رواية جديدة قوية الفصول من السادس وثلاثون للتاسع وثلاثون الاخير بقلم بيلا

موقع أيام نيوز

حتى عندما اتصلت بي صباحا وتحدثت معي ..
ابتسم بخفة وقال 
لا عليك .. المهم ألا تكرريها مرة ثانية .. أنا لا أمانع ذهابك الى هناك وبقائك معهم طول اليوم والمبيت احيانا اذا أردت .. هم في النهاية عائلتك ويحق لك ذلك لكن فقط أخبريني ..
ابتسمت بصدق وهي تومأ برأسها دون رد بينما أكمل هو 
صحيح مبارك مرة أخرى نجاح أخيك ... معدله ممتاز ..
دب الحماس فيها ما إن تذكرت أخيها ونجاحه المبهر لتقول بثرثرة 
نعم .. معدله ممتاز حقا .. اتمنى أن يدخل كلية الطب كي تكتمل فرحتنا ..
سألها بإهتمام 
اذا هل ينوي أن يدخل كلية الطب ..!
ردت عليه 
احتمال .. ما زال يفكر بالأمر .. 
دعوه يختار ما يريد .. لا تشتتوا تفكيره .. ليختر ما يفضل بعدما يبحث عن كل تخصص ..
أكمل بعدها 
وإذا أراد بإمكانه التقديم على الجامعة الأمريكية هنا .. وأنا سأضمن له مقعدا ..
سألته بإهتمام 
كيف ذلك ..! اذا كنت تقصد أن تدفع أقساطه فلا ماما ستقبل ولا حتى أنا ولا هو ايضا ..
هتف بجدية 
على مهلك .. من قال إني سأدفع شيئا ..
أكمل موضحا حديثه 
بإمكانه الحصول على منحه .. معدله يسمح بذلك لكن أظن هناك اختبار لغة قبلها ..
قالت وقد أعجبتها الفكرة 
فكرة رائعة .. سأخبره بذلك ..
ابتسم ثم قال وهو يتجه نحو سترته المعلقة حيث أخرج منها تذكرتي سفر وتقدم نحوها ..
أعطاها التذكرتين لتهتف به وهي تأخذهما
ما هذه يا قيصر ..!
أجاب بهدوء 
تذكرتي سفر الى اوروبا .. لقد آن أوان شهر العسل يا شمس فقد تأخرنا كثيرا ..
تأملت التذكرتين ورغما عنها فرحت لفكرة الذهاب الى اوروبا ..
ضحكت بصدق ثم رفعت وجهها المليء بالفرح نحوه وقالت 
إنها فكرة جيدة للغاية .. شكرا كثيرا ..
تغضن جبينه وهو يهتف بجدية 
علام تشكرين بالضبط ..! أساسا لقد تأخرنا بهذا كثيرا ...
ابتسمت بخفة ثم نظرت الى التاريخ المدون على التذكرتين لتصرخ لا اراديا 
الجمعة ..! هل سنسافر بعد يومين ..!
اومأ برأسه وهو يرد 
نعم يا شمس .. بعد يومين .. هل لديك مشكلة ..!
ردت بسرعة 
لا توجد مشكله ولكن المدة قصيرة و ..
قاطعها بسرعة 
إذا أردت تجهيز نفسك فلديك يومين تستطعين فيها شراء ما ينقصك ..
معك حق ..
قالتها بخفوت ليسألها مغير الموضوع 
ماذا سنأخذ هدية لأخيك ..!
رفعت وجهها تنظر اليه بتعجب من فكرة ان يهتم بأخذ هدية لأخيها ليرفع حاجبه متسائلا 
مالذي فاجئك بهذا ..!
كيف عرفت أنني تفاجئت ..!
ابتسم وهو يهتف 
ملامحك مقروءة دائما بالنسبة لي يا شمس ..
ملأها الغيظ من حديثه لكنها تجاهلت ذلك وهي تهتف بجدية ترد على سؤاله 
تفاجئت من اهتمامك بأمر هدية اخي .. لم أكن أظن إنك تهتم بعائلتي و..
قاطعها بقوة 
عائلتك هي عائلة زوجتي يعني بمثابة عائلتي الثانية .. هناك اصول في الزواج يا شمس ... زواج اثنين يعني ترابط عائلتين بالكامل ... 
أنا حقا لم أعد أفهم شيئا .. سابقا كنت رجلا بربري متوحش تقسو وتفرض سطوتك علي طوال الوقت وتجعلني أشعر إنك ملك يعاملني كجارية وفجأة بعد زواجنا أصبحت تتصرف كرجل حكيم مثقف ومثالي ملتزم بالأصول والعادات .. أنت أيهم بالضبط ..! انا لم أعد أفهم حقا ... أريد أن أعرف أيهم قيصر الحقيقي ..! وأيهم سأتعامل معه ..! هل أخشى من قيصر المتملك الۏحشي أم أرتح مع قيصر المثالي الملتزم ...!
