رواية روعة جدا الفصول الاخيرة والخاتمة
الورقة بهدوء لكن سريعا تحولت ملامحه واصبحت أكثر قساوة......
“معقول.... طب إزاي وإيه مصلحة في كده ...”
نظرت له بسمة وكادت ان تسأل عن محتوى تلك الورقة لكن سبقها اسر وتحدث ب
“انا زيك مش مصدق ان تقرير المعمل الجنائي بيثبت ان الحريق اللي قام هنا من اكتر من عشرين سنة كان مدبر مكنش ماس كهربائي زي ماكنا فكرين.... او زي ما المحضر كتب ساعتها....”
توسعت أعين بسمة پصدمة...
هل حقا من راحلو ضحاېا هذا الحريق كانت الحاډثة عن عمدا هل هناك قاټل فعلها ويحيا على الأرض حتى الآن هل عزيز التهامي ...
“انا حققت مع عزيز في المسألة دي بس مرديش يتكلم....واضح كده ان سكوت بيدل على کاړثة “
هتفت بسمة بعد ان عصفت بها الأفكار....
“مش معقول عزيز هو إللي عملها....”
نظر لها الإثنين بتسأل... إضافة هي بطريقة مهنية...
“أكيد لو هو اللي عملها مش هيحتفظ بورقه زي دي
يعني أكيد لو كان المحضر اتقفل على أنه ماس كهربائي يبقى أكيد تحليل المعمل الجنائي المزور كان ماس كهربائي برده .... لكن التحليل السليم هو اللي خرجه عزيز وحتفظ بيه يمكن عشان يبتز حد... او يمكن يكون غبيه لدرجة ان يحتفظ بورقه زي دي ممكن توصله لحبل المشنقه....”
نظر جواد للأمام وهو يقول بشك...
“كلامك صح يابسمة... مفيش حد عاقل هيعمل چريمة زي دي ويحتفظ بورقه بشكل ده ممكن توديه في ستين داهية ومش بس كده دا القصية اللي اتقفلت من عشرين سنة هترجع تتفتح من تاني....”
نظر نحو اسر بوجه صخري...
“اسر..... انا لازم أقابل عزيز....”
هتفت بسمة پخوف قبل ان يرد عليه اسر...
“تقبله... تقبله ليه انت ملكش دعوة بلموضوع ده سيب الحكومة هي اللي تصرف.....”
تشنجت قمسات وجهه وهو يعلو صوته بعصبية عليها...
“حكومة إيه إللي تصرف..... دول اهلي ومحدش هيجيب حقهم غيري.....”
“يعني إيه هترجع تمسك الزفت ده تاني....” توسعت عينيها پصدمة وهي تحدج به بعتاب....
“دا طاري ولازم اخده.... بس لم أعرف مين اللي عملها...” أشاح بوجهه بعيدا عنها فهو لا يطيق نظرات العتاب تلك....
نهضت وهي تبتعد عنه بحدة....
“عمرك ما هتتغير....”
خرجت حيث الحديقة لتذرف الدموع على تلك الحياة التي دوما تسأم من كونها سعيدة لتعود بها
لبداية الأحزان !....
عاتبه اسر بهدوء...
“مكنش ينفع تكلمها بطريق دي ياجواد يعني هي خاېفه عليك....”
زفر جواد بحنق فهو لم يخوض معه في الحديث عن ما تشعر به زوجته لأنه على يقين انها تخشى عليه لكن يجب ان تتفهم ان تلك المسألة بمثابة حياة او مۏت له ! يجب ان يعلم من هو قاټل عائلته وما هذا السبب القوي ليدفعه للاڼتقام منهم بكل تلك الضراوة ....
“خليك معايا دلوقتي يأسر انا عايز أقابل عزيز التهامي دلوقتي....”
“دلوقتي...صعب ياجواد....”
“اي اللي صعبه....”
تحدث اسر بحرج منه...
“بصراحه انا مطبق من إمبارح في المكتب وحاليا في ظابط قعد مكاني يعني لو روحنا هنلفت الأنظار لينا...
انا لسه مبلغتش حد بالورقه دي..حتى لم حققت مع عزيز كنت بستجوبه شفوي كده يعني مفتحتش القضية لسه....”
“وانا مش عايزك تفتح القضية دلوقتي...لحد ماعرف مين هو القټل....”اجابه جواد بنبرة قاتمة ثم تريث برهة قبل ان يسترد حديثه بعدها بتنهيدة ....
“خلاص...هقبلك بكره الصبح في مكتبك....”
انتصب اسر في وقفته وكذلك جواد وهو يصافح رفيقه قائلا بهدوء...
“اتفقنا هستناك بكره الصبح.....”
سار اسر للخارج حيث سيارته وتبعه جواد حيث تلك الحزينة الوقفة بجوار شجرة قد وقعت اوراقها الخضراء وبقت فارغه لتجد اسفلها وردة وردية اللون لا تعلم كيف اتت وسط هذا الدمار للتواجد بزها لونها لا تليق بهذا المكان المتهالك مثلما لا تليق
هي بحياة رجل لا يعرف الا الډم والقتل اي عشقا هذا الذي افترس قلبها وجعلها تعاني معه كل تلك الأشهر واي قدر سيفرقهم الان بعد ان جمعهم منذ أيام قليلة ...
وضع يده على منكبيها وهو يقول بنبرة تبث الإعتذار لها....
“يلا بينا يافرولتي على البيت....”
ابتعدت عنه بهدوء وسبقته بخطوات متمهله حيث سيارته الفارهة....
تنهد بعمق وهو ينظر لملامحها عبر نافذة السيارة الذي لجت بداخلها سريعا بوجها حزين لن يكون
إرضاءها أمرا سهلا....
لج لداخل السيارة وهو يميل عليها بمشاكسة طفيفة...
“اربطي حزام الأمان....” مد يده وكاد ان يربطه لها لكنها عرقلة