رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا
المحتويات
رفعت حاجبها مرددة بدهشة مصطنعة
حقا ..! لم لم تخبرني ..! من الآن فصاعدا سوف أعاندك طوال الوقت دون توقف ..
منحها إبتسامة صادقة قبل أن يهتف أخيرا
دعينا نذهب يا ذات اللسان الطويل ..
ثم قبض على يدها ليخرجا من الجناح متجهان نحو الطابق السفلي ..
..........................................................................
مساء الخير ..
قالتها شمس وهي تبتسم بهدوء قبل أن تتجه نحو هند وتحييها .. انحنت نحوها تقبلها وهي تقول
اهلا بك عمتي .. سعدت برؤيتك كثيرا ..
ربتت هند على كفها الممسكة به وهي ترد تحيتها بإبتسامة سعيدة
اهلا بك يا شمس .. انا الأسعد برؤيتك ..
ماشاءالله .. ما أجملك يا ابنتي .. حقا اسم على مسمى ..
ابتسمت شمس بخجل وهي ترد
شكرا عمتي .. عيناك الجميلتان هي من ترى كل شيء جميل ..
تحدث قيصر أخيرا
اسمحي لنا عمتي فنحن سنتناول عشائنا في الخارج ..
أومأت العمة برأسها وهي ترد بتفهم
ألقى قيصر تحية الوداع تبعته شمس وهي تخرج معه ..
إلتفتت هند نحو كوثر تهتف عن قصد
ما أجمل كنتك يا كوثر .. جميلة ومؤدبة .. لقد أحسن قيصر إختيار زوجته ..
اصطنعت كوثر الإبتسامة وهي ترد عليها
معك حق يا هند ..
وأيدتها علياء
إنها كذلك بالفعل .. حتى إنها لا تخرج من جناحها إلا مرات قليلة .. الجميع أحبها حتى رانسي ..
عقبال خالد عندما يجد من تناسبه وتسعده ..
اللهم أمين ..
قالتها علياء برجاء خالص بينما كوثر تراقبهما بإمتعاض شديد من كلامهما الذي لم يلاقي إستحسانها على الإطلاق ..
................................................................................
كانا يجلسان أمام بعضيهما على احدى الطاولات المطلة على البحر من الخارج ..
تنهد بصمت قبل أن ينادي عليها بهدوء
شمس ..
لم يجد إستجابة منها حيث كانت غارقة في أفكارها .. تعجب من وضعها دون أن يعرف إنه كان سبب شرودها ومحور أفكارها ..
انحنى نحوها مناديا إياها بخفة
انتبهت إليه أخيرا مستوعبة شرودها لتتنحنح بحرج ثم ترد بجدية
آسفة .. لقد شردت قليلا ..
سألها بهدوء
بم كنت شاردة إذا ..! مالذي يشغل تفكيرك الى هذا الحد ..!
نظرت إليه بتردد قبل أن تجيب بصدق
كنت أفكر بزواجنا ووضعنا سويا ..
وما به وضعنا يا شمس ..!
سألها بنفس الهدوء لترد بصدق
أشعر إن كل شيء يبدو غير منطقيا .. لا أستطيع أن أثق بما يجري حولي .. ولا أستطيع التصديق إن زواجنا سينجح ..
أخذ ينظر إليها بصمت لمدة لا بأس بها جعلتها تقلق من صمته هذا ..
إرتسمت إبتسامة خفيفة على شفتيه فاجئتها .. هتف أخيرا بصوت ثابت واثق
أنا على عكسك تماما .. أرى كل ما يحدث منطقيا بل إنه يماثل ما أردت ..
ما أردت أنت ولست أنا ..
قالتها بضيق خفي ليسألها بجدية
ومالذي تريدينه أنت يا شمس ..!
التزمت الصمت حيث شعرت بعجزها عن إيجاد رد مناسب ليرد نيابة عنها
هذا ما كنت أنتظره .. لا جواب .. لا يوجد لديك جواب محدد يا شمس ..
ردت معترضة
بلى لدي جواب ولكن ..
قاطعها بصدق
انظري إلي يا شمس .. مشكلتك تكمن إنك لا تعرفين ما تريدين والأهم إنك تفعلين كل ما تفعلينه وتعاندين في كل شيء فقط كي تثبتي لنفسك إنك كنت على صحة في رفضك هذه الزيجة ..