كانت تخبره بما يدور داخلها.. بحيرتها وتشتتها وبجزء من مخاوفها ...
ابتسم على حديثها الغير مترابط المعبر عنها وعن جزء مهم مما يدور داخلها ليرد اخيرا وهو يطلق تنهيدة مسموعه 
سأخبرك .. قيصر الذي رأيته اولا يحمل جزءا من شخصيتي عندما أكون مع شخص يحاول العبث معي .. او شخصا يمس او يؤذي شيئا يخصني او مهما بالنسبة لي .. ستقولين ما علاقتي بهذا ..سأرد بإنك لم تفعل أيا من هذين ولكنك إستفزيتني.. بعنادك وتمردك ورفضك الدائم لوجودي .. أردتك يا شمس كما لم أرد إمرأة من قبل .. اعترف بذلك .. أغضبني وأزعجني إنك ترفضينني بعدما إخترتك كزوجة لي دونا عن جميع النساء .. فضلتك على الجميع .. هل تعلمين ..!
صمت قليلا بينما تنتظر هي إكمال حديثه بلهفة 
أنت أول إمرأة عرضت عليها الزواج .. أنت الوحيدة التي أردتها زوجة .. جميع النساء اللواتي مررن في حياتي لم يكن سوى عشيقات مؤقتات أعرف جيدا من اول يوم إنهن سيخرجن من حياتي بعد مدة معينة .. أنت الوحيدة التي لم أرغبها كعشيقة .. الوحيدة التي ما إن رغبت بك .. رغبتك زوجة دائمة ... 
لماذا ..!
سألته بصوت مرتجف ليرد بصدق 
لا أعلم .. لا أعلم سبب ذلك مثلما لا أعلم سبب تحملي چنونك وتصرفاتك الخاطئة وتمردك الطفولي ... 
لم تغضب من حديثه الأخير بل شعرت بكل كلمة منك تخترق قلبها وتتربع فيه ..
بينما أكمل هو بعدها 
اما قيصر الثاني فهو قيصر الإعتيادي .. قيصر الذي ستجدينه دائما هكذا .. انا لست خليطا من الاثنين .. أنا أكون واحدا منهم وأنت او الظروف من تحددان ذلك ...
كانت تتأمله بشكل مختلف ونظراتها تحوم حول ملامحه الوسيمة وحديثه الفاصل بالنسبة لها .. 
ابتسم على نظراتها المختلفة وتأملها له ليجذبها نحوه في عناق تجاوبت معه بعفوية خالصة ...
..الفصل السابع والثلاثون 
الجزء الثاني 
في اليوم التالي ..
مساءا ..
دلفت شمس الى القصر وهي تحمل مجموعة من الأكياس .. سارت نحو جناحها حينما لمحت كوثر تسير تجاهها .. جهزت نفسها كالعادة لبعض الكلمات المعتادة على تلقيها منها لكنها فوجئت بها تتجاهلها وهي تهبط درجات السلم .. تعجبت من تصرفها الغير المعتاد ثم أكملت سيرها نحو الجناح بلا مبالاة ..
دلفت الى الداخل ووضعت الأكياس على السرير .. ثم جلست عليه بعدها وخلعت حذائها ورمته بإهمال على الأرضية وتمددت بجسدها على السرير الضخم بإرهاق واضح ..
لقد استغرقت وقتا طويلا في السوق وهي تشتري بعض الأشياء التي تحتاجها لأجل رحلة الغد كالملابس والاحذية الرياضية واشياء أخرى ..
تشعر بحماس كبير لتلك الرحلة فهي ستسافر الى أوروبا وترى باريس وروما التي حلمت طويلا برؤيتهما ...
اعتدلت في جلستها وحملت هاتفها كي تتحدث مع اختها التي رأتها صباحا حيث ذهبت لتوديع عائلتها قبل سفرها ..
رنت على ربى التي أجابتها بعد لحظات فأخذت تثرثر معها وهي تسألها للمرة التي لا تعلم عددها اذا ما كانت تريد شيئا معينا من هناك تجلبه معها عندما تعود من هذه الرحلة .. 
انتهت من حديثها مع اختها لتغلق الهاتف وهي تتنهد بإبتسامة خاڤتة ثم تنهض من مكانها مقررة ترتيب أغراضها في حقيبة السفر ...
مرت اكثر من ساعة حينما انتهت من اعداد حقيبة سفرها بالكامل لتعقد حاجبيها وهي
تم نسخ الرابط