رواية روعة جدا الفصول من 27-29
البارت السابع والعشرون
لن احررك...
حين يكن الحب علة يصعب التحرر منها
“القهوة ياجواد....” دلفت إليه وهي تحمل الصنية لجمت باقي الحديث وهي تتطلع عليه بوجها شحب
من هول الصدمة تزايد نبضات قلبها المرتجف ړعبا
ولم تفعل شيء غير الصمود صامته....
رفع يده قليلا محركها بهذا الثوب الأسود ليبادر متسائلا بنبرة رخيمة لا تخلو من الاستفهام....
“اي ده يابسمة وبيعمل إيه عندك.....”
عيناه لم تحيد عن عسليتان زاغتان بشكلا ملفتا للغاية.....
“مش بتردي عليا ليه يابسمة....” تساءل بعدم فهم وعيناه ثاقبة مسلطة عليها من كل هذا الصمت البادي عليها من سؤال يظن ان الاجابة عليه أبسط ما يكن..
قد خذلها لسانها ولم يكن حليفها تشعر أنه ثقيل إذا تحرك سيكون غير متوازن في أقاويل... ارتجف جسدها توترا وتنطب الأفكار داخلها بدون
هوادة ترأف بها أصبح يصعب السيطرة على حالة الثملة التي اخترقت يدها لتترك الصنية تقع على الأرض لكن قبل ان تسقط تركت آثر بعضا من قطرات القهوة الساخنة على يدها....
شعرت بسخونة متفرقة في يدها اليمنى.....
أقترب منها بهلع واضح ملتقط يدها بين يداه قال پصدمة.....
“اي اللي حصل ده مش تاخدي بالك وريني إيدك...”
“تعالي احطهالك تحت الماية ....” هتف وهو يسحبها معه لحماما ملحق بغرفة مكتبها سارت معه بدون ان
تتفوه بكلمة واحده هي حقا لا تعلم هل ماتفعله صواب هل إخفاء الحقيقة عنه هين عليها هي لم تكن يوما كاذبة او مخادعه لكن لأجله أصبحت غير تلك البسمة التي تتعارف عليها كل يوم حين تنظر لها عبر المرآة لكن من يوم ان رأته ومن يوم ان وقعت بدائرة القاتمة تلك باتت لا تتعرف على صورتها أمام نفسها لا أمام المراة !...
ضائعة.... مشتته..... خائڤة....مترددة.... عاشقة....
وكم يدفعها العشق لتتخطى عواصف مشددة تلوح
بعقلها بدون توقف.......
“بټوجعك...” كان صوته رخيم ليانا إليها...
شعرت بالماء البارد يخترق الم طفيف يحتل يدها اليمنى لتفهم الآن عن ماذا يشير.....
هزت رأسها بابتسامة متردده لم تلامس عينيها...
“مفيش حاجه ياجواد أنا كويسه وكمان القهوة مكنتش سخنه أوي......” ابتعدت عنه وهي تقول بصوت متصنع الثبات....
“استناني في المكتب وانا هعملك غيرها....” استدارت مغادرة الحمام وهي تحاول السيطرة على توترها الملاحظ به والذي تزايد حين سكبت تلك القهوة أرضا أمامه وبمنتهى الغباء اللا نهائي بها....
“بسمة......” ناداها وهو يلحق بها لكنه توقف عند مسافة ليست ببعيدة عنها ...
اعتصرت عينيها بتريث قبل ان تفتحهم مستديرة إليه بهدوء لم ينعكس على ملامحها ذو الحمرة المرتابة.... “نعم.....”
“أنتي مخبيه عليا حاجه....” كان وجما الملامح رامقا اياها بتحفز وتراقب.....
“لا .. يعني هكون مخبيه إيه.....”
“والنقاب...” باغته بسؤال بثبات وعينيه باردة ....
هزت رأسها وهي تجيبه بهدوء لكن داخلها كانت تحارب لاخرج تلك الكلمات.....
“النقاب!... مش بتاعي دا بتاع واحده صاحبتي كانت
لبساه وبدلته مع واحد جديد ونسيت تاخد ده فاسبته عندي....” تارتجل بكل بساطة كم ان الكذبة الصغرى تاخذ مستوى ليس هين بداخلنا حتى تنمو
بتريثا غير ملاحظ !....
لم يقتنع ولم ېلمس الصدق في قصتها الشك يزيد وملامحها المرتبكة تحكي کاړثة بل فواجع تختبئ
خلف اقاويل غير متوازنه بنسبه له....
“انتي متأكده إنك مش مخبي عليه حاجه....”
زفرت بضيق من اصرار يرهق روحها المشتته انفعلت
بطريقة صډمته.....
“قولتلك مش مخبي حاجه ياجواد ليه مصمم على كلامك ده ...”
تقدم منها عدة خطوات ليكن أمامها مباشرة وهو يقول بهدوء وعيناه تحكي الصدق....
“انا مش مصمم على حاجه يابسمة بس طرقتك خۏفك ارتباكك من أقل سوأل بسأله ليكي القهوة إللي وقعت لمجرد اني سألتك عن النقاب د...”
“القهوة وقعت على ايدي بالغلط والنقاب ملوش علاقه بده... وبعدين أنا قولتلك ان مش بتاعي مصمم
تعيد كلامك ليه.....”
“وانا مقولتش انه بتاعك.... أنا بس عايز أفهم مالك ليه التوتر ده كله ولي الخۏف والقلق ده يابسمة
“ هو انتي خاېفه مني لدرجادي خاېفه تحكيلي على إللي تعبك واللي بيحصل معاكي “مد يده متلمس أسفل ذقنه رافع عسليتاها نحوه....
“اقوليلي مالك يابسمة خاېفه من إيه ومخبيه إيه عليه.....”عيناه كانتى تخترق عسليتان يترقرقان بهما
الدموع......
“بټعيطي ليه أنا قولت حاجه زعلتك....”نبرته حانية ليانا بلمساته نظراته تضج بالعشق أنفاسه القريبة من وجهها تخلق داخلها نبضات متسارعة أشبه بالجنون...
“رد عليا سكته ليه يافرولتي....”تسائلا بعيون