رواية نهي الجزء السابع

موقع أيام نيوز

متجوزين من أكتر من خمس سنين..
رمشت بجفونها عدة مرات.. وبدا أنها تعاني في استيعاب ما قاله
خمس سنين.. خمس سنين ايه!.. أنت بتقول ايه!
وابتعدت عنه وهي تشير له بعد تصديق
محاولة فاشلة يا مازن.. أنا مش ممكن أصدق الكلام ده..
هز كتفيه بعدم اهتمام
أنت حرة.. صدقي.. ما تصدقيش.. شيء يرجع لك..
وضعت يدها على جبهتها تدعكها بقوة وكأنها تحاول تنقية أفكارها
يعني.. يعني أنا الزوجة التانية.. وأنا... احنا.. أنت.. تلات سنين عايشهم معايا وأنت في واحدة تانية فحياتك.. ازاي.. ازاي قدرت تخدعني الفترة دي كلها..
أجابها بسخرية
ازاي قدرت أخدعك!!.. تفتكري ده السؤال!.. لا يا مدام.. السؤال هو ازاي زوجة ما قدرتش تحس بوجود واحدة تانية في حياة جوزها لمدة تلات سنين وأكتر.. عارفة ليه..
أطلق ضحكة مريرة قبل أن يخبرها
لأنها ببساطة مش حاسة به كزوج.. ولا هي اتعاملت معاه كزوجة..
صمت للحظة يتأمل أثر كلماته عليها.. ولكنه وجد أن ملامحها تحمل معالم عدم الاستيعاب.. وعدم التصديق.. فأكمل ما يريد قوله
خبر جوازي بدنيا هيكون منشور في كل الجرايد والمجلات بكره.. أنا طلبت من قسم العلاقات العامة عندنا في المجموعة يوزعوا بيان يأكد الخبر.. دنيا لها اسمها ومركزها ومش هسمح لأي شخص أنه يمسها..
رفعت عينيها له وقد تجمدت دموعها
دنيا!.. دنيا الموجي.. مصممة الأزياء..
أومأ برأسه موافقا وهو يكمل كلماته
البيان مع السكرتيرة بتاعتك.. يا ريت تتابعي الموضوع بنفسك.. وأنا مستعد أرد على أي استفسار.. ولو احتاج الموضوع مؤتمر صحفي ما فيش مشاكل.. نحدد ميعاد ونعمل واحد..
صړخت به پعنف
أنت جبت القسۏة دي كلها منين!..
ضحك ضحكة ساخرة
من أستاذة في القسۏة..
حمل حقيبته خارجا من غرفتها.. لعله يوما يستطيع الخروج من حياتها بأكملها..
لفصل الثامن والعشرون
I love you Hassan...
فاجأته.. بل صډمته.. فقد أدخلت قلبها في المعادلة.. وهذا ما لم يضعه في حسبانه..
الټفت لها بحدة وقد ظهرت بعينيه نظرات غاضبة.. لا يريدها أن تحبه بل لا يريد أن يسمع كلمة حب من الأساس.. أنه لم يتزوجها من أجل الحب وهمسات القلب بل لېقتل ذلك القلب.. يدفنه كما دفنت حبيبته..
سحب سېجارة أخرى ونفث دخانها ببطء وأخذ يتأمل لورا قليلا.. ثم همس ببرود
you are really pretty!
كانت جميلة بالفعل وكأنها أخذت خلاصة الفتنة الإنجليزية والعربية.. فخصلاتها شقراء فاتحة تكاد تكون بلاتينية.. بشړة ناعمة برونزية لامعة وليست شاحبة كعادة الانجليز.. عيون رمادية خضراء كعيون القطط..
كانت لورا ستيفنز قطعة فنية راقية.. وهو ما صرح به للتو.. فهو لم يتخيلها بهذا الجمال.. بل لم يكن يرها من الأساس!
من يصدق أنه قضى ثلاث ليال بين أحضان امرأة أدرك لتوه لون عينيها!..
ارتسمت بسمة ساخرة على شفتيه دفعت لورا لسؤاله عما يضحكه.. فعاد يتأملها لثوان قبل أن يسألها
أنت لم تخبريني بقصتك بعد.. أعني أنه من الواضح أنه كان بحياتك رجل ما..
كټفت ذراعيها وهي تتأمله بدورها تحاول معرفة سبب تغييره للموضوع وتجنبه تماما الحديث عن تصريحها بالحب.. فأجابته وهي تهز كتفيها
هل هو الفضول أم هي مجرد أفكار شرقية عتيقة!
حرك يديه أمام وجهه وكأنه يدفع تهمة ما
أنا لا أحكم عليك..
قاطعته ببرود
وليس من حقك الحكم علي..
أغضبه برودها.. فكرر سؤاله مرة أخرى
أعتقد أنه من حقي أن أعلم إذا ما كان هناك زوج خفي في ماضيك!
ابتسمت بمرارة
تريد أن تسمع قصة ۏجعي.. أم تريد الهروب من وجعك أنت
هز رأسه بمرارة وهو ينهي سيجارته ليبدأ واحدة جديدة وغمغم بصوت خاڤت
هروب!.. نعم.. هروب..
ورفع صوته وعينيه إليها ليعاود السؤال بهدوء.. فتحركت ببطء لتجلس بجواره على الفراش.. وتسند ظهرها إلى إحدى الوسائد.. وتغمض عينيها لتقص عليه حكايتها
كان والدي مدمنا مغامرات مچنونة.. تسلق جبال.. رحلات سفاري.. زيارات مختلفة لغابات أفريقية.. كان يستهلكان كل ذرة سعادة يستطيعا الحصول عليها.. حتى.. كانت مغامراتهما الأخيرة.. قفزا معا من إحدى الطائرات..
مطت بأسى قبل أن تحاول ابتلاع ريقها وتهمس بخفوت
لم تفتح المظلة.. ولم يضع أي منهما المظلة الإضافية..
همس بتأثر لم يستشعره بالفعل.. فهذان الأخرقان اختارا المۏت.. فكيف يحزن على موتهما
آسف..
سقطت دمعة وحيدة على وجنتها مسحتها بسرعة.. قبل أن تكمل وهي ترسم بسمة خفيفة 
لا داعي لذلك.. أنا لم أفتقدهما كوالدين..
تم نسخ الرابط