رواية روعة جدا الفصول الاخيرة والخاتمة
بقوة في صدره
وهي تقول بحنق...
“ تصدق إنك غلس وكداب..... “
رفع حاجبه وهو يعلق على جملته بعدم رضا
وتحذير مزيف....
“حاولي تلمي لسانك شوية عشان هتزعلي مني المره الجاي.....”
هتفت بعناد واصرار أمامه...
“على فكره دي الحقيقه الأكل اتحرق بسببك
وهتاخرني اكتر على اسيل و....”
شهقت حينما وجدت الأرض تنسحب من تحت قدميها فهو حملها سريعا وهو يقول بتحدي وعناد...
“يعني كل اللي فارق معاكي إنك هتتاخري مش فارق معاكي جوزك اللي مفطرش لحد دلوقتي....طب عقاپا ليكي التأخير هيبقى الضعف....”
تذمرت كالاطفال وهي تقول بضيق.....
“نزلني ياجواد...اقسم بالله انت بتتلكك....”
“وأنتي بتتلككي أكتر مني...”رمقها بخبث وهو يتجه بها نحو غرفتهم....
قالت بتبرير...
“ياجواد الفطار...يعني انت مش جعان....”
“دا انا ھموت من الجوع...بس خلاص قربت أشبع...”
نظر له بشهونية خبيثة...
ضحكت بخجل وهي تهز راسها بستياء....
“تشبع.... اشك...”
_____________________________________
في معمل التحليل...
توسعت عينيها پصدمة وسعادة وهي ترمق اسيل بعدما غمرة بالفرحه بهذا الخبر المنتظر منذ أشهر كثيرة....
“انا حامل يأسيل... حامل.....” وضعت يداها على بطنها بسعادة والابتسامة تزين ثغرها ..
لم تعلم أنها ستشعر بهذا الشعور هي تحمل الامومة داخلها بالفطرة من يوم ان حملت كريم ابن شقيقتها على يداها.. لكنها اليوم ستختبر الامومة مع من ينمو الآن داخل احشائها مخبرها انه بانتظار
رأيتها ويشتاق أيضا لاحضانها مثلما تشتاق هي لوجوده معها....
“مبروك ياحبيبتي...” عانقتها اسيل وهي تبكي بسعادة لأجل صديقتها فهي تعلم ان هذا ماكانت
تتمنى إياه وتنتظره منذ فترة ليست بقصيرة .... بدلتها بسمة العناق وهي تنزل دموعها بسعادة...
“مش مصدقه اني هبقى أم... تفتكري جواد هيفرح قد إيه...”
ابتعدت عنها اسيل وهي تتذكر مكالمة جواد لها صباحا وهو يقول بطريقة غامضة لم تفهم ما
خلفها...
“بقولك يأسيل ينفع تاخري بسمة شوية معاكي...”
ردت اسيل بشك...
“ااخرها ليه انت مش عايزها تروح...”
“طبعا عايزها تروح... بس مش دلوقت لم أتصل بيكي تحاولي تمشيها من عندك على طول...”
رفعت اسيل حاجبيها بحيرة...
“امشيها على طول.. هو في يابيه بظبط انا مش فاهمه حآجه....”
“مش لازم تفهمي يأسيل اسمعي الكلام وخلاص...”
برمت شفتيها وهي تفيق على صوت بسمة التي قالت بحماس...
“يلا بينا يأسيل انا ھموت وشوف جواد دلوقتي..”
“يابنتي أهدي بلاش استعجال... وبعدين انا جعانه وعيزاكي تعزميني على اكلت سمك في مطعم لسه فاتح جديد على طريق.... ها قولتي إيه...”
رفعت بسمة حاجبيها بدهشة..
“بتهزري... دلوقتي...”
جذبتها اسيل للخلف وهي تندمج معها في
الحديث....
“ااه دلوقتي ! مستعجله على إيه... الدنيا مش هطير بقولك جعانه.... وبعدين تعالي احكيلي عملتي اي في قضية عمار شعيب دا.. دي الجرايد والاعلام في تلفزيون مش بيتكلمه غير عن القضية والمحامية اللي كسبتها... دا حتى السوشيال ميديا
مقلوب على الخبر وشكله هيطلع ترند...”
هزت بسمة رأسها باستسلام وهي تحاول الاندماج معها في الحوار الدائر بينهم....
“أبدا ياستي القضية وما فيها م....”
بعد ما يقارب الساعتين ارتشفت بسمة العصير وهي تقول بتعب...
“يخربيتك يأسيل ولله انا حسى ان ضحكت اكتر ماكلت....”
ضحكت اسيل وهي تقول بغرور...
“عشان تعرفي إني خساره فيكي بس...”
نهضت بسمة وهي تقول بسخط...
“يسلام طب يالا يامتوضعه على البيت... انتي معندكيش جوز تسألي عليه ولا إيه....”
“لا ياختي عندي... بس سيف مش بيجي دلوقت.. وبعدين إمبارح كان واخد أجازه وقضينا اليوم من
اوله مع بعض يعني بصره...”
“بصره إزاي وانا سيب جواد في البيت وقعده باكل وبشرب وبضحك مع حضرتك...”
طقطق اسيل بشفتيها باستفزاز...
“اي دا فعلا !.... انتي الحمل جاي معاكي بقلة ذوق كدا ليه.. ازاي تسيبي الراجل لوحده في البيت.. “
عضت بسمة على شفتيها وهي تقول بحدة...
“ما شاء آلله عرق الغمري في الاستفزاز بظبط...”
ضحكت اسيل وهي تمسك بيد صديقتها...
“ماشي ياختي... بقيتي مشهور بقه ومبقناش عجبينك... تعالي بقه نسند بعض لحد
مانخرج من هنا...”
سارت بجوار صديقتها لتهتف بسمة بمزاح ثقيل...
“خدي في بالك الحمل طخنك...”
ردت اسيل عليها بنزق
“نحن السابقون وأنتم اللحقون...فبلاش تريقه ليكي يوم...”
ظل الإثنين يضحكون ويمزحون فمن أسعد اللحظات لكلاهما حينما يجتمعنا في مكانا واحد وتكن الجلسة نسائية وخاصة حتما تكون اكثر مرحا والحديث بطعم آخر !....
أبحث عن الصداقة في حياتك فهي حتما جزءا
مهم لم تقدر على محي إياها من أعماق وجدانك!..
الصديق قبل الطريق !...
____________________________________
دلفت بسيارتها الى حديقة الفيلا كان الشروق اختفى من السماء وعلى وشك احتلال الغروب
المكان