رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا

موقع أيام نيوز

ساعات الفجر الأولى ..
.....................................................................
فتحت شمس عينيها صباحا فجذبت هاتفها لتجد الساعة تجاوزت التاسعة صباحا والغريب ان قيصر ما زال نائما ولم يذهب الى عمله ..
رغم تعجبها من ذلك الا انها لم تهتم فآخر ما يهمها سبب بقائه حيث سارعت تنهض من فوق سريرها بخفة وتتجه نحو الخزانة تخرج لها ملابس خروج مناسبة ...
وفي ظرف ربع ساعة كانت انتهت من ارتداء ملابسها فوقفت أمام المرآة تضع القليل من المكياج عله يساعد في اخفاء تعاستها الواضحة على ملامحها ...
ربطت شعرها عاليا ثم حملت حقيبتها وسمحت لنفسها بإلقاء نظرة أخيرة على زوجها الذي ما زال نائما لتطالعه بإستغراب حقيقي فليس من عادته التأخر بالنوم غافلة عن كونه لم ينم حتى ساعات الفجر الاولى ...
سارعت تخرج من جناحها حيث هبطت الى الطابق السفلي ومنه الى خارج القصر عندما طلبت من السائق أن يأخذها الى بيت تارا بعدما اتصلت بها أثناء خروجها تخبرها إنها تريد رؤيتها عاجلا فأعطتها الأخيرة عنوانها رغم دهشتها الواضحة من هذه الزيارة ...
بعد مدة من الزمن كانت شمس تجلس في منزل تارا الفخم تتأمل تفاصيل المنزل التي تجمع بين البساطة والرقي ...
انتبهت الى الخادمة التي وضعت كوب القهوة أمامها فشكرتها بإبتسامة متحفظة عندما وجدت تارا تدخل أخيرا ..
تأملتها شمس بإطلالتها البسيطة للغاية بذلك الشورت الأزرق القصير والقميص الزهري بينما شعرها الطويل مرفوع على شكل كعكة ضخمة وملامحها تخلو تماما من المكياج ...
تقدمت تارا نحوها بإبتسامة واسعة مرحبة بها قابلها الجمود التام من شمس التي بدأت الغيرة تأكلها من رؤيتها لغريمتها ..
تحولت إبتسامة تارا العفوية الى اخرى متحفظة وقد أدركت بحدسها سبب تصرف شمس معها لكنها أرادت التأكد فحييتها بهدوء لترد شمس تحيتها بإقتضاب قبل أن تفتح هي الحديث بنفسها تخبرها بنبرة مهاجمة 
سأتحدث بصراحة ودون مقدمات ... لماذا لم تخبريني من قبل ..!كيف إستطعت التعامل معي ببساطة بل والكذب علي والتصرف كصديقة وأنت ...
ابتلعت شمس باقي حروفها بينما ما زالت تارا محافظة على إبتسامتها الهادئة وهي تقول 
اهدئي يا شمس ... لا تحكمي علي ولا على زوجك قبل سماعنا ... فهذه الزيجة ليست كما تظنين ...
تشدق فم شمس بإبتسامة باردة وهي تردد بسخرية 
ستخبريني إنكما تزوجتما لسبب معين وإن زيجتكما كانت على الورق فقط ...
قالت تارا بسرعة وصدق 
ولكن هذه هي الحقيقة فعلا ..
صاحت شمس بإنفعال 
ما هي الحقيقة ..!
ردت تارا ببساطة 
الحقيقة إن زواجنا تم لظروف خاصة وبدأ وإنتهى وزواج صوري .. على الورق فقط ... انا وقيصر لم نكن يوما زوجين حقيقيين .. ولأكن صريحة معك قيصر لم ينظر لي يوما بنظرة تحمل أي معنى من هذا .. منذ أول يوم عاملني بكل إحترام ورقي ونظرته لي كانت واحدة لم تتغير حتى خلال فترة زواجنا القصيرة ... 
لا يمكن ان يكون هذا صحيح .. كيف يعني متزوجين على الورق ..!
هدرت بها شمس بعدم تصديق لتقسم لها تارا 
أقسم لك يا شمس بإن قيصر لم يلمسني يوما ولم يحاول ان يفعل حتى .. هذه الحقيقة فلماذا لا تصدقين ..!
انت تحاولين اقناعي ان زواجكما كان على الورق فقط ..
قالتها شمس بتمهل لتكمل بإبتسامة متهكمة 
اخبريني يا تارا .. هل هناك رجل عاقل لن يقترب من إمرأة مثلك وهي زوجته ..!
