رواية نهي الجزء السابع

موقع أيام نيوز

عميت عيونه!!.. بيتهيألي أنت عارفة كويس من اللي عيونه معمية..
حاولت نيرة مقاطعتها فمنعتها دنيا هاتفة بحسم
اسمعيني كويس.. أنا ساكتة على إهاناتك وتطاولاتك لأني مقدرة الصدمة اللي بتمري بيها.. لكن مش هسمح لك تستخدميني كشماعة تعلقي عليها مشاكلك مع مازن.. أنا موجودة في حياته من قبلك.. حقيقة وواقع تقبليهم.. زي بالظبط ما أنا تقبلت احتياجه لوجودك في حياته.. احتياج أنت حولتيه للعڼة عليك وعليه بدل ما تعملي منه قصة حب جميلة.. وجاية تكلميني على عمى البصر..
بهتت نيرة لهجوم دنيا الغير متوقع واشتعلت مراجل ڠضبها وهي تدرك قوة علاقة دنيا بمازن.. مدى تفهمها له.. وتقديرها لمشاعره..
هتفت بشراسة وهي ترغب في چرح دنيا.. رغبة أعمتها عن كل شيء
بللا بللا بللا.. أنت فاكرة أن كلامك ده هيقلقني.. أو حتى تهديدك بأنك في حياته.. و... وشوية الكلام الفارغ ده.. أنت كل اللي يهمك أنك تحتفظي به.. عشان خاطر مزاجك.. شاب وغني ووسيم.. وأصغر منك.. يعني بصراحة كده.. هتلاقي زيه منين يوافق أنه يرتبط بواحدة في سنك!.. واحدة خلاص السنين اللي باقية لأنوثتها تتعد على صوابع الأيد الواحدة..
رمشة جفن وعضلة بسيطة تحركت في جانب وجه دنيا كانا الدليل الوحيد على تأثرها الشديد بهجوم نيرة.. لكنها تمالكت نفسها وتحركت بهدوء نحو الباب لتفتحه وتشير لنيرة
اتفضلي يا مدام نيرة.. الوقت اللي حددته لزيارتك انتهى وأنا ورايا شغل كتير..
رمقتها نيرة پغضب وتحركت بهدوء لتخرج من الغرفة وهي تحاول الحفاظ على رأسها مرفوع.. لتتوقف أمامها لثوان هامسة
الشركة الثلاثية دي مش هتستمر كتير.. وأنا مش هنسحب ولا ناوية أتهزم بسهولة..
وخرجت مسرعة بينما أغلقت دنيا الباب وهي تطلب من مساعدتها إلغاء كافة مواعيدها.. فهي أمامها نهار طويل من العمل والبكاء.. فلقد أصابتها جملة نيرة بمقټل..
لكنها لم تعرف أن أعماق نيرة كانت في حالة فوضى.. لم تستطع تحديد مشاعرها أو ما يجب أن تشعر به بالتحديد.. فلقد كان سبب زيارتها الأساسي لدنيا هو اظهار قوتها وتماسكها بعدما صدمها مازن بخبر زواجه.. أرادت أن تظهر لدنيا أن ذلك الزواج ما هو إلا نزوة حمقاء لمازن وهي كأي زوجة عاقلة ستتقبل جموح زوجها لفترة ثم ستعيده إلى بيته وعش زواجهما.. ولكن ما حدث هو العكس تماما.. لقد شعرت بأنها هي الدخيلة.. بأنها هي النزوة العابرة التي تتحملها دنيا في مقابل اسعاد مازن.. لم تدري لم أغضبتها قوة مشاعر دنيا نحو مازن أكثر من فكرة أنها ستشاركها به بالفعل.. هل تغار من قدرة دنيا على احتواء مازن.. هل تغار من حب دنيا له رغم رغبتها العميقة بتصديق أن مشاعره لها هي وحدها حتى لو أنكر ذلك وحاربه..
فوضى مهلكة ذلك ما تشعر به... هل أحبت مازن.. أم أحبت حبه لها..
هل تريد استعادته كرجل وزوج أم فقط تريد الانتصار في معركة افتعلتها مع دنيا.. من خلال حوارها معها أدركت أن مازن لم يخبرها بأمر الاجهاض.. فهل كان ذلك حفاظا على خصوصية علاقته بها.. إذا فهو لا يريد تشويه صورتها أمام غريمتها.. هل ما زال يحبها ولو قليلا..
هاجمها هاجس خفي أرعبها بأن مازن أخفى الأمر عن دنيا حفاظا على مشاعرها فهي لم تنجب منه.. كما أن سنواتها تجري وقد لا تتتمكن من الانجاب بسهولة..
بقدر ما أغضبها ذلك الهاجس بقدر ما جعل ذهنها يبرق بفكرة جهنمية.. الحمل.. ذلك هو الحل.. يجب أن تعوض مازن عن الحمل الضائع..
وحينها ستتمكن استعادته بل وطرد دنيا من حياته...
اضجع يزيد براحة على الأريكة الوثيرة بغرفة المعيشة الفخمة بفيلا ريناد..
مدد ساقيه أمامه على المائدة الصغيرة المواجهة للأريكة وأخذ يقلب في قنوات التلفاز بملل وذهن غائب.. ليس غائبا بالتحديد.. بل هو هناك معها.. فهو حتى وإن هرب من مواجهتها لكنها تسيطر على عقله بسهولة.. لا يعلم إلى متى يمكنه تأجيل المواجهة.. فهو يراعي هشاشة نفسيتها أثناء الحمل.. ولذلك يحاول الانتظار حتى يهدأ غضبه ولو قليلا.. لا يستطيع مواجهتها وأفكاره تتصارع بين قلق يكاد يبلغ حد المړض من فقدانها وبين ڠضب شديد لاخفائها أمور عنه.. بداية من وظيفة حسن وانتهاء بچريمة نيرة المقززة..
كيف أمكنها مجاراتها فيما قامت به.. كيف.. يعلم أنها تعشق الأطفال.. ولن
تم نسخ الرابط