رواية روعة جدا الفصول من 27-29
بيشكرني.....”
“يسلام هو أخرس ميشكرك بالسانه....”
“يووه بقه يابسمة انتي هتعملي زيه بقولك دي أول مره تحصل منه....”تاففت بضجر....
“اول مره ولا تاني مره اهوه سيف شافك وعمل حوار وياريتك كنتي عاقله لا في عز ماهو متعصب راحتي
تدفعي عن الراجل وتتاسفي ليه...بذمتك لو انتي مكانه كنتي هتعملي فيه أكتر من كده.....”
“انا مش مكانه وبعدين دا كان عميل مهم عندنا...”
“أهم من زعل سيف...”تساءلت بسمة بلؤم...
“يوووه انا غلطانه اني جايا احكيلك صحيح إزاي نسيت إنك محاميه....”عبس وجهها وهي تتافف بازعاج جلي عليها.....
اقتربت منها بسمة وهي تربت على كتفها قائلة بحنان....
“متزعليش مني يأسيل بس صدقيني أنا زعلانه عليكي وعليه ولله علاقتكم مش مستهله كل العقد
دي أنتم بس مش قادرين تدو لبعض فرصة تانيه....”
“صعب يابسمة صعب.....” تنهدت بحزن وهي تكابر مشاعرها......
“هو صعب.... بس أسمعي مني مفيش جنه من غير ڼار ولا في حب من غير ۏجع .....”
تطلعت عليها أسيل بشرود حزين....
____________________________________
اليوم الثاني في أحد المخازن على قطاع السكك
الحديدة المهجور....
فتح عيسى باب المخزن له وهي يبتسم بنصر متباهي...
“كل تمام والبضاع خلاص بقت في المخزن......”
أنحى جواد قليلا ليلتقط هذا السلاح بين يده ليزين محياه إبتسامة شيطانيه يصحبها التشفي حين يقع
الخبر كالصاعقه الفتاكة على رأس زهران....
“ولسه دي بس البداية....”تمتما وهو يضع السلاح في صندوقه الخشبي ملتفت الى عيسى قائلا...
“اللي هيشيل البضاعه دي جاي كمان نص ساعه ومعاه تمنها....إحنا اتكلمنا في الموضوع ده وفهمتك هتعملي....”
“أيوا فهمتني...بس انت هتسبني اقبلهم لوحدي...”
حدج به جواد بستياء محدثه بسأم....
“يابني متخفش الرجاله حوليك في كل حته ومسلحين كمان بلاش شغل الأفلام القديمه دي
إللي جاي يشيل جاي يشتري ويخلص مش يحارب
ويعمل شوشره حوليه....أفهم بقه الافلام حاجه ولي إحنا بنهببو ده حاجه تانيه.....”
“يعني انت رايح فين دلوقت....”تسائلا عيسى بستفاهم...
وضع جواد يداه بجيبه وهو يجيبه بنبرة مبهمه...
“لازم ابلغ صاحب البضاعه ان بضاعته اتحرقت وخسر....”أومأ له عيسى بتفهم ليتمتما بتوتر....
“ربنا معاك يصاحبي.....”ربت جواد على عيسى وهو يقول.....
“خد انت بالك من نفسك وانا هاتبعك بتلفون لحد متخلص....”
“متقلقش خير......”
بعد مده ترجل من سيارته بمنتهى الهدوء....
صاح زهران من مكتبه وهو ينظر نحو جواد....
“يعني إيه اتحرق دي كارثه خساره خساره كبير أوي....”هبط زهران على مقعده وعينيه متسعه
بذهول وتشتت من تلك الخسارة الذريعة التي
لم تكن في الحسبان.....حل اول أزرار من
قميصه وهو يشعر بالاختناق ليهتف بشرود مصډوما....
“إزاي حصل كده دي محصلتش معانا أبدا دايما البضاعه بتيجي في معادها وبتسلم في معادها..مين اللي ممكن يكون اتجرأ وعمل كده فيه....مين...مين بس....”
حدج به جواد بتشفي ليزم شفتيه بستهانة وهو يرد عليه بحيرة زائفة....
“مش عارف بس السؤال ده عندك انت....”
رفع عينيه على جواد بتشتت واضح من الضياع بافكاره ومن عدو لا يزال غير متعارف عليه....
“قصدك إيه.....انت تعرف مين إللي عمل كده....”
“مش بظبط.....بس اول متأكد هبلغك ساعتها هناخد حقنا منه وزي مابيقوله العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.....”كم كان بارع في الكذب وتلاعب مقنع هذا الجوكرمقنع لدرجة جعلت زهران ينفض
شكوك لم تخلق داخله بعد ليرد عليه بنبرة قاتمة حقودة.....
“لازم تعرف هو مين ياجواد انا مش هستهون بلعب معايا لازم اقتله وشرب من دمه وقبلها اخليه عبره
لأي واحد يفكر بس مجرد تفكير ان يقف أدام
زهران الغمري....”
نهض جواد وهو يرمقه بتحفز قبل ان يمتثل لاومره
ببراعه.....
“متقلقش انا مش هسيب إللي عمل كده و انا كلفت رجالتنا تشمشم على الحوار وتشوف مين وراه....”
خرج من المكتب متوجه الى غرفته...
وبرغم من هذا الانتصار الذي حققه الى انه يشعر
بالخزي والكراهية تجاه نفسه فقط لأجلهالأجل من
وعدها بالكذب لتبقى بجواره لأجلها خدعها لتبقى معه كم هو أناني ولكن ليس بيده هي اخذت ما لم تأخذه غيرها خمسة وثلاثون عاما كم عميق قولها انه لم يحب يوما ولم يتذوق طعم العشق إلا معها معترف أنه أغرم بها ولكنها أفضل منه فهي تبوح بمشاعرها وتتحدث بكل ما يدور داخل وجدانها عكسه تماما هو لا يفلح في هذا او ان مشاعره صعب وصفها على كونه بليد في الحب ولانه لا يزال جديدا عليه كليا !.....
مشاعر الأنثى تختلف عن مشاعر الرجل وهناك فرق وان كان رجلا بمثل حالته وحياته المعقدة فسيكون الحب بحيزة