رواية روعة جدا الفصول من 11-14
بضيق من تسلط أوامره عليها.....
“على فكرة أنا قلت لك اني مش عاوزه أفطر.... “
نظر للجانب الآخر قال بصوت رخيم شبه حزم....
“لازم تفطري عشان آليوم لسه في أوله وهنلف
كتير... “
“بس أنا.... “
“بطلي مقوحة بقه يابسمة .... أنا هروح أشرب سجارة هنا... “
زفر وهو ينهض مشير الى ركن ما في المطعم عبارة
عن شرفة كبيرة منفردة تطل على ساحة خضراء ...
تنهدت وهي تعقد ساعديه شاردة أمامها بضجر
زوبعات وتراكم مشاعر تود أن تختفي معه وأمامه
ترفض قربه الآن لكن ماذا عن بعد بعد أن تكن
زوجته وحلال له ماذا سيحدث في تلك المشاعر
ستختفي ام ستزيد في كل يوم تنظر الى تلك الأعين
المخيفة وحتى اهتمامه الفاتر بها يجعلها تخشى
من التعلق به يالله ماذا تسمى تلك العلاقة الغريبة
من المشاعر والقرب منه ! ....
نظرت أمامها لتجد النادل يضع وجبة الإفطار أمامها
تطلعت على المكان الذي يقف به جواد وجدته يتحدث الى امرأه من الملامح يوضح أنها فتاة
غربية حتى ملابسها العاړية تأكد تخميمها....
نظرت بسمة الى ملابسها بقلة ثقة فكانت ترتدي فستان جينز سماوي اللون يتوسطه حزام قش من ذوي درجات اللون البيج والحذاء من ذاك اللون....
عادت بتطلع الى تلك الفتاة مدققت النظر الى هذا الهوت شورت القماش وسترة العلوية ذو الحملات
الرفيعة ثم اتجهت بانظارها الى جواد الذي ينظر الى الفتاة بتمعن ..... تبرم وجهها وشفتيها وهي تقول بسخط ...
“قلة أدب .....عنيه هتاكل الوليه .....”
وضع جواد يده على كتفها وهو يقترب منها ليقبل وجنتيها تحت انظار بسمة التي قطمة من التوست
الذي بيدها بقوة وهي ترمقهما بنيران حاړقة تكاد تحرقهم معا.....
اتى عليها جواد وجلس وهو يقول بنبرة عادية....
“الفطار جه بسرعة..... طب كويس... “
قالت بسمة بتبرم حاد.....
“هو أتأخر بس شكلك مكنتش حاسس بالوقت وأنت
معاها..... “
“قصدك مين..... ااه تقصدي لينا دي بنت صاحب المطعم وك....”
قاطعته بعصبية مفرطة....
“مش عاوزه أعرف عنها حاجة ولا أنا حتى سألتك عليها.... “
رفع جواد حاجبه بشك قال ببرود ....
“بس شكلك بيقول عكس كده..... “
قطمة قطعة توست بها بعض الجبنة البيضاء وهي تحاول لهو عقلها وعينيها بهذا الطعام فكانت تتظاهر بالجوع وهي فالحقيقة فاقدة لشهية بسبب نيران
جسدها وقلبها من لمست يده لاخره أمام عينيها.... المشاعر تطور معه وستصل بها حتما الى الهلاك....
قالت بنبرة ثابته....
“ ماله يعني شكلي مانا عادية أهوه.....”
قرب جواد يده من فمها ومسح تلك النقطة البيضاء التي بجانب شفتيها وهو يقول بهدوء....
“كفاية عصبيه يابسمة وفطري براحة.... “
صاحت بحدة....
“أنت بتجيب آلكلام ده منين أنا لا متعصبة ولا
نيلة....”
كز على أسنانه من صوتها العال وهو يقول بنفاد صبر....
“ممكن تهدي...... ووطي صوتك ده شوية....”
نهضت بعصبية وهي تقول پغضب...
“اوف بقه.... أنا راحه أغسل وشي .... “
زفر بقوة بعد ذهابها وهو يتمتم بحيرة من أمرها ...
“هي ماله ...”تقوس فمه بعدم فهم من غرابة تصرفها.....
في داخل حمام المطعم الراقي....
تقف أمام المرآة المعلقة وتنزل دموعها ببطء...
أحببته ....
لا لا مستحيل....
لكن لماذا أشعر أنني أريد ضربه على رأسه للمس تلك الفتاة ونظره الى جسدها العاړي ... لماذا أبكي وانا على علم ويقين تام ان تلك الزيجة والقرب زائف بيننا !..
مسحت دموعها من على وجهها بحزم وهي تحدث
نفسها بصرامة.....
“لا ده مش حب ولا غيرة.... أنا بس بعيط وبتعصب
عشان مزاجي مش ريق يمكن عشان صاحيه بدري ونمت متأخر بليل ...”
توقفت عن الحديث فهي لم تغفى لليلة أمس بسبب التفكير به وبمكالمته التي كانت عبارة عن عدة
كلمات عادية ولم يبادر بالحديث عن مايعاني منه....
فقط اكتفى بسماع صوتها وهي تسأله عن ما يدور
معه وظل صامت رافض الحديث كالمعتاد
منه في كل مرة تحاول مساعدته لتحدث
إليها......
ذهبت بسمة نحو جواد الواقف في ركن ما ينتظرها
“يلا بينا يابسمة.... “
اومات له وهي تخفي عيناها عن مرمى عيناه....
“عينك حمرة ليه يا بسمة.... “
“ها....لا مفيش حاجة....”
حاولت ان تتخطاه بخطوات متعثرة.....
أمسك جواد بمعصمها وهو يديرها اليه محدج بها بتمعن وقال بنفاذ صبر....
“مالك يابسمة انتي كنتي بټعيط.....”
تلعثمت في الحديث وهي تقول بأنكار....
“بعيط .... بعيط ازاي وهاعيط ليه اصلن.....انا