رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا
المحتويات
صوت كي لا يستيقظ ...
سرحت شعرها ورفعته عاليا ثم ذهبت الى الحقيبة التي اشترت بها هدايا لعائلتها وعائلته وبدأت تخرج الهدايا وتضعهم جانبا إستعدادا لإعطاء كل شخص هديته ..
نهضت بعدها وبدأت تخرج ملابسهما وأغراضهما من الحقائب وتعيد كلا منهم الى مكانه ...
مر الوقت وانتهت من كل شيء فسمعت صوت طرقات على باب الجناح ..
دلفت الى الداخل واتجهت نحو قيصر حيث جلست بجانبه وبدأت توقظه بخفة ..
فتح عينيه أخيرا على صوتها الناعم فمنحها إبتسامة خفيفة قبل ان يعتدل في جلسته وهو يمسح على وجهه يكفيه ...
غير ملابسك لنهبط سويا ونتناول العشاء ...
اومأ برأسه متفهما ثم نهض من مكانه وهو يقول
هتفت بجدية
لا داعي للذهاب اليوم .. انت ما زلت متعبا من آثر الرحلة وانا كذلك .. تحدثت مع ماما وأخبرتها إننا سنذهب غدا وهي بدورها تدعونا على الغداء ولا مجال للرفض ..
ابتسم مرددا بتفهم
بالطبع .. والدتك تأمر ونحن نطيع ..
ابتسمت بخفة بينما وقف هو أمام المرآة يحرك أنامله على ذقنه النامية مرددا
ليتفاجئ بها تخبره وهي تقف خلفه
لا تحلقها ..
نظر اليها بتعجب لتهمس له بخجل
احبها نامية ... اتركها كما هي ..
ابتسم لها ولم يرد حيث اتجه لتغيير ملابسه بينما حملت هي هدايا عائلته معها ..
خرج بعدها الاثنان من الجناح واتجها الى الاسفل وشمس تحمل الهدايا معها ...
ألقت التحية وهي تجلس على الطاولة فرحب الجميع بهما واقتربت دينا من أخيها تحتضنه بسعادة وتقبله والغريب إنها قبلت شمس أيضا ...
الجميع كان سعيدا بعودتهما بإستثناء حوراء التي بدت ملامحها فاترة وهي ترحب بهما ..
انتهى الجميع من تناول الطعام واتجهوا الى صالة الجلوس حيث نهضت شمس وأخذت توزع الهدايا على الجميع فحملت هدية حوراء وتقدمت نحوها بقلق وتردد ومدت يدها بالهدية لتأخذها حوراء على مضض وهي تشير لقيصر
تجاهلتها شمس ولم تهتم حيث عادت تقدم الهدايا لبقية الموجودين الذين شكروها بشدة كما شكروا قيصر ..
اتجهت بعدها تجلس بجانب زوجها وهي تبتسم بسعادة وشعور إنها تتصرف كزوجة لائقة وواعية يعجبها كثيرا ..
..........................................................................
وقفت أمام المرآة تضع من عطرها المفضل عندما وجدته يقف مقابلا لها يتأملها بملامح تشع شغفا صريحا ...
احمرت وجنتاها لا إراديا وهي تلتفت نحوه بفستانها الأزرق تسأله رغم معرفتها الجواب مسبقا
هل أبدو جميلة ..!
رد وهو يتفحصها بعينيه الزرقاوين
تبدين رائعة ... جذابة ومثالية ..
ضحكت برقة بينما تقدم هو نحوها لكنها منعته وهي تضع أنامله على فمه تخبره بتمنع محبب
ليس الآن يا قيصر .. عندنا حفلة لا يجب أن نتأخر عليها ..
بدا الانزعاج على وجهه لكنه ابتسم وهو يومأ برأسه قبل أن يسألها
هل إنتهيت إذا من كل شيء لنرحل ..
أومأت برأسها وهي تتجه لتحمل الحقيبة الصغيرة وتخبره
انا جاهزة ..
أحاط ذراعها بذراعه وسارا سويا خارج الجناح بينما قيصر يتأملها بين الحينة والآخر دون أن يمل أو يشبع من جمالها المبهر ..
لو أخبره أحدا يوما إنه سيكون أسير هذه الحمراء الصغيرة لدرجة تجعله لا يكتفي منها مهما حدث ما كان ليصدق ...
