ما يحب أن يأخذه في رحلاته ..
اتجهت لتغيير ملابسها الى فستان صيفي خفيف مريح وارتدت حذائها المسطح ثم جلست على احدى الكنبات تقلب في هاتفها بعدما أنهت كل شيء عليها فعله ..
أثناء تقليبها في احد التطبيقات الشهيرة وجدت أمامها منشورا لأحدى صديقاتها تحتفل بحملها من خلال إحدى الصور المعبرة ..
نهضت من مكانها وأخذت تسير ذهابا وإيابا تفكر وتوبخ نفسها لإنها نست إن عليها أن تأخذ حبوب منع الحمل ..
كيف نسيت ..! يا إلهي .. ماذا لو حدث حمل بعد ليلة البارحة او ...
صمتت قليلا وهي تشعر بالخۏف من حدوث حمل بعدما حدث بينهما ثم سارعت وجذبت حقيبتها مقررة أن تخرج حالا وتشتري حبوب منع الحمل ..
تراجعت الى الخلف بفزع انتبه له فسألها ضاحكا
ماذا حدث ..! لماذا فزعت هكذا ..!
أجابته بتلعثم
فوجئت بمجيئك مبكرا ..
رد ببساطة
عدت مبكرا كي أتجهز لرحلة الغد ..
هذا جيد ..
قالتها بخفوت ليسألها وهو يخلع سترته
إلى أين كنت ذاهبة ..!
الى الصيدلية ..
الټفت نحوها متسائلا بقلق ظهر جليا في نبرة صوته مما جعلها تنتبه إليه
ماذا بك ..! هل انت مريضة ..!
فاجئها قلقه الشديد وسألت نفسها بدهشة عن سبب قلقه وخوفه الواضح عليها .. هل ېخاف عليها لهذه الدرجة ..! الى أي مدى يهتم لأمرها ويخشى تعبها ..!
انا بخير .. لست مريضة لكن ..
توقفت عن حديثها تتأمل نظراته المهتمة ثم تكمل بهدوء مقصود
اريد شراء حبوب منع الحمل فقد نسيت شرائها ..
تأملها مليا ثم سأل بنفس الهدوء
لماذا تشتريها ..! ألا تريدين أن تحملي طفلا ..!
انزعجت من طريقته في السؤال وكأنه يحادث طفلة صغيرة ..
كلا لا أريد ..
وعندما لم تجد منه ردا سوى الصمت اردفت
ما زال الوقت مبكرا على الإنجاب ..
قالتها بتمهل ليسألها بهدوء مريب
المعنى ..!
أجابته ببساطة
لا أريد الإنجاب الآن ..
وعندما وجدته صامتا أكملت بجدية
ألم يكن هذا إتفاقنا يا قيصر ..! ثلاثة أعوام قبل الإنجاب ..!
فكرت إن اتفاقنا ملغي .. وإن الثقة أصبحت موجوده بيننا ..
سألته بدهشة
وما علاقة الثقة بعدم الإنجاب ..
رد بصوت جاد
رفضك الإنجاب مني يعني عدم ثقتك بي وعدم اقتناعك بصحة إستمرار زواجنا ... المرأة التي لا ترغب بالإنجاب يعني عدم رغبتها بإستمرار زيجتها الى الابد ..
دافعت عن نفسها
بالطبع لا .. انا لا ارغب بالإنجاب الآن لإنني ما زلت صغيرة على هذا ولدي رغبات وطموحات كثيرة أسعى لتحقيقها .. امنحني عامين او ثلاثة وسأنجب بعدها بكل تأكيد لكن الآن الوقت مبكرا جدا حتى إننا لم نعرف بعضنا جيدا ..
قال متهكما
بعد كل ما حدث بيننا ما زلنا لا نعرف بعضنا جيدا ..
أكمل بصدق
بالنسبة لي فأنا أصبحت أعرفك أكثر من نفسك يا شمس ..
رمشت بعينيها بتوتر لتحاول الثبات وهي تسأل بضيق
المعنى ..! ألم تسمح لي بشراء تلك الحبوب ..
