رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا
المحتويات
ببساطة
لا يوجد فرق ..
هتف وهو يضحك بخفة
حسنا .. مكتبك ينتظرك بالطبع بل الشركة كلها تحت أمرك ..
ابتسمت برضا ثم قالت وهي تنهض من مكانها
سأتركك تعمل على راحتك ..
توقفت مكانها ثم إستدارت نحوه بعد لحظات تخبره بتردد
ألن تسمح لوالدتك بالعودة الى القصر ..!
نظر لها متعجبا مما قالته فهذه المرة الأولى التي تتناقش معه بشأن هذا الموضوع ...
لا أعلم .. يزعجني غيابها عن القصر لكن وجودها يسبب المشاكل .. هي لا ترتاح إلا عندما تفتعل المشاكل مع هذا وذاك ..
تقدمت نحوه تخبره بجدية وهي تلمس خده بأناملها
إذا كان من أجلي فأنا أعرف جيدا كيف أحمي نفسي بل أسترد حقي ممن يفكر بإيذائي ..
غمز لها مشاغبا
أعلم إن زوجتي قوية ولا خوف عليها ...
هم بالتحدث لكن صړختها جعلته ينتفض من مكانه يصيح بفزع
ماذا هناك ..!
أجابت وهي تشعر پألم شديد في بطنها
ألم شديد .. ألم لا يحتمل ..
لحظات قليلة وعادت تصرخ بصوت أعلى
هناك شيء ما ينزل مني ...
شمس .. انت تلدين ...
قيصر .. انا اموت ..
هتف بسرعة
بعيد الشړ عنك حبيبتي ... يا إلهي ماذا أفعل ..
صاحت بعدم تصديق رغم ۏجعها الشديد
قيصر هل تحبني ..!
لكنه لم ينتبه لها بل سارع يخرج من المكتب ينادي على الخادمة يطلب منه أن تنادي زوجة عمه لتتصرف ...
اهدئي حبيبتي .. ستكونين بخير ..
قيصر انا أتألم .. ارجوك ساعدني ..
قالتها والدموع تهطل من عينيها بغزارة فشعر پألم شديد قبل أن يهمس بسرعة
انهصي سآخذك الى المشفى .. ماذا ننتظر نحن أصلا ..!
حاولت النهوض فقبض على كفها يساعدها بينما جاءت زوجة عمه في نفس الوقت خلفها لميس ..
لا تعرف شمس كيف وصلت الى السيارة حيث جلست بجانبها علياء بينما جاورت لميس قيصر الذي جلس في كرسي القائد ...
في الخارج ركبت دينا مع خالد بعدما أيقظته تتوسله أن يأخذها الى المشفى خلفهم...
كانت شمس تصرخ من شدة الألم وتبكي فيزداد توتر قيصر عندما همست له لميس برفق
امي .. اريد امي ..
قالتها شمس من بين بكائها ليشتم قيصر قبل ان يردد
لقد نسينا والدتها يا لميس ...
أضاف وهو يحاول إخراج هاتفه من جيبه لكنه تذكر إنه نسيه في القصر ...
نظر الى لميس بحيرة قبل أن تهتف الأخيرة بسرعة
سأتصل بالخدم وأجعلهم يتواصلون معهم ويخبروهم بعنوان المشفى ..
وبالفعل فعلت لميس ذلك بينما زاد قيصر من سرعة سيارته وهو يستمع الى صړاخ شمس وبكائها المؤلم ...
......................................................................
في المشفى ..
وقف قيصر خارج الغرفة التي تمكث بها شمس والقلق ينهشه بقوة بينما تجلس علياء مقابلة له تقرأ بعض الآيات والأدعية ...
كانت لميس تراقبهما بقلق هي الأخرى عندما جاءت دينا راكضة خلفها خالد ...
سألتهم دينا عن أحوالها قبل أن تحتضن قيصر بقوة وهي تشعر به خائڤا لأول مرة بهذا الشكل ...
جلست دينا بجانب لميس تدعو لها أن تنهض سالمة بينما ابتسم خالد لقيصر هامسا له بدعم
ستقوم بالسلامة بعدما تنجب لك وليدا رائعا باذن الله ...
ربت قيصر على كتفه وهو يبتسم له ممتنا رغم خوفه الشديد ...
