رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا
المحتويات
لم أقرر بعد .. لكن غالبا سأدرس الطب ..
أحسنت .. كنت سأنصحك بهذا ...
قالتها شمس بسعادة وحماس .. هتفت والدتها بعدما أنهت مكالماتها
المهم أن تدرس في المجال الذي تحبه ..
اومأ برأسه متفهما ثم اكمل
سوف أدرس الأمر جيدا قبل اتخاذ القرار نهائي ...
اليوم لن أستطيع النوم من شدة الفرحة ..
قالتها ربى وهي تبتسم ملأ فمها ليردد أسامة مازحا
ضحكت شمس وقالت
هي نتيجتنا جميعا فجميعنا تحملنا مزاجك وتقلبه ومعاناتك التي لا تنتهي ..
ضربها بخفة على رأسها وقال
لم يتعب أحد او يعاني سواي ...
حتى ماما ..!
قالتها ربى بدهشة مفتعلة لترد والدتها بجدية
مهما تعبت لن يكون بمقدار تعبه هو .. الحمد لله لقد حصد نتيجة هذا التعب ..
قالتها شمس ليومأ أسامة برأسه وهو يردد عبارة الحمد لله اكثر من مرة بطمأنينة احتلت قلبه أخيرا ..
...........................................................................
في صباح اليوم التالي ..
هبطت تارا درجات السلم بفستانها الأنيق حيث ينتظرها قيصر في صالة الجلوس كما أخبرتها خادمتها ..
دلفت الى الصالة وتقدمت منه لينهض من مكانه ويمد يده مبادرا بالتحية ..
رحبت به وهي تتجه نحو الكنبة المقابلة له بينما عاد هو وجلس في مكانه متأملا إياه بنظرات استغربتها كليا ..
سألته بهدوء
كيف حالك يا قيصر ..! اتمنى أن تكون بخير ..
بخير ..
عادت وسألته بإبتسامة هادئة
وماذا عن العروس ..! كيف حالها ..!
رد بإقتضاب
هي الأخرى بخير ..
سألت بصراحة
إذا ما سبب هذه الزيارة المفاجئة ..! هل هناك شيء ما ..!
تنهد ورد عليها
بالطبع هناك شيء وإلا ما كنت أتيت من الأساس ..
إذا ماذا هناك ..! أخبرني عن سبب هذه الزيارة ..
صوته خرج صارما بشكل فاجئها
مختصر الكلام يا تارا .. ابتعدي عن خالد ..
رفعت حاجبها تهتف بهدوء مثير للدهشة
عفوا .. أبتعد عن من ..! خالد ..! ومالذي بيني وبينه لأبتعد عنه ..!
أكملت بعدها وهي تنهض من مكانها وصوتها الحاد صدح في أرجاء المنزل
أكملت بعدها وهي تشمخ برأسها
أنت اكثر من يعلم كم عدد الرجال الذين حاولوا الإرتباط بي .. تعلم عن مدى ثرائهم وعلو مكانتهم ورغم هذا لم أقبل بأي منهم .. مثلما تعلم عدد الرجال المهمين الذين أعرفهم عن طريق العمل او خارجه ومع هذا لم أحاول إغواء أيا منهم حتى أنت رغم إنك كنت زوجي لأشهر عديدة وكان بإمكاني إستغلال العقد الذي بيننا لكنني لم أفعل .. لذا أخبرني الآن ما المميز في خالد عنكم جميعا لأكون معه او بالأحرى لأقترب منه كما تدعي ..!
كلامك منطقي لولا ما سمعته ..
قالها ببرود لتصرخ لا إراديا
ومالذي سمعته ..!
لا ترفعي صوتك يا تارا ..
قالها بصوت حازم لترد بقوة
انظر الي يا قيصر باشا ...
اتكأت على كلمة باشا ثم أكملت بهدوء مفعم بالكبرياء
لست أنا من تتحدث معها بهذا الشكل ولست أنا من تتأمر عليها .. أخبرتك إنه لا شيء بيني وبين ابن عمك ..من الأفضل أن تصدق ذلك وإن لم تفعل فهذه مشكلتك وليست مشكلتي ..
بكل الأحوال قلت ما لدي ..
