رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا

موقع أيام نيوز

حازم 
لم يحدث شيء كهذا ابدا .. لا معها ولا مع غيرها .. لم أخنك مطلقا منذ خطبتنا .. استوعبي هذا وافهميه .. استوعبيه يا شمس ..
دفعته بقوة واتجهت نحو الباب بنية الخروج ليقف في وجهها وهو يمنعها من الخروج متسائلا بعصبية 
الى اين تذهبين ..! الى اين ..!
صړخت بقوة 
ابتعد عني .. سأذهب عند اهلي .. لن ابقى معك دقيقة واحدة ..
قبض على ذراعها يهتف بها بصرامة وهو يدفعها نحو السرير 
اجلسي وكفى جنونا ..
اكمل بعدها وهو يتطلع الى عينيها الباكيتين 
قبل ان تحكمي علي استوعبي وافهمي حقيقة هذه الزيجة ..
ردت بصوت باكي 
لا اريد ان اسمع شيئا ... لقد كذبت علي وانتهى ..
اقترب منها منحنيا نحوها متسائلا بقوة وهو يهزها من ذراعيه 
لماذا تبكين ..! هل يزعجك زواجي مسبقا الى هذا الحد ..! هل يؤلمك ..! لماذا اخبريني ..! 
صاحت معترضة 
ألا يحق لي الإنزعاج من شيء كهذا ..
رد بجدية وهو يتوقف عن هزها 
يحق لك بالطبع .. يحق لك كل هذا .. لكن لا يحق لك ان تحكمي علي دون سماع ...
قاطعته بعناد 
لا اريد سماع شيء .. كم مرة سأخبرك بهذا ..! انا كنت في موضع المغفلة لمدة طويلة .. كنت اتحدث مع الزوجة السابقة لك وانا لا اعلم .. 
اكملت بعدما ابتسمت بتهكم مليء بالمرارة 
تخيل نفسك مكاني في موضوع كهذا .. هل كنت سترتضي هذا على نفسك ..! اخبرني .. هيا ..
كان زواجا صوريا .. لسبب محدد .. 
ضغطت على شفتيها بقوة كي لا تتحدث بينما اكمل هو 
كنت مضطرا لذلك كي أنقذها .. 
وقبل ان يكمل كانت تضحك بسخرية وهي تردد 
يا لك من رجل نبيل .. تنقذها حقا ..! اكمل اكمل يا باشا ..
ابتعد عنها هاتفا بحزم 
انا لا اكذب ..
نهضت من مكانها تواجهه بقوة 
بل تفعل ..
سيطر الڠضب على ملامح وجهه وهو يهتف بها بصرامة 
اياك ان تكرريها .. انا لا اسمح لك بإتهامي هكذا ... لقد اضطررت لإخبارك بسر مهم لا يخصني وحدي ورغم هذا تتهمينني بالكذب .. لم أكذب يوما ولن افعل لأي سبب كان وعندما كذبت عليك بشأن هذا منذ عامين .. 
اخذ نفسا عميقا ثم قال بصدق 
كنت مضطرا لذلك لأجلها .. لم استطع ان افضح شيئا يخصها هي ايضا ..لقد اتفقنا على الكتمان ولم يكن من الممكن ان أخلف اتفاقنا ..
اكمل بعدها وهو يتأمل ملامحها بعمق 
والآن انت حرة بالتصديق من عدمه .. سأخرج الآن واترك لك حرية القرار واذا أردت الرحيل فلن امنعك ... 
الفصل الثامن والثلاثون 
دلف قيصر الى جناح والدته بعدما طرق باب الجناح بخفة ليجدها تجلس بأريحية على احدى الكنبات تقلب في كتابها عندما نهضت من مكانها تستقبله بدهشة سرعان ما تحولت الى قلق وهي تراه بملامحه الجامدة الصرامة قبل أن ينطق بحزم 
ستحزمين جميع أغراضك وتنتقلين الى المزرعة ...
ماذا ..!
صاحت بعدم تصديق ليضيف بهدوء محتفظا بنبرته الصارمة 
ستبقين هناك حتى يتم تجهيز الفيلا لك وتبقين فيها ما تبقى من العمر ..
سألته بنبرة مرتجفة غير راضية 
لماذا ..! بأي حق تخرجني من هنا ...! بأي حق تبعدني عن قصري ..!