بعد لحظات وجد احدى الممرضات تخرج من غرفتها تشير إليه
زوجتك تريدك ..
ارتبك قيصر قليلا لكنه سارع يرتدي تلك الملابس الواقية قبل أن يدلف لها فيجدها محاطة بالطبيبة وبعض الممرضات تصرخ لحظات وتتوقف لحظات اخرى عندما يهدأ الألم ..
هتفت لاهثة ما إن رأته
قيصر ..
قبض على كفها محاولا دعمها هامسا لها
ستكونين بخير ..
همست باكية
انا خائڤة .. أشعر إنني سأموت ..
قال بسرعة وفكرة فقدانها تفزعه
بعيد الشړ عنك يا روحي .. لن يصيبك مكروه ابدا بإذن الله ..
سألته من بين أوجاعها
هل ستتزوج بعدي إن مت ..! هل ستفعلها يا قيصر ..!
كتمت الطبيبة ضحكتها بينما نظر هو إليها ببلاهة لتصرخ پألم
هل ستفعلها .. ! هل ستتزوج من بعدي ..! لماذا لا تجيب ..!
هتف يجيبها بسرعة
لن أفعلها يا شمس .. اهدئي حبيبتي .. ستصبحين بخير ...
انا أتألم يا قيصر .. افعل شيئا .. أتوسل إليك ..
كانت ترجوه كطفلة صغيرة وهو يضغط على كفها يهمس لها
لا تخافي يا صغيرتي .. ستقومين بخير .. سالمة ان شاءالله ..
اضاف بلا وعي وتلك اللحظة آثرت به بقوة
انا هنا معك يا شمسي .. سأبقى معك حتى تلدين طفلنا يا حبيبتي .. انا دائما جانبك ومعك .. احبك ..
نظرت إليه بعينين دامعتين تهمس بنبرة مرتجفة
قلت إنك تحبني .. لقد قلتها أنت اولا .. سمعتها ...
ابتسم يربت على وجهها يهمس بصدق
احبك يا شمس .. احبك كثيرا .. احبك منذ وقت طويل ... اسف لتأخري في قولها ..
وانا احبك كثيرا ..
قالتها وهي تقبل شفتيه برقة لتشيح الطبيبة والممرضة التي تجاورها وجهها بحرج بينما عادت شمس تصرخ من شدة الألم ..
خرج قيصر بعد لحظات وقلقه ازداد اضعافا ليجد والدتها وأختها وأخيها قد وصلوا .. ركضت والدتها نحوه تسأله بقلق عنها فحاول طمأنتها ...
دلفت والدتها بعدها إليها ورافقتها أثناء ولادتها التي إستمرت حتى ساعات الفجر الأولى حتى صدح صوت طفل صغير يبكي في ارجاء المكان ..
انتفض قيصر من مكانه على صوت الصغير وكذلك فعلت ربى ودينا ...
ابتسم خالد بسعادة وتنهدت لميس براحة عندما خرجت الممرضة وهي تحمل طفلا صغيرا ملفوفا بلحاف بسيط فتتقدم ناحية قيصر الذي إستقبل الصغير بلهفة قبل أن يسمع الممرضة تبارك له
مبارك لك يا بك .. جاءتك فتاة كالقمر ..
تأمل قيصر وجه الصغيرة المحمر بشدة بلهفة شديدة قبل أن تدمع عيناه لا إراديا وهو يرى طفلته .. ابنته محمولة بين ذراعيه ..
طبع قبلة بطيئة على جبينها قبل أن يهمس بخفوت
الحمد لله .. أنرت الدنيا يا حبيبة والدك ...
................................................................................
في صباح اليوم التالي ..
كانت شمس تحتضن الصغيرة بين ذراعيها وهي تتأملها بعينين متسعتين لا تصدق إن تلك الكتلة الصغيرة الرائعة هي ابنتها ...
همست مجددا وهي تتأمل وجنتيها المنتفختين وفمها الصغير
جميلة .. جميلة حقا ...
بالطبع فهي تشبهني ..
قالتها ربى ممازحة بينما هتف أسامة بجدية
ولم تشبهك انت ...! ستشبه والدتها ...
كان قيصر يقف مستندا على الحائط خلفها يتابعها وهي تحمل الصغيرة
متابعة القراءة