رواية روعة جدا الفصول من 11-14
“
حاول السيطرة على ألم الذكريات وهو يرد عليها بصعوبة.....
“هي ماټت.... “
نظرت له پصدمة ورسم الحزن على وجهها الهادئ
وهي تقول باسف.....
“أنا آسفة مكنتش أعرف أن .....”
قاطعها وهو يقول بثبات زائف...
“ولا يهمك.... آلموضوع مر عليه سنين..... “
بإدارة بسؤال فضولي....
“هي ماټت وهي صغيرة ..... “
“وهي عندها خمستاشر سنة “
خمسة عشر عاما..
أكمل جواد حديثه وهو ينظر أمامه بحزن وتشنجت
ملامحة قليلا....
“كانت بتحلم تبقى محامية كانت بريئة زيك وشوية ساذجة بس قوية وشجاعة يعني زي مابنقول بالبلدي
بنت بمية راجل..... كانت كل حاجة ليا هي وسيف
كان صحابي وأخواتي ..كنت أن وهي قريبين أوي من بعض كانت بتعرف مالى من غير ماتكلم بتهون عليه وبتزعل مني لو نسيت أي حاجة تخصها... كانت
بتغير عليه من صحابها البنت وتقولي لازم اللي تجوزها اكون موفقة عليها انا الاول وحبها قبل
اي حاجة ....ويوم ماحد فينا بيعمل مصېبه بيكون التاني في ضهره بيدافع عنه وبيغطي عليه....هي
كانت احلى حاجة في دنيا وخدت حلوة الدنيا وبعدت......ومش بس هي حتى الحنان والسند
راحو معها ومفضلش غير انا وسيف....”
كانت تتامله بحزن يتكلم ببساطة ولكن عيناه
ذات اللون الذيتوني القاتم يتزيد داخلها ظلماتها
وتلمع لمعة حزن مرير....جمعت كل الاحداث الذي
حدثت معهم لتهتف بيقين.....
“عشان كده سبتني عايشه....عشان انا بشبها في صفات....”
رد بايجاز....
“حاجة زي كده....”
لم تقدر على منع السؤال من الخروج من بين شفتيها
وهي تقول....
“هي ازاي ماټت ياجواد...وازاي ابوك وامك ماټو معها...”
حدج بها بنظرة مخيفة وهو يقول بشك....
“بس انا مقولتش ان ابوي وامي ماتوا معها....”
ردت بسمة بصوت خافض هادئ....
“انت لسه قايل الحنان والسند راحو معها ده معنى امك وابوك ولا انا فهمت غلط....”
هز راسه وهو يقول بخشونة....
“ياريت نقفل على الموضوع ده....”
اكتفت بايماءة بسيطة له فايكفي الان الحديث عن
شقيقته التوام فاليوم علمت بجزء بسيط من تحويل
شخصيته وحتى ان لم يكن واضح امامها حقيقة مۏت عائلته الى انها أصبحت على علم ولو بسيط بجزء فقدانه لهم.....
بعد برهة سائلة بسمة بحذر....
“هو انت فعلا كنت طالب في كلية الشرطة....”
اكتفى جواد بهمهما بسيطة ....
عضت على شفتيها وهي تحاول خروج كلماتها بلباقة
فهي قد سمعت جزء بسيط على لسان الشرطي
أسر حين كانوا الاثنين في غرفة المشفى....
“أنت فعلا دخلت الس....”
قاطعها بصوت خشن ....
“دخلت السچن ايوه.....قضية مخډرات ......”
“يعني المخډرات دي كانت بتاعتك فعلا...”
سالته بشك.....
“ايوه كانت بتاعتي.....”
وقفت بسمة عن السير ووقف جواد كذلك...
حدجت به بسمة بشك فهي واثقه انه يريد اخفاء
كل شيء يخص حياته عنها....
“ انت ليه بتكدب عليه.....”
قال جواد هذه المرة بنفاذ صبر....
“انتي عاوزه إيه يابسمة...هتفرق إيه ان كنت مظلوم او لا الكلام ده فات الأوان عليه المهم ان إيه دلوقت
مش بس تاجر مخډرات لا انا قاټل وتاجر سلاح كمان .....جواد اللي بدوري عليه جوايا مش موجود يابسمة افهمي انتي بدوري في مكان ضلمة مفهوش شعاع نور واحد يوضحلك حقيقته....بلاش تدخلي الضلمة دي يابسمة عشان مش بس هاتخسري فيها وقتك لا دا انتي يمكن تخسري فيها نفسك....”
نظرت له لتلمع عينيه بالدموع وبدون ان تنزل قالت
برجاء....
“ساعدني وساعد نفسك....انت مش مچرم ياجواد ولا اخترت تكون مچرم .....”
وضع يديه على كتفها وقال بصوت رخيم...
“انا مچرم يابسمة وبلاش تنسي نظرتك ليه فاول
يوم اتقابلنا فيه بلاش تنسي....”
مسح دموعها التي انحدرت على وجنتيها وهو يحدج
بها بحيرة قال....
“بټعيط ليه دلوقتي....”
“خاېفة....”
سألها حائرا....
“من إيه ..... “
نزلت دموعها وهي تقول بصدق....
“لخسر نفسي وأنا معاك.... “
مرر أصابعه على وجنتيها لتجفيف تلك الدموع وهو يرد عليها بوعد....
“هم كام شهر يابسمة كام شهر وهابعد عنك أوعدك
بعد مطلقك مش هتشوفي وشي تاني... صدقيني
يابسمة كل اللي بعمله ده عشانك.... “
“هو إحنا ليه اتقابلنا ياجواد..... “
رد عليها بفتور....
“مش عارف بس يمكن مع الوقت نعرف.... “
نظر لناحية الاخرة ليلمح دراجة بخارية عليها بعض آلرجال الملثمين وواحد منهم يحمل بين يده سلاح
مصوبه إتجاه بسمة....
“حاسبي يابسمة.... “
وقع جواد على بسمة ...انحدر جسدهما معا على العشب الأخضر وسط طلقات الړصاص....
هتفت بسمة بزعر ....
“جواد في إيه ومين دول.... “
أبعدها جواد عن ضړب الڼار وراء شجرة ما....
وأخرج سلاحھ من