رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا
المحتويات
الفصل السادس والثلاثون ..
فتحت عينيها اللامعتين للحظات ثم أغلقتهما على الفور بقوة عندما بدأت ذكريات الليلة السابقة تتدفق داخل عقلها بسرعة ..
احمرت وجنتاها وهي تتذكر كل ما حدث .. كل لمسة وهمسه شعرت بها .. كل شيء كان مثاليا وهي شعرت بسعادة غريبة تدغدغ روحها ..
فتحت عينيها عندما استوعب للحظة إن الفراش خالي بجانبها ..
سوف تستعيد ثباتها وطبيعتها وتتخلص من شعور الخجل والإستيحاء الذي يبعثر أنفاسها وكيانها كليا ..
نهضت معتدلة في جلستها مستندة على السرير خلفها تتأمل جناحها الفخم بغرابة تشعر بها لأول مرة ممزوجة بفرحة وحيوية إستغربتها كليا ..
خرجت بعد مدة وهي ترتدي روب الإستحمام وتلف شعرها الطويل بالمنشفة ..
وقفت أمام المرآة تتأمل وجهها شديد الإحمرار قبل أن تفك المنشفة الملتفة حول شعرها ..
هطلت خصلات شعرها المبللة فوق ظهرها لتحمل المنشفة وتبدأ بتجفيفها قبل ان تضع المنشفة جانبا وتحمل المشط كي تسرحه ببطء ..
ابتلعت ريقها وهي تحاول السيطرة على أنفاسها المضطربة وتوترها الشديد ..
توقف الهاتف عن رنين وهي في خضم تهدئه نفسها لتزفر أنفاسها يبط قبل أن تقرر تشجعة نفسها والإتصال به ..
ضغطت على اسمه بتردد ثم زر الإتصال لتضعه بأنامل مرتجفة على أذنها فتسمع صوت رنين الهاتف قبل أن يأتيها صوته الرخيم يهتف بها
ردت بصوت جاهدت ليظهر ثابتا
صباح النور ..
سألها بهدوء
هل أيقظتك من النوم ..!
ردت بسرعة
كلا كنت مستيقظة من الأساس ..
إذا ماذا ستفعلين هذا الصباح ..!
أكمل قبل أن يسمع ردها
إذا تريدين بإمكانك أن تأتي وتباشري عملك في الشركة ..
تنهدت ثم هتفت
دعني أفكر في الأمر جيدا .. أما اليوم فسأبقى في المنزل ..
قالها بجدية قبل أن يسألها أخيرا
هل تريدين مني شيئا ما ..! سأغلق الهاتف الآن ..
أجابته
كلا .. لا أحتاج شيء .. أشكرك ..
مع السلامة ..
قالها منهيا الحوار لترد قبل أن تغلق الهاتف
مع السلامة ..
تطلعت الى الهاتف للحظات قبل أن تضعه على الطاولة أمامها وتعاود تسريح شعرها ..
أغلق الهاتف معها وهو يتنهد براحة يشعر بها لأول مرة منذ زواجه بها فيبدو أن إستسلامها البارحة وما حدث بينهما انعكس إيجابيا عليها فهاهي تتحدث معه بهدوء احتاج له منذ مدة ولا تبدو غاضبة أو منزعجة منه على الأقل كما توقع ..
نظر الى هاتفه مجددا وأفكاره تتمحور حولها ليحمله وهو يقرر الرحيل ..
نهض من فوق مكتبه خارجا من المكان متجها الى مكتب خالد ..
دلف الى الداخل بعدما طرق الباب ليجد خالد يعمل كالعادة فيهتف به بعدما رفع الأخير بصره بنظرات متسائلة
أريد منك اليوم الذهاب الى عشاء السيد عزمي بدلا مني ..
هم خالد بالرفض لكنه تذكر إن قيصر عريس جديد و ليس من اللائق أن يرفض طلبه فيجبره على الذهاب .. ربما لديه مخطط ما مع عروسه ..
أومأ خالد برأسه دون رد ليمنحه قيصر إبتسامة خفيفة قبل أن يخرج مغلقا الباب خلفه ..
خرج بعدها من الشركة واتجه الى سيارته مخبرا السائق الخاص به أن يتجه الى احد أشهر محلات المجوهرات ..
بعد مدة قصيرة دلف الى المحل وأخذ ينتقي أحد الأطقم الماسية ليختار الأفضل والأجمل ..
