رواية نهي الجزء السابع

موقع أيام نيوز

الآن أن يخبرها بمۏت منى ليس ذلك فقط بل بوجود دنيا في حياته.. وجود لن يستغنى عنه ولن يخسره.. بل سيدعمه بموافقته على إنجاب دنيا لطفله طفل ترفض نيرة وبإصرار إنجابه ولا يحق لها الاعتراض على رغبته في ممارسة أبوته بعيدا عنها..
يكاد يتخيل ردة فعلها.. صړاخ وزعيق واټهامات متوالية بالخېانة والظلم والقسۏة.. ستعاني صدمة حتما وقد ټحطم البيت فوق رأسه حرفيا.. ولكنها لن تنسحب.. يعرفها جيدا ليدرك أنها ستواجه.. وستحارب.. ليس من أجله للأسف بل من أجلها هي.. من أجل نيرة.. ابتسم بسخرية لنفسه.. نعم.. لقد تعلم الدرس.. فنيرة لا يهمها إلا نيرة.. تحارب وتقاتل وتهاجم وتدافع فقط عن نفسها.. حتى كرهها توجهه لنفسها ولمن يتجرأ على خدش ذات النفس ولو بخدش خفيف.. وهو لن يخدش فقط.. بل سيغرز السکين ويلويه في الچرح
سيفضل عليها أخرى...
دلف إلى فيلته ليقابله هدوء تام.. لا وجود لأي صوت والمكان غارق في ظلام تام.. وكأن البيت قد هجره سكانه.. ساوره شك طفيف أن تكون إحدى مفاجآت نيرة الحسية التي دأبت على اغراقه بها... ولكن سرعان ما صرف ذهنه عن الأمر فهي لم تعلم بعودته بعد..
وفي غرفته قابله نفس الهدوء حتى بدأ يشك أنها خارج المنزل.. أضاء الغرفة ليفاجئ بكومة صغيرة فوق الفراش... تحركت بتعب وهي ترفع رأسها وتهتف بإجهاد
مازن!.. أنت وصلت..

ومد يده ليتلمس وجهها برقة
ملامحك مجهدة وعينيك تحتها هالات سودا.. حصل إيه وأنا مسافر..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تخبره
ولا حاجة يا حبي.. هيكون إيه.. أنت وحشتني قوي.. ما كنتش أعرف أني هفتقدك بالصورة دي..
يعني أنت كويسة.. مش تعبانة ولا أي حاجة
أراحت رأسها على كتفه واقتربت أكثر .. تريد صرف ذهنه بأي طريقة عن شحوبها وهزالها الواضح.. فتمادت وهي تهمس
ما فيش حاجة بتتعبني قد بعدك عني!..
أبعدها عنه.. ونهض من فوق الفراش مبتعدا 
تنحنح حرجا وهو يخبرها بكلمات بسيطة
أنا مجهد ومحتاج شاور دافي..
وتركها ليدخل الحمام بينما هي رمت بجسدها على الفراش متنهدة بعمق وبداخلها تبتهل أن تمر الليلة على خير.. فهي لا تريد إخباره.. لن تستطيع.. ولا تجد فائدة من إخباره.. لقد انتهى الأمر..


أخذت تسترجع بذاكرتها أحداث اليومين الماضيين.. لقد بدا حزينا جدا لسماعه خبر ۏفاة منى.. وهي تأثرت كثيرا.. فبالرغم من أنها لم تكن صلتها بها قوية إلا أنها تذكرها كامرأة شابة قوية ذات كرامة وكبرياء وجمال ناعم يخطف القلب.. بالطبع تأثرت لۏفاتها.. وامتثلت لأمر يزيد ألا تخبر نيرة بأي شيء.. فهي بداخلها تتفق معه في ذلك.. رغم أنها طلبت منه أكثر من مرة أن يخبر مازن بوجود نيرة في المستشفى إلا أنه رفض وعلل ذلك برغبة حسن في عدم تواجد نيرة بالعزاء.. وذلك ضاعف الحمل على كاهل علياء.. فذهبت لنيرة وجالستها محاولة عدم ذكر أي شيء عن مازن وتواجده بمصر.. وانشغاله بمراسم عزاء منى.. واللغز الأكبر.. دنيا.. وعندما أنهت زيارة نيرة ذهبت إلى العزاء.. لتعود منهكة القوى.. وتفاجئ بعودة يزيد معها إلى منزلهما وليس بيت ريناد كما كانت تظن.. كان غامضا.. حزينا وكئيبا.. ويخفي ڠضبا مكبوتا.. والأغرب من كل ذلك تشبثه بها بقوة.. حتى أنه اكتفى فقط بنومها بين ذراعيه.. فهي كانت غاية في الإنهاك.. وهو كان في قمة المراعاة.. لم يحاول إغوائها.. أو حتى مغازلتها رغم أنها رأت رغبته تصرخ حية في عينيه.. رغبة لم يستطع كبحها في الليلة التالية.. بعد عودتهما من العزاء مباشرة.. اصطحبها لغرفتهما.. ولم يتركها إلا في
تم نسخ الرابط