نظرت تارا اليها بصمت امتد للحظات وكأنها تفكر بشيء ما قبل ان تهتف بجدية 
ربما هناك شيء ما يمنع اي رجل من لمسي ..
بهتت ملامح شمس كليا بينما اردفت تارا بثبات 
سأمنحك الدليل الذي يؤكد كلامي .. لم أفعلها يوما وأخبر احدا بذلك لكنني مضطرة كي لا أتسبب بمشكلة للرجل الذي انقذني سابقا من مشكلة صعبة .. 
نظرت اليها شمس بعدم فهم بينما نهضت تارا من مكانها فإرتبكت ملامح شمس عندما رأتها ترفع قميصها قليلا فتظهر بطنها المسطحة لكنها مشوهة تماما ..
جحظت عينا شمس بعدم تصديق بينما أخفضت تارا قميصها وقالت بجدية 
هذه التشوهات لا تقتصر على بطني فقط .. هذه التشوهات تشمل المنطقة العليا من جسمي حيث بطني أيضا والمنطقة السفلى ... إنها تشمل أهم مناطق إنوثتي ولا داعي لأن أخبرك المزيد ..
ارتجف جسد شمس كليا بينما ما زالت تارا ثابتة وهي تضيف 
هذه التشوهات موجوده منذ ان كنت في السابعة عشر من عمري ... حتى لا تظني إنها حدثت بعد زواجي منه .. لا أظن إن هناك رجل عاقل يستطيع لمس إمرأة مشوهة بهذه الطريقة الۏحشية ولكن حتى أكون صادقة فقيصر كما أخبرتك مسبقا لم يكن ينوي فعلها من الأساس ... هو لم يحاول معي يوما ونظرته لي دائما كانت محترمة ..
ترقرقت الدموع داخل عيني شمس وهي تهمس بضعف 
اسفة ..
قاطعتها تارا بإباء 
لا تعتذري .. أبدا لا تفعلي ...
أضافت بجدية 
هناك شيء ما أريد منك أن تعلميه .. شيء لا يعرفه سواي انا وقيصر وإثنين آخرين .. اريدك ان تعرفي سبب زيجتنا كي تدركي بمن أنت تزوجت وكي تعلمي كم إن زوجك رجل بحق .. رجل محترم ويستحق كل خير بل يستحق أن أكون ممتنة له لآخر العمر ..
نظرت لها شمس برهبة لما ستسمعه عندما إخبرتها تارا بكل شيء ... سبب زواج قيصر منها وكيف ساعدها ومم أنقذها ..
كانت شمس تستمع اليها بعدم تصديق وقد اختلطت مشاعرها ما بين شعور الدهشة من كل ما تسمعه والفخر .. نعم شعرت بالفخر كون من فعل هذا وأنقذ تارا هو زوجها ... رجلها هي ...
أنهت تارا حديثها بدموع سارعت لمحيها وقد تملكها الضعف للحظات عندما ذكرت جزءا من الماضي وما حدث فيه ..
أخبرتك بكل هذا لتعرفي قيصر بحق وتعرفي إنني لم أكذب عندما كنت أمدحه أمامك .. قيصر رجل حقيقي في زمن قلت به الرجولة .. رجل يستحق أن تحبيه بل تعشقيه .. رجل مثالي بحق وانا حقا كنت أريد منك أن تدركي كل هذا لتعرفيه على حقيقته وتمنحيه ما يستحق ..
أضافت تارا وهي تتأمل ملامح شمس المضطربة 
كما إنه يحبك حقا ... 
سألت شمس بتلعثم 
إنها ليست المرة الأولى التي تخبريني بهذا .. كيف علمت إنه يحبني ..!
ابتسمت تارا وقالت 
بالمنطق يا شمس .. لم تزوجك انت بالذات لو لم يكن يحبك ..! قيصر في حياته العديد من النساء .. لا أقصد التقليل منك ولكن هناك الكثير من يناسبنه أكثر منك على الأقل من جهة فرق العمر ومع هذا إختارك انت بل طلقك وعاد اليك بعد سنوات ... فكري بعقلك يا شمس وستدركين إنه زواجه منك بدافع الحب حتى لو لم يخبرك هو بهذا ..
أومأت شمس برأسها وما زال حديث تارا وكل ما أخبرتها بها يتردد داخل عقلها دون رحمة ..
تكملة الفصل الثامن والثلاثون
دلفت شمس
تم نسخ الرابط