هتف بصدق
إفعلي ما تريدين يا شمس لكن انتبهي فتلك الحبوب قد تكون مضرة احيانا وتناولها لمدة طويلة قد يسبب العقم ..
اجفلت من آخر كلماته ورددت پخوف
والحل ..! اذا لم أتناولها سأحمل وانا لا اريد ذلك ..
تنهد بصوت مسموع ثم قال بجدية
الحل أن تراجعي طبيبة مختصة اولا وهي تنظم لك الأمور وتخبرك بكيفية تناولها ..
متى سأذهب الى الطبيبة ونحن سنسافر غدا ..!
سألته بحيرة ليرد ببديهية
إذهبي اليها عندما نعود من رحلتنا ..
عقدت حاجبيها متسائلة من جديد
وماذا إن حدث حمل في هذه الفترة ..!
تتوتر ملامحها بينما يهمس هو لها بخفة
حينها سيكون هذا أمر الله وعلينا الرضا معه من جديد ...
........................................................................
كانت شمس بين احضانه تستمع الى دقات قلبه الهادرة والخجل يسيطر عليها ...
لا تعرف الى متى سيستمر خجلها الشديد منه كلما اقترب منها لكنها في حضرة قربه تتحول الى انسانة اخرى لا تعرفها .. تتجاوب معه بعفوية مطلقة مكللة بخجل محبب .. سمعته يهتف بها
لماذا انت صامتة ..!
تعجبت من سؤاله فهي دائما ما تلتزم الصمت بعدما يحدث بينهما حتى تغفو بين احضانه بلا وعي ..
اجابته بصوت مبحوح
ماذا سأقول ..!
شعرت بأنامله تتخلل شعرها وهو يهتف بأريحية
قولي اي شيء ترغبينه .. احب سماعك ..
رفعت عينيها اللامعتين نحوه ليقول
عيناك ..
سألته وهي ترمش بعينيها
ماذا بهما ..!
ليجيبها وهو يتمعن النظر فيهما .
بهما لمعة غريبة .. أحبها ...
سألته وهي تبتسم لا اراديا
كيف يعني ..! لم ألحظها من قبل ..
قال وهو ينقر على فمها بإصبعه
لقد لاحظتها منذ اول لقاء بيننا .. مثلما أيقنت إن لونهما يصبح اخضرا مشعا اسفل ضوء الشمس ..
ردت مندهشة
هذا صحيح .. رغم ان لونهما الطبيعي يبدو بنيا فاتحا لكنه يصبح اخضرا تحت الضوء ..
هل رأيت انني اعرف كل شيء عنك وكافة تفاصيلك ..!
سألته بلا وعي و بفضول واستمتاع لم تنتبه إليهما بسبب حماسها لهذا الحوار الذي وجدته شيقا وكأنها أحبت اهتمامه بأدق تفاصيلها
وماذا بعد ..! ماذا تعرف عني وما هي تفاصيلي الاخرى ..!
تعجب من حماسها وانفتاحها في حوارها لكنه ادرك ان حديثه جاء على هواها فأكمل منفتحا بدوره معها
لون شعرك .. مميز للغاية .. بني محمر .. لكنه يصبح أحمرا مشعا اسفل ضوء الشمس ايضا ..
هزت رأسها وهي تؤكد ما قاله
هذا صحيح .. لذا احب لون شعري ولا افكر بصبغه ابدا ..
ومن سيسمح لك بذلك ..!
قالها بقوة لترفع حاجبها وهي تسأل
ألن تسمح لي بصبغه اذا رغبت بهذا ....!
رد بإباء وتملك
ابدا .. لن تصبغيه ولن تقصيه مهما حدث ...
وللغرابة اعجبتها نبرته المتملكة تلك على غير عادتها مما جعلها تشعر إنها اصيبت بالجنون لكنها قالت بصوت معاند
انه شعري ومن حقي ان افعل به ما اشاء حتى لو حلقته بالكامل .. لا احب ان تتدخل في اشيائي الخاصة ..
عبث بشعرها وخصلاته الناعمه وهو يقول
من المفترض ان تفعلي ما يحبه زوجك ..
انا افعل ما احبه انا فقط ..
قالتها وهي تغمز له بعفوية وشقاوة أحبها منها وما
متابعة القراءة