هنأه البائع على ذوقه المميز ثم أخذ شيك بالمبلغ الخاص بالطقم قبل أن يودع قيصر الذي خرج من محله وجلس في المقعد الخلفي من سيارته مخبرا السائق أن يعود الى القصر ..
.............................................................................
دلفت كوثر الى جناح حوراء بعدما طرقت الباب عدة مرات دون رد ..
وجدتها ما زالت نائمة في سريرها والجناح مظلما بشكل يثير الإكتئاب ..
زفرت أنفاسها بضيق من وضعية الجناح وابنتها النائمة في وقت كهذا على غير العادة ..
اتجهت نحو الستائر وقامت بفتحها ليسطع ضوء الشمس بقوة في أرجاء الغرفة ..
أخذت حوراء تتقلب في سريرها بضيق قبل أن تفتح عينيها قليلا وتعتدل في جلستها بعينين نصف مغلقتين وهي تتأفف بضيق ..
ماذا حدث ولم فعلت هذا ..!
قالتها حوراء متسائلة بقليل من الحدة لتقترب كوثر منها وهي تردد
افتحي عينيك وإنهضي من فوق سريرك لتأخذي حماما سريعا عله ينعشك قليلا ويعدل مزاجك..
فتحت حوراء عينيها ونظرت لها بحنق مرددة بملل
ماذا تريدين مني ماما ..!
ردت كوثر بجدية
انا من يجب أن يسأل ..! ماذا يحدث معك ..!
ماذا تقصدين ..!
سألتها حوراء بنعاس لتكمل كوثر بهدوء مفتعل
أتحدث عن مزاجك السيء وإعتزالك الجميع وبقائك في جناحك أغلب الوقت .. أنت مختلفة تماما هذه الأيام ..
قالت حوراء وقد سيطر الوجوم بوضوح على ملامح وجهها
لا يوجد شيء محدد .. انا فقط أرغب في البقاء لوحدي قليلا ..
هكذا .. بدون سبب ..
قالتها كوثر بدهشه لتومأ حوراء برأسها دون رد فتلوي والدتها فمها وهي تقول
أنا لا أصدقك وأريد أن أفهم ماذا يحدث بالضبط ..
وعندما لم تجد ردا من حوراء سوى وجوم ملامحها أكملت بنبرة ذات مغزى
هل هو السبب ..!
سألتها حوراء ببرود
من تقصدين ..!
ردت كوثر بتهكم مقصود
ابن عمك المصون ..خالد بك ..
هزت حوراء رأسها نفيا وأجابت بعدما مالت بوجهها نحو الجانب الآخر البعيد عن والدتها
لا يوجد شيء كهذا .. أنت تتوهمين..
قالت كوثر مستهزءة بإبنتها التي لا تفهم إنها تعرف مشاعرها تلك منذ مدة طويلة
تستطيعين الكذب على الجميع وإخفاء مشاعرك عنهم عداي أنا .. أنا أعرف بمشاعرك يا حوراء منذ زمن طويل ..
نظرت حوراء إليها بدهشة صادقة لتومأ كوثر برأسها وهي تبتسم وتقول
لا تنظري إلي هكذا .. لقد إكتشفت إنك مغرمة به منذ سنوات ..
قضمت حوراء شفتيها بقوة ثم هتفت مدعية اللامبالاة
حتى لو .. ما المطلوب مني الآن ..!
قالت والدتها بجدية
المطلوب أن تنهي هذا الآمر .. طالما هو يتجاهل مشاعرك تجاهليها أنت أيضا وعيشي حياتك بشكل صحيح ...
ڼهرتها حوراء
ومن قال إني لا أفعل ..!
زفرت كوثر أنفاسها وقالت بنفاذ صبر
أليس هو سبب ما يحدث معك هذه الفترة ..! أخبريني ..!
صمتت ولم ترد لتكمل كوثر بثقة
هل رأيت إنني أدرك ما يحدث معك دون أن تتحدثي ..!
منحتها حوراء إبتسامة خائبة لتردف كوثر بصدق
انظري إلي .. إما أن تنسيه تماما أو تحاولي لفت إنتباهه على الأقل ..
منحتها حوراء نظرة مندهشة لتغمض كوثر عينيها للحظات ثم تفتحها وتقول بهدوء
لا تنظري إلي هكذا .. أنت تتعاملين معه بطريقة تجعله ينفر منك .. أعلم أنك بإسلوبك هذا تحاولين إخفاء مشاعرك لكنك في نفس الوقت تتسببين بنفوره منك ..
نظرت إليها حوراء بتمعن
متابعة القراءة