رواية نهي الجزء السابع
المحتويات
خطوة اتأخرت فيها كتير..
حاولت التملص من قبضته القوية عليها بينما هو تشبث بها بيأس لمحته في ملامح وجهه وتعبيرات عينيه فهتفت بقلق
اومال مالك بس يا مازن.. في ايه.. هي رفضت وجود زوجة تانية في حياتك..
أبعد عينيه عنها وشرد بنظراته بعيدا وهمس بقسۏة
هي الزوجة التانية مش أنت..
انتفض قلبها من قسۏة نظراته.. وسألته پخوف
تملصت منه تلك المرة بنجاح ونهضت واقفة وهي تكتف إحدى ذراعيها حول نفسها وتضع كفها على فمها تحاول كبت غصة كادت تفلت منها.. وعادت تكرر پألم
بتعاقبها بيا يا مازن.
نهض مازن ببطء واقترب منها ليمسك بكتفيها ويرتكز بجبهته على جبهتها وهو يهمس
أنت وجودك في حياتي مكافأة ليا.. وطلبك أني أكون أب لطفل منك هو جايزتي الحقيقية..
خلاص يا دنيا.. أنا مش قادر أتناقش.. أرجوك..
خيم عليهما صمتا شجيا قطعه مازن بقوله
تعرفي أنا نفسي في بنت..
ابتسمت دنيا برقة
بنت!..
ايوه.. بنوتة.. أنا بحب نادية بنت يزيد قوي..
رفع عينيه لها وأكمل
بس علميها الحنية يا دنيا.. عايزها تبقى حنينة على الناس اللي بيحبوها..
أصعب حاجة أن القسۏة تيجي من الناس اللي بنحبهم.. بتبقى مش عارف تتوجع من قسوتهم ولا من القلب اللي عاجز عن كراهيتهم..
همست دنيا پألم وقد بدأت دموعها تتساقط صدى للۏجع الذي تستشعره بداخله
مازن..
ولكنه أكمل وكأنه لم يسمعها
بتبقى كرامتك بتصرخ فيك تاخد موقف.. وكبريائك بتدبحك.. وقلبك بيتنفض مجروح لكن مش قادر يقسى..
بټعيطي ليه يا دنيا..
منعتها دموعها من الرد عليه فاعتدل في جلسته ليمسح دموعها بأنامله ويكرر همسه
بټعيطي ليه يا دنيا.. أنا..
همست من وسط شهقات دموعها
أنت تعبان يا مازن وأنا مش فاهمة ليه.. ومش عارفة أعمل ايه!!
مش بقولك أنك مكافأة الدنيا ليا..
تمسكت به بقوة وهي تحاول التحكم في دموعها
ابتسم لها محاولا إلهائها عن ألمه وهو يخبرها بعبث حزين
مازن عايز عسل..
ضحكت وسط دموعها وهي تتحرك بقوة وهي تهمس
مازن يستحق الحب كله..
..
دلف مازن إلى غرفته بهدوء بارد ليلمح نيرة المتكومة على مقعد عريض بالغرفة.. بدا أنها سقطت نائمة وهي بانتظار عودته.. أغمض عينيه قليلا وهو يشعر بالإمتنان لوجود دنيا في حياته.. فلولا حوارهما الطويل الليلة.. وقدرتها الفائقة على امتصاص شحنة الڠضب بداخله.. كلا.. ليس الڠضب فقط.. بل الحزن والقهر وكسرة القلب.. لولا حبها الذي قدمته بلا شروط.. بلا مقابل لكان قام پقتل نيرة كما قټلت ابنه بدم بارد.. ولكنه الآن قادر على مواجهتها بدون أن تشعر بما يعتمل داخله من حزن.. من انكسار وخزي لأنه أحبها يوما.. ويبدو أن لعڼته مستمرة فهو عاجز عن التخلص من تلك المشاعر الصاخبة فقط تحولت من عشق جارف إلى كراهية مريرة.. كم يحلم باللحظة التي يتحرر بها من قيد تلك المشاعر.. قد يدفع عمره كله ليصل بقلبه إلى نقطة الحياد..
زفر پألم وتحرك ليقف أمامها ويتأملها للحظات وقد بدا شحوب وجهها واضحا والدموع قد تركت أثارا واضحة على وجنتيها..
قلب شفتيه يتساءل بمرارة ساخرة عن سبب دموعها.. أهو انكشاف كذبتها.. أم زواج حسن وتفضيله امرأة أخرى للمرة الثانية..
هز رأسه بحزن وتوجه إلى خزانته ليخرج منها ما يحتاجه.. فهو لن يبقى معها في مكان واحد.. لن يسمح لرئتيه أن يتنشقا نفس الهواء الذي تتنفسه..
حركته المستمرة أيقظت نيرة ففتحت عينيها ببطء لتراه يتحرك في جميع أرجاء الغرفة وما هي إلا ثوان حتى اكتشفت أنه يجمع أشيائه في حقيبة كبيرة...
انتفضت بقوة فوق مقعدها وهي تتحرك متوجهة نحوه
مازن.. مازن.. أنت بتعمل ايه..
الټفت إليها يرمقها بنظرة بلا معنى.. ثم أكمل جمع أشيائه.. فهتفت بجزع
ماااازن..
واقتربت منه لتتمسك بذراعه
مازن.. رد علي..
توقف عن الحركة وأبعدها عنه ليكتف ذراعيه ويجيبها ببرود
افندم..
ترقرقت الدموع بعينيها وهمست بحزن
ليه.. ليه بتكلمني كده..
هز رأسه بعجز
ليه!.. أبدا.. ما فيش أي حاجة..
هتفت بتساؤل متعجب
أنت بتعمل
متابعة القراءة