صاح وقد بلغ غضبه منها ذروته 
لإنك كنت مصرة على إفتعال المشاكل .. مصرة على ټدمير حياتي وتخريب زواجي لآخر لحظة .. أعلم جيدا إنك خلف كل ما حدث ... لا تحاولي أن تنكري لإن كل الأدلة معي .. بسببك إنكشفت زيجة انتهت منذ أعوام .. زيجة كنت مضطرا إليها وأخبرتك بذلك ومع هذا كنت مصرة على ټدمير حياتي مستغلة تلك الزيجة .. لقد حدث ما أردت .. هنيئا لك يا كوثر هانم لكن بعد الآن لا مكان لك في هذا القصر ..
بني ارجوك ..
هتفت تتوسله بصوت متحشرج فتجاهلها وهو يشير اليها بقوة 
هذا الموضوع لا نقاش فيه ... ستغادرين القصر غدا صباحا فقد تأخر الوقت على المغادرة اليوم ...
تركها وانسحب من المكان دون أن يسمح لها بقول المزيد بينما جلست هي على الكنبة بوهن لا تصدق ما أمرها به إبنها وهي تدرك جيدا عجزها عن الوقوف في وجهه أو صد أمره فهو الكبير هنا والمسؤول عن كل شيء ..
........................................................................
تجلس على سريرها منذ خروجه تضم جسدها وتبكي بإستمرار .. تريد الرحيل لكن هناك شيء ما يجعلها عاجزة عن ذلك ... لا تعرف مالذي يمنعها من المغادرة ..!
لماذا لا تجمع أغراضها وترحل من هنا ..!
ألم تطلب منه الطلاق بعدما عرفت بزيجته السابقة ..!
ألم تخبره إنها لم تعد تريده لإنه كڈب عليها ..!
لماذا تراجعت عن قرارها بالرحيل فجأة مع إنها كانت بالفعل تجمع أغراضها ..
لماذا تجلس الآن على سريرها ولا قابلية لها على النهوض وجمع أغراضها والرحيل ...!
هي واثقة إنها اذا فعلت ذلك فلم يمنعها فلماذا ما زالت هنا ..!
هطلت دموعها على وجنتيها بغزارة وفكرة زيجته منها ټحرق روحها بشدة ..
الحقيقة إنها تألمت عندما علمت بذلك والغريب إنها وجدت نفسها تحقد على تارا بشدة ...
هل تغيرت مشاعرها بسرعة ناحية تلك المرأة فقط لإنها اكتشفت زواجها مسبقا منه ...!
لماذا باتت تهتم لأمر نسائه السابقات أم إن تارا وضعها مختلف كونها كانت زوجته شرعه وما زالت تتواصل معه حتى الآن ..! 
مسحت دموعها پعنف وهي تجد نفسها عاجزة عن إيجاد جواب محدد لكل هذا وعاجزة أيضا عن المغادرة ...
نهضت من مكانها وأخذت تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا تفكر فيما ستفعله وكيف ستتصرف ...
توقفت أخيرا عن سيرها وحسمت أمرها قبل أي تصرف يصدر منها ستفعل شيئا مهما .. ستقابل تارا نفسها وتفهم منها قبل أن تتخذ أي خطوة مقبلة ...
لن تتصرف بتهور كعادتها ولن تسمح لچنونها أن يتحكم بها ..ستحكم عقلها قبل أي قرار تتخذه فهي تشعر إن داخلها الكثير تغير وعليها حساب كل شيء قبل أي قرار يصدر منها ..
انتبهت الى باب الجناح الذي فتح لتجده يدلف الى الداخل بملامح مرهقة ..
أشاحت وجهها فورا ما إن رأته وسارعت تتجه الى الخزانة تجذب ملابس نوم لها قبل أن تحملها وتتجه الى الحمام وقيصر يتابعها بنظراته ...
تنهد بقليل من الراحة فهي على الأقل لا تنوي ترك القصر . يشعر بالضيق على سفرتهما التي تأجلت الى اشعار آخر بعدما حدث ..
تأفف بضيق وهو يخلع سترته ويتبعها بقميصه عندما وجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي بيجامتها الحريرية قبل أن تتجه نحو السرير وتتمدد عليه مولية إياه ظهرها مغمضة عينيها وقد قررت أن تسمح لنفسها بالنوم فغدا لديها مشوار مهم للغاية ..
أما قيصر فوقف يتأملها للحظات قبل أن يكمل خلع ملابسه وارتداء أخرى جديدة ثم تمدد جوارها بعد ذلك محاولا النوم إلا إنه لم يستطع النوم حقا حتى
تم نسخ الرابط