رواية نهي الجزء السابع

موقع أيام نيوز

أنا خرجت إمبارح بس..
ردد بحيرة
إمبارح بس!.. وما كلمتنيش ليه يا نيرة.. هو موضوع زي ده مش لازم تبلغيني به.. إزاي ما تتصليش بيا..
هو أنت كنت في إيه ولا إيه يا مازن.. معقول كنت اتصل بيك أبلغك خبر زي ده.. وأنت مسافر وكمان ظروف مرض منى و..
قطعت كلماتها بغتة وهي تسأله
صحيح هي ماټت ولا لسه..
دفعها عنه بغلظة متناسيا وضعها الصحي وهو يهتف بتأنيب
ده مش أسلوب سؤال..
هزت كتفيها بلامبالاة
أنت عارف أني مش بحبها..
مسح وجهه بيديه وهو يهمس
الله يرحمها..
صړخت بلهفة
هي ماټت..
ثم أردفت بلهفة لم تستطع اخفائها
وحسن.. حسن عامل إيه.. رجع معاك..
رمقها لوهلة.. عاجز عن تحديد ما يشعر به.. دمائه تغلي في عروقه.. وقبضة من صقيع تعتصر قلبه في ذات الوقت.. الحقيقة الوقحة ټصفعه مرة أخرى.. لست حبيبها ولن تكون..
وجد نفسه يخبرها ببرود وتشفي تقريبا
حسن اتجوز بنت فرنساوية وهيكمل حياته في باريس..
شهقت پغضب
إيه اتجوز!.. اتجوز إزاي.. وامتى.. طب ما هو عرف يتجوز واحدة غير منى.. اشمعنى..
قطعت كلماتها لتمنع نفسها من الاسترسال.. ولكن بعد فوات الآوان.. فقد أدرك ما تريد قوله بالفعل.. وارتسمت في عينيه نظرة لم تستطع تفسيرها.. وكأن عينيه تصرخ بها بحزن.. حزن مقهور مټألم..
وهي صمتت تبادله نظرات الأسف.. تطلب مغفرته التي منحها إياها طويلا..
تأملا بعضهما قليلا في صمت قطعه رنين هاتف نيرة فالتقطه مازن تلقائيا ليلمح الشاشة تضيء باسم..
abortion clinic
تنقلت نظراته بين وجهها وشاشة الهاتف.. لتتحول نظراته من الحزن إلى الڠضب العاصف.. ڠضب لون ملامحه كلها بشراسة وقسۏة وهو يلقي بالهاتف نحوها ويهز رأسه ببرود
ردي على تليفونك يا مدام..
تناولت نيرة منه الهاتف ولمحت بدورها المتصل.. فصړخت وهي تتمسك بذراعة متوسلة
لا يا مازن.. أنت فاهم غلط.. أنا..
قاطعها
أنا كنت.. كنت فاهم غلط.. بس أخيرا فهمت.. معلش كنت غبي شوية..
نفض يديها عن ذراعه وخرج من الغرفة.. بل من المنزل بأكمله..
وقفت علياء في المطبخ وهي تعد طبق العسل الأسود بالطحينة وهو ما يفضله يزيد على الإفطار.. مع بعض شرائح التوست المقرمشة والتي تعدها له خصيصا عندما وصلها صوت أم علي 
هو أنت تتخانقي معاه بالليل وتجهزي له فطاره الصبح!.. أومال يحس على دمه ازاي!
هتفت بها علياء پغضب
أم علي.. وبعدين معاك.. ما ينفعش تتكلمي عليه كده.. ولا عشان هو طيب وبيسكت لك..
بهتت أم علي للحظات.. وهي تدرك ڠضب علياء منها.. واعتذرت باحراج
معلش.. أنا بكلمك زي بنتي.. عندك حق.. يظهر أني نسيت نفسي..
التفتت لها علياء وقد شعرت بالذنب لتعاملها الجاف مع السيدة العجوز.. واقتربت منها لتطبع رقيقة على جبهتها
حقك علي.. أنا ما اقصدش أزعلك.. بس برضوه ما حبش أنك تتكلمي عنه بالطريقة دي..
سكتت السيدة العجوز وقد ارتسمت على ملامحها معالم الامتعاض.. فاستدركت علياء
بس أنت عرفت منين أنه احنا مټخانقين..
أخذت أم علي تنهي غسيل الاطباق وهي تغمغم
ما هو قاعد بره ومش جاي فيكي زي عادته.. تبقوا اټخانقتوا!..
هزت علياء رأسها وهي تبتسم بعجز
أنت ما لكيش حل فعلا..
بادلتها السيدة الابتسام.. وهي تدرك أن السيدة الصغيرة رضيت عنها ثانية.. وسمعت علياء تخبرها
يلا.. خودي الفطار بتاعه وحطيه على السفرة وبلغيه أن الفطار جاهز..
شهقت أم علي بعجب
لا طبعا.. روحي افطري وفطري جوزك.. ازعلي واغضبي براحتك.. بس لا تنزليه من عندك ڠضبان.. ولا تنيميه ڠضبان.. أنت ناسية أن عندك شريكة مستنية أنك تبعتيهولها ڠضبان عشان هي تصالحه..
توسعت عينا علياء بإدراك ووجدت أن وجهة نظر أم علي صحيحة..
أنت كويسة.. امبارح.. أنا..
أشاحت بوجهها عنه ولم تدعه يكمل كلماته ولكنه أدار وجهها ليقابله 
أنت كويسة.. محتاجة تروحي للدكتورة ولا حاجة..
هزت رأسها نفيا.. وقد تجمعت الدموع بعينيها وأخبرته بهمس
انا محتاجة آخد الولاد واروح يومين المعمورة..
وافقها بسرعة
وماله.. نروح..
قاطعته وهي تنهض من فوق ركبتيه وتهز رأسها رافضة
لا.. هاروح مع الولاد وأم علي بس..
صړخ پغضب
لا طبعا.. ما فيش سفر لوحدك..
قطع صوت جرس
تم نسخ الرابط