أردف وهو يسير بعينيه فوق ملامحها
يزعجك تقاربنا .. تفاهمنا في نقطة معينة .. يزعجك إستمرار زواجنا ونجاحه يوما ما ..
كانت تنظر اليه بصمت وهي تشعر إن كل كلمة ينطقها تصيب شيئا ما داخلها..
تشعر إن ما يقوله حقيقة هي تنكرها ..
شعرت بجفاف حلقها فجذبت قدح الماء وتناولت المياه بإضطراب ظهرت جليا على ملامحها ..
ألن تمنحيني ردا على ما قلته ..! ألا يوجد عندك جواب ..!
سألها بإهتمام ليشاهد الضيق يملأ وجهها فيقول بصدق
لا أقصد إحراجك أو إثبات شيئا محددا لك بسؤالي ...
أكمل بعدها
أريد فقط سماع المزيد منك .. أريد معرفة ما يجعلك متوترة ومترددة الى هذا الحد .. أريد أن أعرف وأفهم ما يدور في عقلك يا شمس ..
إبتلعت ريقها ثم قالت بجدية
سأسألك سؤال .. سؤال محدد وأريد جوابا محددا منك وصادقا بالطبع ..
اومأ برأسه يطلب منها أن تسأل لتقول بنبرة متصلبة
علاقاتك النسائية ..! هل ما زالت موجودة ..! هل هناك نساء آخريات غيري في حياتك ..!
حل الصمت بينهما للحظات هو ينظر إليها بتمعن وهي تنتظر جوابه بإهتمام وترقب شديد ليأتيها جوابه
كلا لا يوجد نساء غيرك ..
وهل سيوجد يوما ما ..!
سألته بإهتمام صادق ليجيب بعد لحظات صمت بصراحة شديدة
جواب هذا السؤال يعتمد عليك ...
عقدت حاجبيها متسائلة بإستغراب
ماذا تقصد ..!
رد موضحا حديثه
اسمعيني يا شمس .. انا رجل وأنت زوجتي .. زوجتي التي إخترتها بنفسي وأردتها زوجة بحق لي .. مالذي يجعلني أخونك يا شمس ..! أخبريني أنت .. اذا وجدت لديك ما أنشده من زوجتي فحينها لن توجد إمرأة على وجه الأرض تدخل حياتي سواها ..
فهمت ..
قالتها بإقتضاب وقد فهمت ما يعنيه .. هو يخبرها بوضوح إن الأمر يعتمد عليها .. هي بيدها إخلاصه لها وبيدها خيانته لها مع آخريات ..
ماذا فهمت بالضبط ..!
سألها بصوت جاد لترد بنفس النبرة
فهمت إن الأمر يعتمد علي وإن علي أن أكون الزوجة التي تريدها .. الزوجة التي تفعل وتشبه ما تريده ..
وهل يزعجك هذا ..!
تأملت سؤاله المهم بالنسبة لها لترد بنبرة صادقة
على حسب الصفات التي تريدها بي .. على حسب ما تود مني أن أكون عليه ..
قال بصدق
أتمنى ألا تتجه أفكارك الى منطقة بعيدة عما أعنيه .. أنا لا أقصد بحديثي أن تكوني خاضعة مطيعة لي كما ظننت مسبقا .. على العكس تماما .. أنا أعجبني بك قوتك وكبريائك يا شمس .. أعجبني تمردك أحيانا .. أنت تعجبيني بصفاتك هذه يا شمس لكنني أمقت عنادك في أمور لا تستدعي العناد .. أكره عنادك وتمردك لمجرد العناد والتمرد .. أكره أن تفعلي هذا فقط كي تزعجيني وتضايقيني .. أريدك على طبيعتك معي .. أريدك سعيدة وأنت زوجتي وراضية عن زيجتك مني .. لا أريدك دوما كارهة ناقمة ممتعضة .. أريد أن نكون كأي زوجين طبيعيين .. هذا كل ما أرغبه وأريده ..
كانت تسمعه بتركيز وإهتمام شديد .. صوته الهادئ وكلماته الحكيمة تركت داخلها آثرا كبيرا .. ولأول
متابعة القراءة