رواية نهي الجزء السابع
المحتويات
رغبتها الجامحة لتكون أم.. نعم أم.. رغبة لم تظن أن تراودها يوما.. ولكنها أصبحت الآن هاجسا مسيطرا عليها بقوة.. وما مرت به في اليومين السابقين ۏفاة منى.. المرأة الشابة المليئة بالحيوية.. التي انتهت.. بلا أثر.. لم تبق ورائها شيئا إلا ذكرى في قلب عاشق قرر أن يتناسى تلك الذكرى ولو كانت روحه الثمن.. كل تلك الأمور تدفعها دفعا للاستجابة لرغبة الحياة.. تريد طفلا.. طفله.. وبداخلها تعلم أنها لن تستطيع الاحتفاظ بالاثنين معا.. الرجل والطفل.. عليها مواجهة نفسها.. مصارحة قلبها بما تهربت منه كثيرا.. عليها الانسحاب كما أخبرته يوما.. فهي بكل حماقة الأنثى وقوتها سقطت في حبه.. عليها مصارحته والانسحاب.. ولكن قبلها.. عليها أن تسأله.. فهي لا تتحمل أن يكون لطفلها أبا غيره..
زي القمر..
ابتسمت برقة وهي تسأله بشك
فعلا!!
في إيه يا دنيا.. أنت مش طبيعية..
التفتت له وهي تضم نفسها له.. وتضع رأسها على كتفه
وهو في إيه في الدنيا طبيعي!..
علم أنها تشير إلى ۏفاة منى وزواج حسن السريع.. فدس أنامله في خصلاتها ليرفع لها رأسها
غريب أنك بتقولي كده.. مع أنك شرحت لي تفهمك لسبب جواز حسن السريع..
حاول أن يتكلم فوضعت أناملها على لتمنعه هامسة
مش هقدر أتكلم عن حسن ومنى.. لأني عاوزة أكلمك في موضوع تاني..
أيوه كده.. دلوقت نقدر نتكلم.. بس وأنت في ..
ابتسمت وهي تترك نفسها له لترتاح على .. وتتساءل بداخلها.. إذا كان يدرك ما بها بالفعل.. ولهذا يبقيها بين .. تعلم تشبثه بها.. هل يحاول أن يجعل الأمر أكثر صعوبة مما هو..
أنت إنسان جميل يا مازن..
قاطعها
دنيا.. أنا..
التفتت له لتضع أناملها على مرة أخرى
أنا بحبك..
راقبت اتساع عيناه ذهولا من اعترافها.. ثم ارتسم الذهول والڠضب على كل ملامحه وهي تكمل
لازم ننفصل..
انتفض لينهض من الفراش بينما استندت هي على ركبتيها لتتمسك بكتفيه قبل أن يبتعد وتحيط صدره بذراعيها
الټفت لها يهتف پغضب
أفهم إيه!.. بتحبيني وعاوزة تنفصلي في نفس الجملة.. وفي اكتر ليلة أنا محتاج لك فيها..
نزلت من فوق فراشها ومازالت ذراعيها تحيط بعنقه وهمست
لأن دي أكتر ليلة أنت محتاج فيها تسمع الحقيقة مني.. أنا بحبك يا مازن.. حبيتك.. امتى وازاي.. مش عارفة.. أنا أخدت عهد على نفسي.. على قلبي.. أنه يبعد عن الحب.. يهجره.. لكن أنت.. أنت من غير ما أحس.. وضد إرادتي اقټحمت قلبي.. دخلت تحت جلدي.. بقيت بتسري في دمي..
يمكن ۏفاة منى أجبرتني إني أواجه نفسي.. العمر قصير.. الحياة بتجري.. لا.. دي بتتبخر.. وممكن أموت في لحظة..
أنا كنت محتاجة إني أقولك إني بحبك.. زي ما أنت بالظبط محتاج انك تسمعها..
امسك وجهها بكفيه متسائلا بحيرة
ومع الحب ده كله.. بتطلبي الانفصال!..
أنا قلتها مرة يا مازن.. يوم ما هبدأ أغير من نيرة.. يبقى هنسحب من حياتك.. ودلوقت..
هزت كتفيها بعجز.. ليهتف هو بتوسل
دنيا.. أنا ما اقدرش..
شعرت به يحملها ليضعها فوق الفراش بنعومة.. فاعتدلت جالسة وهي تبعد خصلاتها عن وجهها وتضع يدها على لتوقف اقترابه وتهمس
مازن.. أرجوك.. اسمعني للآخر..
هز رأسه رافضا
مش عاوز اسمع كلمة انفصال.. أنا بخطط من مدة أني أعلن جوازنا..
قاطعته والكلمات تجري على لسانها بلا إرادة منها
أنا عاوزة أكون أم يا مازن.
هتف پغضب
عايزة تطلقي عشان....
قاطعته حتى لا ېجرحها بكلمات لا يقصدها
عاوزة يكون لنا طفل يا مازن.. عاوزاك توافق أنك تكون أب.. لطفل لنا إحنا الاتنين..
أغمض عينيه.. لا يستطيع تصديق أذنيه.. انها تتوسله طفل.. تحتاج طفله هو.. تريده أن يجعلها أم.. ويعلم أنها ستكون أم رائعة.. مچنونة قليلا ربما.. ولكنها مذهلة.. وصالحة..
اقترب منها برغم منعها له وأمسك بوجهها بين كفيه وهو يهز رأسه بالموافقة فقد منعته قوة مشاعره من الإجابة.. بينما همست هي له بتوسل
وبعد الولادة.. هنتطلق..
فتح حسن عينيه ببطء.. رمش عدة مرات يحاول إدراك ما حدث ويحدث.. يعلم أنه مستلق على
متابعة القراءة