رواية روعة جدا الفصول الاخيرة والخاتمة
لقطعة منه!..
كانت المرة الاولى الذي يتحدث معها عن الأطفال
ولكنه سريعا غير الموضوع لمزاح حتى لا يخوض معها في شيء يضع مسافات بينهم... فهو ان كان يشتاق لطفل فمن المؤكد انه يريده منها لا من غيرها
وكذلك هي فلما التكلم وهما قررنا ترك زمام هذا الأمر
لله فهو القادر على أعطى الرزق لمن يشاء...
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها.. اتجهت نحوه وهي تفتح الخط لتضع الهاتف على اذنيها سريعا...
“ أيوا يأسيل... لا يستي مش ناسيه.... اكيد هروح بعد ما جواد يمشي.. آآه استنيني هناك وانا هاجي بعربيتي اخدك نروح سوا... تمام ياسوو.. ادعيلي تحليل الډم يطلع فيه إني..... إني حامل.... “قالتها بخفوت وهي تضع كفها على بطنها بأمل فهي تشعر أنها ستسمع الخبر الذي تنتظره منذ أشهر....
ردت على صديقتها بحبور...
“يارب ياسيل... المهم بلاش تتحركي كتير عشان الحمل بتاعك لسه في أوله وزي متفقنا هقبلك في المكان إللي اتقبلنا فيه إمبارح.. تمام ياسو سلام..”
أغلقت معها وهي تبتسم بسعادة حينما اتى في ذهنها خبر حمل اسيلفمنذ شهرين فقط علمت اسيل بحملها او كما يقال شكت في الأمر وذهبت مع بسمة لعمل تحليل لتأكد أكثر وكانت النتيجة اجابية وقد
قضت يوما باحضان زوجها وهي تخبره عن خبر حملها وكانت لحظة السعادة بينهما لا توصف كذلك
اخبرت بسمة وهي تشع عينيها السوداء بالحب والحماس لهذا الطفل المنتظر.....
تنهدت وهي تتمنى ان تحظى بتلك اللحظة مع جواد وتتشوق لردة فعله ان أصبح التحليل
إيجابي واثبت وجود حمل فعلا !...
بدأت بتقطيع الفلفل الملون وهي شاردة الذهن...
على الناحية الأخرى نزل من على السلالم وهو عاري الصدر ويرتدي بنطال قطني مريح.. إرجع شعره الفوضوي للخلف وهو يدلف للغرفة رمقها بإبتسامة
مستاءة وهو يتنهد على شرودها الحزين الذي يعرف
حتما اسبابه...
ان ظل الوضع هكذا يجب ان يفعل شيء ليريح قلبها المشتاق هذا ويخمد عواصف أفكارها الحزينة..
هكذا أملى عليه قلبه وعقله فهو أيضا يتمنى ما ينفطر قلبها لأجله لكنه للأسف لم يصل لتلك المرحلة التي وصلت هي لها سريعا...
عانقها من الخلف وهو يضع يده على يدها ويقطع معها الخضار بتناغم وهدوء...
إبتسمت وهي تجده يلصق وجنته بخاصتها وعيناه على الطعام الذي يتقطع بفعل يداهم ....
“صحيت أمته....” همهم وهو يترك يدها...
“من نص ساعة....”
سألته بتردد...
“هو انت مش رايح الشغل النهاردة...”
ادارها إليه وهو يرفع عينيه عليها بشك...
“شكلك بتوزعيني وراكي حآجه النهاردة ولا إيه... يعني انا فاكر إنك من يومين قولتي إنك هتاخدي أجازه من المكتب..... ولا شكلك رجعتي في كلامك...”
هزت رأسها وهي تبتعد عن عينيه المخترقه إياها بدون هوادة تحاصر أفكارها بشدة ...
“لا مرجعتش في كلامي... بس أصلي كنت رايحه كمان ساعة كده ل... آآه هروح انا واسيل لدكتور..”
أقترب منها بقلق وهو يضع يده على وجنته باهتمام...
“تروحي لدكتور ليه... انتي تعبانه....”
هزت رأسها سريعا بنفي...
“لا ياحبيبي متقلقش انا كويسه... بس... اصل آآه معاد كشف اسيل النهاردة وهي... وانا هروح معها عشان متبقش لوحدها...”
شك في تلعثمها الغريب فهي حينما ترتجل بالكذب
تكشف سريعا....
“متاكده إنك مش مخبيه عليه حآجه...”
عقدة ذراعيها حول رقبته وهو تقول بهدوء...
“هخبي عليك اي بس ياحبيبي هو ده كل الموضوع...وبعدين لو انت أجازه النهاردة انا مش هتأخر هخلص واجي على طول... “ وضعت قبله سطحية على شفتيه وهي ترمقه بحب وشوق دوما
لا يخمد أمامه...
حدج بها بتمعن ليخرج زفير أنفاسه سريعا وهو يقول بايجاز...
“انا أجازه النهاردة عشانك....وهستناكي النهاردة بس أوعي تتأخري عشان هتوحشيني يافرولتي...”قبلها
من وجنتيها وحينما اغمضت عينيها باستمتاع زاد
هو جرعت الضعف داخلها وهو يلثم عنقها ببطء
وهو يسألها بخفوت...
“مش هتتاخري عليها صح....”
همهمت وهي مغمضت العين...
“ولو اتأخرتي....”داعب عنقها باسنانه لتتاوه باستمتاع وهي تقول بخجل...
“جواد....خلاص مش هتأخر...أوعدك....”رفع رأسه ليرمق عينيها المليئة بالرغبة والشوق نحوه...
لاحت منه بسمة بسيطة وهو يجذبها لاحضانه فبتسمت هي براحة وهي تستنشق رائحته
الممزوجه بعطره ....
أثناء عناقهم شم رائحة شيء ېحترق فبتعد عنها سريعا وهو يهم بغلق مفتاح الموقد فقد احتراق
الطعام الموضوع عليه....
شهقت وهي تقول بلوم عليه...
“كده ياجواد اهوه الأكل اتحرق...”
“طب وانا ذنبي إيه.... مش انتي اللي عماله تحضنيني وتبوسيني....”
توسعت عينيها بغيظ وهي تقول...
“انا....”
“أمال أنا.... “ضړبته بكف يدها