قالها بجمود وهو ينهض من مكانه متجها خارجا لكنه توقف بعد لحظات ثم الټفت نحوها يهتف عن قصد
صحيح .. خالد سيخطب عن قريب .. لذا الإبتعاد عنه أفضل للجميع ..
واللمعة في عينيها أكدت ما تخفيه داخلها عن الجميع وتنكره بقوة ..!
منحها ابتسامة أخيرة باردة ثم خرج بعدها بهدوء كما جاء لتجلس هي على الكنبة بملامح جامدة ..
.............................................................................
مساءا ..
دلفت شمس الى القصر وهي تبتسم بسعادة مطلقة .. لقد قضت اليوم كامله مع عائلتها .. كم إستمعت معهم حتى إنها أرادت المبيت ليلة أخرى لكن والدتها أخبرتها إنه لا يجوز أن تترك زوجها ليلتين متتالتين في بداية زواجهما ..
سارت متجهة نحو السلم حينما سمعت حماتها تنادي عليها ..
إلتفتت نحوها وقد خفتت إبتسامتها تدريجيا حينما اقتربت كوثر منها وسألتها بسخرية
اهلا بكنتي العزيزة .. أخبريني ما سبب إبتسامتك هذه ..!
ردت شمس بتهكم
إبتسامتي ..!! أين هي ابتسامتي ..! لقد اختفت ما إن سمعت صوتك ..
احتدت ملامح كوثر وهي تهتف بها بحدة
تحدثي معي بإسلوب أكثر احتراما يا فتاة ..
قالت شمس بجدية
عندما تتحدثين معي بطريقة جديدة غير طريقتك المعتادة سأتحدث معك كما تفضلين وأفضل أيضا ..
منحتها كوثر نظرة كارهة ثم رددت بعجرفة
أنا أتحدث معك بالطريقة التي تليق بمستواك ..
صاحت شمس غاضبة
انا لا أسمح لك ..
وقبل أن تكمل سمعت صوت قيصر يهتف بقوة وهو يتقدم نحويهما
ماذا يحدث هنا ..!
ردت والدته سابقة إياها
زوجتك لا تحترم أحدا وترفع صوتها علي بكل قلة ادب ..
ردت شمس بقوة
انا لست قليلة الادب يا كوثر هانم .. وأنت تعلمين جيدا إنني رفعت صوتي بعدما قلتيه ..
إلتفتت الى قيصر تخبره
أنا لا أقلل إحترام من يحترمني .. كما إنني أحترم فرق السن بيننا وإنها والدتك وأتعامل معها على هذا الأساس لكنها لا تفعل المثل ..
أنهت كلماتها وإندفعت نحو السلم ترتقي درجاته وتتجه في الطابق العلوي نحو جناحها ..
اما قيصر فنظر الى والدته التي رفعت ذقنها بشموخ ليهتف بجدية
يبدو إن حديثي السابق معك بشأن شمس لم يجد نفعا ..
ردت والدته بإباء
اعذرني .. لكنني لا أستطيع تقبلها ..
قال قيصر بصوت قوي صارم
لست مضطرة أن تتقبليها لكنك مجبرة على إحترامها ..
هل تريد إجباري على ما لا أرغبه ..!
قالتها مستنكره ليتقدم نحوها ويهتف بنظرات حازمة
إنها زوجتي وأنت مجبرة على ذلك .. إنها المرة الآخيرة التي أتحدث بها بهذا الموضوع وإذا تكرر ما حدث لن أتردد في تنفيذ ما حذرتك منه سابقا ..
انصرف بعدها يتبع زوجته بينما كوثر تلاحقه بنظراتها الغاضبة ..
..........................................................................
دلف قيصر الى جناحه ليجدها تجلس على الكنبة وهي تهز قدمها بعصبيه ..
اقترب منها لترفع وجهها ناحيته فيسألها بصوت عادي وكأن شيئا لم يحدث في الأسفل
لقد تأخرت في منزل عائلتك ..
ردت بجدية
كنت مشتاقة لهم كثيرا فقررت البقاء معهم حتى المساء ..
قال بهدوء
ألم يكن من المفترض أن تخبريني .. لم أكن سأمانع بقائك ..
شعرت بالحرج بسبب خطأها الغير مقصود فقالت بصدق
معك حق .. لكنني نسيت .. لم يخطر على بالي ذلك
متابعة القراءة