لكن كل يوم يقضيه معها يجعله يشعر وكأن كل أيام عمره قبلها ضاعت هباء وإن جميع نساؤه قبلها كن مجرد ماضي لا يتذكره حتى فهو وجد معها ما يجعله لا يرى سواها ...
وصلا أخيرا الى الحفلة ليجد أفراد عائلته سبقوه في الوصول ...
وقف بجانبها بعد مدة يتحدث مع مجموعة من معارفه عندما انتبه الى تارا التي دلفت الى الحفلة فرأى زوجته تبتسم لها بمحبة صادقة وهي تشير لها بكفها لتتقدم الأخيرة نحوهم حيث تتبادل القبلات مع زوجته قبل أن تحييه بفتور يدرك سببه ..
انسحبت شمس بعدما إستأذنته وسارت بجوار تارا تتحدث معها بحماس وقد أدرك منذ مدة إن الاثنتين باتت تجمعهما صداقة وطيدة لا يفهم كيف بدأت لكنه لا يهتم فرغم كل شيء هو يثق بتارا جيدا ولا يمانع أن تكون صديقة حميمية لزوجته التي يعرف جيدا كم إنها اجتماعية وتحب تكونين علاقات مع الجميع ...
وقفت شمس بجانب تارا وهي تثرثر معها في عدة مواضيع عندما وجدت تارا تشير فجأة ناحية زوجها وإحدى الشابات الملتصقات به ..
تغضن جبين شمس وبدا الڠضب يظهر عليها عندما همست لها تارا
ماذا تنتظرين ..! اذهبي وخذي زوجك منها ..
هزت شمس رأسها موافقة وسارت بخطواتها الواثقة نحو زوجها بينما ابتسمت تارا بخفة قبل أن تحرك وجهها للجانب الآخر لتتلاقى عينيها بعيناه اللاتي تتأملانها بثبات فتمنحه نظرة ثابتة صلبة قبل أن تشيح بوجهها بعيدا ..
وقفت شمس بجانب زوجها تمنح الفتاة الملتصقة به إبتسامة صفراء قبل أن تهمس لزوجها ببضعة كلمات فيعتذر الى الفتاة وينسحب من أمامها سائرا بجانب زوجته ..
يا إلهي كم إنها بغيظة ..
هتفت بها شمس وهي تسير بجانبه ليبتسم بخفة وهو يسألها رغم إدراكه جيدا من تقصد
من تقصدين ..
ردت بفتور
تلك التي كانت تقف وتتحدث معك ..
هل تغارين يا شمس ..!
سألها بجدية لتهتف بغيظ مكتوم
لا أغار .. مع إنه يحق لي ذلك ..
بالطبع يحق لك ..
قالها بمكر وهو بالكاد يكتم إبتسامته من الغيرة والغيظ الواضحين على ملامحها ونظراتها التي تكاد تقتله بينما همست هي بضيق
إنها تلتصق بك بشدة .. ألا يكفي محاولاتها الصريحة للفت انتباهك في بداية الحفلة ..!
ثم أكملت وكأنها تقنع نفسها قبل أن تقنعه
من الطبيعي أن أغضب .. فهذا يقلل من قيمتي وكرامتي كثيرا ..
قال بجدية وصرامة
قيمتك وكرامتك محفوظتين يا شمس .. لا أحد يستطيع المساس بهما طالما أنا موجود وانت تعرفين ذلك جيدا ..
ثم أكمل بهدوء صلب
إنها مجرد أنثى تحاول لفت انتباه أي رجل مهم تجده أمامها ..
أردف بجدية وهو يشير خلفها
هاهي تلتصق بخالد بعدما رحلت متحججة بالعمل الذي يجمعنا ..
قالت بسرعة
لتلتصق بخالد كما تشاء .. المهم أنت .. لا اسمح لها بالتقرب منك ..
ابتسم بخفة وقال
اذا كنت لا تطيقين قربها مني الى هذه الدرجة فإبقي بجانبي وحينها لن تستطيع القرب مني خاصة مع نظراتك تلك التي بالتأكيد ستنال منها الكثير ..
ما بها نظراتي ..!
سألتها بضيق ليرد وهو يبتسم بخفة
رائعة خاصة عندما تصبح شرسة مثلما أصبحت منذ قليل ..
ابتسمت بخجل بينما نظر هو الى خجلها النادر وهو يتنهد تنهيدة ثقيلة متمنيا أن تبقى الاوضاع بينهما هادئة مثل هذه الأيام ..
متابعة القراءة